فتحت النيابة العامة في فالنسيا أول أمس الاثنين تحقيق في “جريمة كراهية” بشأن إهانات عنصرية تعرض لها مهاجم ريال مدريد الإسباني البرازيلي فينيسيوس جونيور.
وباشرت النيابة العامة بتحقيق حول “جريمة كراهية”، بحسب ما علمت وكالة فرانس برس من مصدر قضائي.
وأتى هذا القرار بعد أن لجأ الفريق الملكي إلى القضاء في ما خص هذه الحادثة.
كتب في بيان على موقعه الرسمي “يعتقد ريال مدريد أن مثل هذه الهجمات تشكل أيضا جريمة كراهية، وبالتالي قدم التقرير المناسب إلى مكتب المدعي العام، وتحديدا إلى مكتب المدعي العام بشأن جرائم الكراهية والتمييز، من أجل التحقيق في الوقائع وملاحقة المسؤولين”.
وتابع “تحدد المادة 124 من الدستور الإسباني وظائف مكتب المدعي العام لتعزيز عمل العدالة في الدفاع عن الشرعية وحقوق المواطنين والمصلحة العامة”.
وأصدر النادي الملكي بيانا جديدا لاحقا بدأه بتوجيه الشكر للعديد من “رسائل الدعم والتضامن والمودة التي تلقاها من جميع أنحاء العالم” لفينيسيوس، لكنه شدد على أن “الأحداث المؤسفة التي اندلعت يوم الأحد قد مرت حول العالم. وأصابت كرتنا بالعار”.
وحث ريال مدريد الاتحاد الإسباني على التصرف “بطريقة حاسمة وفورية”، مطالبا رئيسه لويس روبياليس “برد حازم” مطالبا بأن “لا تطول الإجراءات بطريقة غير المبررة”.
وقال “تصريحات رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس تفاجئنا، لأنه المسؤول الأعلى لكرة القدم الإسبانية والتسلسل الهرمي للتحكيم، سمح بعدم التصرف بطريقة حاسمة، باتباع بروتوكولات الفيفا، لتجنب الدخول في الموقف الذي عشناه”.
وأضاف “إن الحكام، بدلا من التصرف بحزم وتطبيق البروتوكولات القانونية، قرروا في معظم الحالات عدم اتخاذ القرارات التي يتعين عليهم فرضها”.
وكان روبياليس أقر في مؤتمر صحافي في مقر الاتحاد بالقرب من مدريد “في البدء، يجب الاعتراف بأنه لدينا مشكلة سلوك، تربية وعنصرية في بلدنا”.
وأضاف “طالما أن هناك مشجعا واحدا أو مجموعة من المشجعين الذين يهينون شخصا ما بسبب ميوله الجنسية ولون بشرته، فسوف نواجه مشكلة خطيرة والتي تشوه صورة فريق بأكمله، كل المشجعين وبلد ككل”.
واستغل روبياليس الحادثة للرد على رئيس الرابطة الاسبانية خافيير تيباس الذي لم يتقبل اتهامات اللاعب البرازيلي، فتبادل معه الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد أن طالب فينيسيوس تيباس بـ “تصرفات وعقوبات”، قال الإسباني في رد جديد “لا إسبانيا ولا رابطة الليغا عنصرية، من غير العادل قول ذلك”.
وذكر بأنه “تم الإبلاغ عن 9 إهانات عنصرية هذا الموسم (8 منها كانت ضد فيني) ودائما ما تعرفنا على الجناة وتقدمنا بشكوى إلى الجهات المعينة، بغض النظر عن قلة عددهم، لم نظهر الشفقة تجاه أحد”.
ورد روبياليس على تيباس، علما أن العلاقة ليست جيدة بين الاتحاد والرابطة، داعيا رئيس الاتحاد البرازيلي للحضور الى اسبانيا “أريد أن أطلب من رئيس الاتحاد البرازيلي أن يأتي أو أن أذهب حتى يتمكن من رؤية ما يفعله الاتحاد لمحاربة هذه الآفة، أطلب منكم أيضا ألا تعيروا اهتماما لسلوك رئيس رابطة الدوري الإسباني وهو يدخل في نزاع مع لاعب تعرض لهجوم قاس”.
من جهتها، استنكرت الحكومة الاسبانية على لسان وزير شؤون المستهلك ألبرتو غارسون ما حصل قائلا في مقابلة مع إذاعة راديو كابلي “المؤسسات التي يجب أن تضمن السير السليم لكرة القدم (…) يجب أن تكون أكثر حزما مع هذا النوع من القضايا”.
وتابع “عندما يكون لديك جزء من المشجعين يطلقون إهانات عنصرية تجاه لاعب، فمن الواضح أن ما عليك فعله هو الرد بطريقة قاطعة”.
وبعد أن استنكر ما حصل الأحد، أصدر فالنسيا بيانا الاثنين أعلن فيه “حظر دخول الملعب مدى الحياة للمشجعين” المتورطين بعد فتح تحقيقات مع الشرطة، مضيفا أن الأخيرة “تعرفت على هوية مشجع قام بإيماءات عنصرية” ضد فينيسيوس.
كما أعلنت الحركة ضد التعصب ورابطة لاعبي كرة القدم الإسبان من خلال بيان صحافي أنهما تقدمتا بشكوى.
جاء في البيان “المنظمتان تعارضان تماما السلوك غير المقبول لبعض المشجعين، وتعتقدان أن الوقت قد حان للعمل وبطريقة قاطعة، في مواجهة مثل هذه الحقائق الخطيرة التي، للأسف، ليست فردية”.
من جهته، قال تشافي هرنانديز مدرب الغريم التقليدي برشلونة “لا يوجد شعار أو خصوم أو أندية. يجب القضاء على العنصرية بشكل نهائي. لا دروع هنا، الأمر يتعلق بالبشر ونحن ندين أي عمل عنصري”.
وأكد رئيس الحكومة بيدرو سانشيز مساء الاثنين على تويتر أن “الكراهية وكراهية الأجانب يجب ألا يكون لها مكان في كرة القدم أو في مجتمعنا”، مكررا سياسة “عدم التسامح مطلقا مع العنصرية في كرة القدم”.
من جهتها، اتصلت الحكومة البرازيلية بالسفيرة الإسبانية للتعبير عن “استيائها” من العنصرية ضد فينيسيوس جونيور.
واوضح مصدر بوزارة الخارجية لوكالة فرانس برس “كان هناك اتصال هاتفي” مع المندوبة الإسبانية ماريا دل مار فرنانديس بالاسيوس “للتعبير عن استياء الحكومة البرازيلية من الهجمات العنصرية المتكررة ضد لاعب كرة القدم”.
وعبرت برازيليا للدبلوماسية عن “أملها في أن يتم اتخاذ إجراء في هذا الشأن” من قبل الحكومة الإسبانية والسلطات الرياضية.