رمضان هذا العام مسبوق بموجات من الإشاعات والحكومة صامتة

على بعد أيام من حلول شهر رمضان، يسود ترقب حذر في مختلف الأوساط إزاء القرارات التي من الممكن أن تتخذها الحكومة في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء “كوفيد – 19”.
ويرسم بعض المواطنين صورة قاتمة عن قرارات الحكومة، التي يرون أنها لا تقضي على انتشار وباء كورونا وحده، بل تتجاوزه لتقضي على دخلهم وعلى لقمة عيشهم، خصوصا مع تشديد الإجراءات، وفرض الإغلاق الليلي على الساعة الثامنة من كل يوم، منذ دجنبر الماضي.
ومع تمديد حالة الطوارئ في كل مرة، وتمديد الإجراءات الاحترازية، يربط البعض هذا التمديد مع اقتراب شهر رمضان، وعزم الحكومة على السير في هذا الاتجاه، ووقف الحركة الليلية لمواجهة كورونا.
مواقع التواصل الاجتماعي لا تكاد تخلو يوميا من تدوينات وأخبار تتضمن معطيات غير صحيحة وغير رسمية بخصوص الإجراءات التي ستتخذها الحكومة خلال الشهر الفضيل، إذ تروج عشرات الرسائل والأخبار وسط المواطنين حول الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا خلال رمضان، إلا أن عددا منها يهم دولا أخرى بالمشرق العربي، وأخرى لا تعدو أن تكون تخمينات وتنبؤات غير صحيحة تدخل في خانة الإشاعات والمعطيات الزائفة.
من جهة أخرى، يزكي الصمت الرسمي للحكومة الحالية انتشار الشائعات والأخبار الزائفة والمعطيات غير الصحيحة، إذ أن الجهات المسؤولة لم تقم، إلى اليوم، بأي تواصل بخصوص الإجراءات التي تفكر فيها لشهر رمضان الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام قليلة.
ولم تخرج الحكومة لا لتأكيد ولا لنفي المعطيات المنتشرة عبر الوسائط الاجتماعية، إذ يسود صمت رسمي يعتبره الكثيرون غير مبرر، خصوصا وأنه يهدد الأمن النفسي لآلاف الأسر المغربية التي تنتظر بشغف هذا الشهر للعمل والبحث عن لقمة العيش.
وفي مقدمة المتخوفين والمتوجسين من الإجراءات الحكومية المرتقبة، أرباب المقاهي والعاملون بهذه الفضاءات، خصوصا بعد تداول معطيات تشير إلى عزم الحكومة الاستمرار في الإغلاق الليلي على الساعة الثامنة، وهو ما يعني حرمان المقاهي والمطاعم من الاشتغال طيلة شهر رمضان.
التجار والحرفيون بدورهم يدقون ناقوس الخطر، معتبرين أن الإغلاق الليلي من شأنه أن يضر بدخلهم، حيث اعتبر الكثير من التجار بسلا، في تصريحات لـ “بيان اليوم”، أن أي إجراءات مشددة خلال الشهر الفضيل من شأنها أن تضر بتجارتهم، التي تنتعش بشكل أكبر خلال فترة الليل التي يخرج فيها الآلاف بعد الإفطار للتعبد وقضاء مآربهم.

ويضيف بعض التجار أن فرض إجراءات مشددة، وخصوصا الإغلاق في فترة الليل، سيؤدي بشكل مباشر إلى تقليص عدد الزبناء والوافدين على محلاتهم بين 60 و100 بالمائة، وفق خصوصية كل نشاط تجاري.
ومن ضمن من تتوقف عندهم الحركة التجارية بشكل كلي، في حالة الإغلاق، أصحاب المقاهي والمطاعم، وبشكل جزئي أصحاب القاعات الرياضية وقاعات الألعاب والحمامات، وغيرها من النشاطات التجارية والحرف.
في هذا السياق، حذرت نقابة التجار والمهنيين بالرباط الحكومة من اتخاذ قرار الحجر الصحي المشدد خلال شهر رمضان. وقالت نقابة التجار والمهنيين، في بلاغ لها، إن بعض الصفحات الفيسيوكية تروج خبرا مفاده إمكانية عودة الحجر الصحي المشدد خلال شهر رمضان، مؤكدة في هذا الصدد رفضها لأي قرار بهذا الشكل لاسيما وأن النشاط التجاري والاقتصادي عرف ركودا كبيرا منذ فرض الإجراءات الاحترازية وفرض الإغلاق ابتداء من الساعة الثامنة.
إلى ذلك، من المرتقب أن تعلن الحكومة، يومه الثلاثاء، عن الإجراءات التي ستتخذها خلال المرحلة المقبلة، وذلك تزامنا مع انقضاء أسبوعين عن إعلانها تمديد الإغلاق الليلي وباقي الإجراءات المصاحبة له.
وفي انتظار قرارات الحكومة، يعلق آلاف المغاربة آمالهم على الجهات المسؤولة للتخفيف من الإجراءات وتمديد ساعة الإغلاق الليلي من الثامنة مساء إلى منتصف الليل على الأقل، كي يتسنى للبعض العمل وتوفير قوته اليومي خلال هذه الفترة، وكي يتسنى للبعض الآخر قضاء مآربه وحاجياته الأساسية.

< محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top