رونار .. “ثعلب” ربح التحدي مع الأسود

تمكن الناخب الوطني هيرفي رونار من ربح تحدي التأهل لكأس العالم لأول مرة في مسيرته، بعد أن قاد المنتخب الوطني لمعانقة العرس العالمي لخامس مرة في تاريخ كرة القدم المغربية، ودون اسمه كثاني مدرب فرنسي، ورابع مدرب أجنبي يحجز بطاقة التأهل مع “أسود الأطلس”.
ونجح رونار في تكرار انجاز مواطنه هنري ميشيل، الذي كان وراء آخر موعد للمنتخب الوطني مع كأس العالم في مونديال فرنسا سنة 1998.
ورغم البداية المتعثرة في الاقصائيات، بتعادل خارج الميدان مع الغابون (0-0)، وآخر داخل الميدان مع المنتخب الإيفواري (0-0)، لم يقدم خلالها “الثعلب الفرنسي” نفسه بالسمعة التي تليق بمدرب سبق له التتويج بكأس إفريقيا في مناسبتين، فإنه استطاع تكوين فريق منسجم وتنافسي، يتوفر على الإرادة والرغبة في تحقيق الفوز، وهو ما انعكس على أداء الأسود في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017 بالغابون، بتأهله للدور الثاني بعد انتظار دام 13 سنة.
وكانت كلمة السر التي يركز عليها رونار هي روح المجموعة، وقدرته الكبيرة على تحفيز لاعبيه، مستعينا بالخبرة الواسعة التي راكمها في الملاعب الإفريقية، من خلال اشتغاله في البداية كمساعد لمواطنه كلود لوروا.
وبعد ذلك استطاع رونار أن يفرض نفسه كشخصية متفردة في عالم التدريب بافريقيا، بعد قيادته للمنتخب الزامبي المغمور للفوز بكأس إفريقيا للأمم سنة 2012 لأول مرة في تاريخه، حارما المنتخب الإيفواري من التتويج باللقب القاري، وبين جماهيره، قبل أن يعود ثلاث سنوات بعد ذلك لحمل الكأس الإفريقية مع الفيلة بغينيا الاستوائية.
وكان لهذه الخبرة وروح الفوز التي تميز شخصية رونار أثر استثنائي على عناصر المنتخب المغربي، حيث استطاعوا أن يجدوا إيقاعهم، ونجاعتهم الهجومية بعد دورة 2017 بالغابون، الشيء الذي سمح لهم بالتفوق على المنتخب المالي بستة أهداف للاشيء بالرباط، وانتزاع صدارة المجموعة بعد الفوز على الغابون بثلاثية نظيفة بالدار البيضاء.
هذان الفوزان الحاسمان جعلا المنتخب الوطني على بعد نقطة واحدة من التأهل للنهائيات، وهو ما تعامل معه رونار باحترافية كبيرة، بتحمله للجزء الأكبر من ضغط المباراة، وإبعاده عن لاعبيه، وتسييره لفترات اللقاء أمام كوت ديفوار بكل ثقة في النفس، جعلته يخرج منتصرا بهدفين للاشيء، وقيادته لـ “أسود الأطلس” لتحقيق حلم التأهل لكأس العالم بروسيا، الذي ظل يراود الجماهير المغربية لمدة 20 سنة.
ويعتبر الفرنسي رونار رابع مدرب أجنبي يتأهل مع أسود الأطلس إلى نهائيات كأس العالم بعد اليوغوسلافي بلوغوجا فيدينيك سنة 1970 بالمكسيك، والبرازيلي المهدي خوسي فاريا سنة 1986 بالمكسيك، والفرنسي هيرفي رونار سنة 1998، علما أن الإطار الوطني عبد الله بليندة الربان المغربي الوحيد الذي قاد المنتخب المغربي إلى مونديال أمريكا سنة 1994.
وقاد هيرفي رونار أسود الأطلس في 24 مباراة، خمس منها في تصفيات كأس إفريقيا تأهل خلالها إلى دورة الغابون 2017، وواحدة أمام الكاميرون التي تستقبل النهائيات سنة 2019، وأربع في نهائيات الغابون، وست عن الاقصائيات المؤهلة إلى المونديال، فضلا عن تسع وديات.
وحققت العناصر الوطنية رفقة هيرفي رونار 14 فوزا، وخمس تعادلات، مقابل خمس هزائم، ثلاث منها رسمية.

Related posts

Top