ديربي على إيقاع حرب البلاغات…

يومه الأربعاء موعد الديربي الـ (134) في تاريخ المواجهات بين كبيري كرة القدم الوطنية، الوداد والرجاء البيضاويين، ديربي مسرحه مركب محمد الخامس، المعلمة التي باتت مدرجاتها المتاحة ومنها والمغلقة، موضوع مزايدة بين مكونات الناديين.
الإيجابي أن مواجهة الإياب هذا الموسم، تأتي والفريقين يوجدان في أوج العطاء، يترجم على وجه الخصوص من خلال مسار متوازن، بعصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، واحتلال مستحق لمركز الريادة بمجموعتيهما.
والإيجابي أيضا أن التشكيلتين عرفتا عودة كوكبة المصابين، باستثناء الغياب المؤثر للحارس الدولي رضا التكناوتي، وأيضا المدافع محمد فرحان، من جانب الوداد، ونوفل الزرهوني بالنسبة للرجاء.
مميزات كان من الممكن الرهان عليها بقوة، لتقديم أمسية كروية رمضانية من المستوى العالي، بعيدا عن أي ضجيج أو صراع خارج رقعة الملعب، إلا أن العكس هو الحاصل الآن.
فطيلة الأيام التي سبقت الديربي، اندلعت حرب البلاغات بين هيئتي المنخرطين بالناديين معا، بلاغ يعقبه بلاغ مضاد، واتهامات ثقيلة، يتم الرد عليها باتهامات أثقل وأعنف، وكأن مؤسسة المنخرط انحصرت وظيفتها الدخول في الصراعات القطبية، مما يزيغ بها عن مهمتها الأساسية، من حيث المتابعة والمراقبة والقوة الاقتراحية، وأن لا تتحول إلى مجرد أداة متاحة، تستعمل من طرف المسيرين كلما دعت الضرورة إلى ذلك…
نحن نتحدث يا سادة عن الوداد والرجاء، بقيمتهما وتاريخهما وعراقتهما، وقاعدتهما الجماهيرية الكبيرة، وهذه هي القيمة يجب استحضارهما من طرف العقلاء من الطرفين، وعدم الانسياق وراء الموجة والردود الغاضبة…
والأكيد أن خلق مناخ من التوتر والأجواء المكهربة، لا يخدم مصلحة الفريقين الكبيرين، بل بالعكس يمكن أن يؤثر على مردود اللاعبين، ويشتت تركيز الطاقم التقني، ويزج بالجمهور داخل متاهات غير محسوبة العواقب…
صحيح أن التدافع في اتجاه التنافس الرياضي السليم، يعد مسألة إيجابية، وكل طرف له الحق في الدفاع عن مصالحه بالطرق المشروعة بدون مزايدة، والتشكيك في كل شيء، وان لا يصل الأمر إلى حد الاتهامات الخطيرة، والمس بشرف وكبرياء الطرف الآخر، فهذا سلوك مرفوض تماما، يصدر صورة غير إيجابية عن الممارسة الرياضية ككل…
المفروض اجتهاد كل طرف في تقديم مستوى لافت، من حيث التنظيم والعطاء التقني والفرحة الممتعة، تقديم الجمهور الفريقين للوحات تثير الإعجاب، وتسحر الناظرين، وأن يكون التفوق داخل الميدان وليس خارجه، وأن تكون الغلبة للروح الرياضية، وأن ينتصر الطرفان للسلوك الحضاري، وأن يتحول الديربي إلى عرس حقيقي؛ لا إلى موعد سنوي للمزايدة وتوجيه الاتهامات والإساءة اللفظية..

>محمد الروحلي

Related posts

Top