سائل رئيس فريق التقدم والاشتراكية، رشيد حموني، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عن التدابير الواجب اتخاذها من أجل منع الانهيار التام لخلايا النحل ببلادنا، وحول الحكامة المؤسساتية والمالية في تدبير هذا القطاع الحيوي.
ووقف النائب البرلماني ذاته، في السؤال الذي وجهه أول أمس الإثنين، على على عدم دقة الحكومة وتضارب تصريحاتها بخصوص تحديد عدد خلايا النحل الموجودة، والتي ضاع منها نحو 70% بسبب المرض الفتاك الذي أصابها خلال الموسم الماضي، مبرزا انتقاد المهنيين إصرار الوزارة على استعمال وتوزيع نفس الدواء الكيميائي للسنة الثالثة على التوالي، رغم ثبوت مقاومة الطفيليات له، وبالنتيجة عدم جدواه، فضلا على أنه دواء تعرض للحظر أوروبيا.
وأشار حموني إلى أن المهنيين يعربون أيضا عن استغرابهم لتصريحات حكومية تعلن عن انطلاق حملة وطنية لمكافحة مرض الفاروا، مع العلم أن هذه الحملة انطلقت فعلا منذ أسابيع، قبل أن تتوقف نظرا للتخبط العشوائي الحاصل في هذا الموضوع ما بين المتدخلين فيه؛ مؤكدا على أن المهنيون يشتكون من “العشوائية” التي تدبر بها وزارة الفلاحة قطاع النحل، ورفضهم استعمال الوزارة لدواء محظور بعدد من البلدان لعلاج عث النحل.
وأبرز حموني أن قطاع تربية النحل يشغل يدا عاملة جد مهمة من المغاربة، ويدر دخلا معتبرا على الاقتصاد الوطني، وهو أيضا نشاط حيوي بالنظر إلى ما يقوم به، من خلال مجهودات النحالين، من تدبير للطبيعة مجانا من أجل الرفع من مردودية المنتجات والمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة.
هذا، ودق دق مربو النحل، نهاية الأسبوع الماضي، ناقوس خطر بروز ظاهرة انهيار طوائف النحل، مؤكدين أنها عادت إلى الظهور مرة أخرى على شكل بؤر وبائية ببعض مناطق المملكة.
ونبه اتحاد مربي النحل بالمغرب، في رسالة إخبارية، موجهة إلى مسؤولين حكوميين ورئيس النقابة الوطنية لمربي النحل بالمغرب، إلى أن مستجدات قطاع تربية النحل ببلادنا، وما يشهده من ملابسات تستدعي التدخل السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، متسائلا عن مدى نجاعة دواء الفارو الحالي، وما يمكن أن تعرفه عملية توزيعه من خروقات، وما قد يشوب الدعم المخصص للقطاع من اختلالات وتلاعب في عملية إحصاء المستفيدين، ما سيؤثر سلبا على الأهداف المتوخاة منها.
وأكد الاتحاد في رسالته بدأ ظهور المرض الذي تسبب في انهيار طوائف النحل بالمغرب، مشددا على أن بؤر منه ظهرت بمختلف مناطق المغرب خاصة التي لم يصل إليها السنة الماضية، مما يجب معه اتخاذ إجراءات للحد من انتشاره.
وأثار الاتحاد في رسالته للمكونات الحكومية المسؤولة عن تدبير القطاع، أن دواء “الأبيستان” الذي وزعت “أونسا” قسطا منه في الأسابيع الأخيرة، وستستكمل توزيعه في الأيام القادمة حسبما جاء في تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة يوم الخميس 06/10/2022، لم يعد له أي تأثير في معالجة الفاروا، وهو ما كان يستدعي تغييره (الدواء) هذه السنة بدواء آخر مغاير، يحتوي على مادة فعالة مخالفة للمادة الموجودة في “الأبيستان”، والذي لم يعد يجدي نفعا في معالجة النحل من الفاروا الذي اكتسب المناعة ضده جراء استعماله لسنتين متتاليتين، وهو ما تؤكده كل الدراسات العلمية العالمية.
عبد الصمد ادنيدن