رفع الحظر على التجارة في قرون وحيد القرن بجنوب أفريقيا

تصدر جنوب أفريقيا هذا الشهر قرارا بشأن إنهاء حظر عالمي على بيع وشراء قرون وحيد القرن، وهي خطوة قد تفتح الباب على مصراعيه أمام تجارة رائجة حجمها مليارا دولار تحدد مصير هذا الكائن المهدد بخطر الانقراض.
وتسعى الشبكات الإجرامية الدولية لحيازة قرون وحيد القرن التي تستخدم في مجال الطب الشعبي التقليدي في آسيا، وتباع بأسعار تفوق الذهب في فيتنام حيث يشيع اعتقاد بان بمقدورها علاج السرطان وذلك دون أي سند علمي.
وتعني زيادة الطلب على هذه القرون تصاعد أنشطة الصيد الجائر فيما قتل عدد قياسي من هذه الحيوانات في أفريقيا بصورة غير مشروعة العام الماضي بلغ 1305 حيوانات.
لكن معارضي هذا الحظر، يقولون إنه نظرا لأن قرون وحيد القرن تنمو ثانية إذا استأصلت من الحيوان الحي، فإن التحكم في هذه التجارة على نحو قانوني وملائم قد يساعد في إنقاذ وحيد القرن بدلا من القضاء المبرم عليه ما يمهد لاندثاره.
ولم تكشف حكومة جنوب أفريقيا النقاب عن حجم المخزون من قرون وحيد القرن التي صودرت من المهربين، ومن الحيوانات التي تنفق بصورة طبيعية، لكن تقديرات الرابطة الخاصة لملاك وحيد القرن، تشير إلى أن أعضاء الرابطة لديهم نحو ستة أطنان مشيرة إلى أن لدى الدولة ما يقرب من 25 طنا.
وتشير تقديرات غير رسمية من أنصار الحفاظ على البيئة إلى أن السعر السوقي لقرون الحيوان في آسيا يصل إلى 65 ألف دولار للكيلوجرام الواحد، ما يعني أن 30 طنا يمكن أن تباع بنحو ملياري دولار.
ويقول أنصار تقنين تجارة قرون وحيد القرن إن هذه الأموال، يمكن أن تستغلها حكومة جنوب أفريقيا التي تعاني من ضائقة مالية في الحفاظ على الحيوان.
وقال جون هيوم وهو أحد ملاك مزارع حيوان وحيد القرن الخاصة ويملك 1293 حيوانا، أي ما يمثل 4.5 في المائة من التعداد العالمي للحيوان البالغ نحو 28 ألف حيوان في أفريقيا وآسيا “نحن نفقد وحيد القرن ونخسر الحرب وعلينا تغيير تكتيكاتنا”.
ويملك هيوم مزرعة مساحتها 17 ألف فدان تبعد 170 كيلومترا إلى الغرب من جوهانسبرج.
ويقوم هيوم باستئصال قرون حيواناته حتى لا تصبح صيدا سهلا للصيادين ويضيف إلى مخزونه من هذه القرون، وتجري عملية الاستئصال أثناء تخدير الحيوان ولا تلحق به الضرر لأنها تمثل تقريبا أظافر يد الإنسان.
وتبيح جنوب أفريقيا إنشاء مزارع خاصة لتربية وحيد القرن وتصل أعداد الحيوان بهذه المزارع إلى 6200 حيوان أي ما يمثل ثلث عدد هذه الحيوانات بالبلاد.
وسيقرر مجلس الوزراء في جنوب أفريقيا هذا الشهر، ما إذا كان سيطرح اقتراحا لرفع الحظر على بيع وشراء قرون وحديد القرن، عندما تجتمع الدول الأعضاء الموقعة على الاتفاقية الدولية للتجارة في الأنواع المهددة بالانقراض في جوهانسبرج، حيث يتعين موافقة ثلثي الأعضاء في الاجتماع لسريان رفع الحظر.
ويوجد في جنوب إفريقيا أكثر من 80 في المائة من أعداد وحيد القرن في العالم، ويصل عددها إلى نحو 18 ألفا من وحيد القرن الأبيض ونحو ألفين من وحيد القرن الأسود، ويضم متنزه كروجر الوطني بجنوب أفريقيا أكبر عدد من وحيد القرن في العالم.
ويأتي معظم من يقومون بالصيد الجائر من موزامبيق المجاورة التي تتاخم كروجر، والتي لا تزال واحدة من أفقر دول العالم على الرغم من اكتشافات الغاز والفحم بها.

Related posts

Top