هي امرأة ليست بالمغمورة أو المجهولة في قرية فم أودي الصغيرة بإقليم بني ملال، وإنما هي سيدة ذائعة الصيت وسط المنطقة، إنها الفاعلة الجمعوية زهرة ملوك.
زهرة، يعرفها الصغير والكبيرة من أهل القرية، فإسهاماتها القيمة للنهوض بالمرأة الجبلية، وكفاحها المتواصل من أجل التمكين للمرأة في إطار تعاونيات نسائية، لا تخفى على أحد ويعرفها جميع من يقطن بهذه المنطقة.
وتعد زهرة، التي ترأس تعاونية زكزي لصناعة الكسكس، مثالا ملموسا لمرأة ملتزمة بخدمة نساء المناطق الجبلية من أجل تلبية احتياجاتهن المتزايدة وأيضا احتياجات عائلاتهن.
في قرية غير بعيد عن مرتفعات جبال الأطلس المتوسط، تشرف زهرة ملوك على تسيير هذه التعاونية التي أصبحت رائدة في هذا المجال، وتستقبل داخل ورشات تعاونيتها نساء المنطقة الجبلية، وتلقنهن القراءة والكتابة قبل أن تعرفهم على كيفية صنع مختلف أصناف الكسكس التي عملت على تنقيحها وفق تقليد مغربي خالص.
وسواء تعلق الأمر بالكسكس الخماسي أو الثلاثي أو الرباعي (خليط من مكونات الحبوب: دقيق قمح صلب أو طري، ذرة، شعير) وغيرها من المنتجات التي تمكنت زهرة ملوك من تنقيحها بعد عدة محاولات، مثل “بركوكش” أو فتات الشطبة” (طبق مغربي تقليدي مصنوع من عدة أطعمة نشوية)، فإن زهرة قد تمكنت من فرض ذاتها بامتياز وسط بيئة أكثر صعوبة حيث الصناعة التقليدية هي النشاط الاقتصادي الرئيسي ومصدر الدخل الوحيد للساكنة المحلية.
وعلى الرغم من الصعوبات المالية الهائلة والعزلة التي تعاني منها قريتها وسط سلاسل جبال الأطلس المتوسط، فقد تمكنت زهرة، بدعم هام من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من تصدير خبرتها إلى العديد من المدن المغربية حيث تبيع منتوجها من أجل ضمان دخل قار للنساء التي تقوم بتشغيلهن.
منذ إنشاء تعاونيتها، انخرطت زهرة في تطوير نشاطها إلى أن تمكنت من الحضور بقوة في المعارض الجهوية الكبرى ببني ملال-خنيفرة المخصصة للمنتوجات المجالية.
زهرة، ابنة مدينة بني ملال، المكافحة والمثابرة، هي بحق تشريف لصورة المرأة المغربية، كما أنها نموذج حي على الانخراط النسوي بجهة بني ملال-خنيفرة.
تقول زهرة ، في تصريح لقناة M24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، “حلمي هو استعادة صورة المرأة الجبلية وضمان الاستقلال المالي للنساء العضوات في تعاونيتي”.
وتابعت “كانت البداية من خلال فكرة بسيطة تقوم على تنقيح الكسكس المغربي”، مبرزة أن طموحها كان يتمثل بالأساس في مساعدة النساء الجبليات على تجاوز الصعوبات التي تعيق تمكينهن، ومساعدة اللواتي تعانين أكثر من صعوبات مالية.
وقالت ” كان طموحي هو العمل ولو بشكل قليل، على تحسين الظروف السوسيو-اقتصادية لنساء منطقة فم أودي من خلال تحفيزهن على الانخراط في التعاونيات حتى تتمكن من تحقيق استقلال مالي والمساهمة في تنشيط اقتصاد قريتنا”، مبرزة أن عضوات التعاونية يستفدن أيضا من دروس في محو الأمية بغية تمكينهن من اكتساب مهارات جديدة.
وتسترسل زهرة، مخاطبة المرأة المغربية، حديثها عن أهمية الإيمان بالذات ومواجهة الرهانات والتحديات الجديدة من أجل استعادة صورة المرأة والنهوض بقيم الإنصاف وتكافؤ الفرص في العالم القروي.
ومنذ تأسيس تعاونيتها سنة 2009، ساهمت زهرة في تمكين عشرات النساء من قريتها من الانخراط في تعاونيتها مع ضمان دخل قار لهن.