“سجلماسة والتجارة العابرة للصحراء” هو عنوان ندوة دولية دارت رحاها بين مدينتي الريصاني وأرفود المدينتين اللتين ورثتا مجد سجلماسة وشهرة سجلماسة واقتصاد سجلماسة من العصور الوسطى. وهو ملتقى علمي فكري شارك فيه خبراء من المغرب وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية ومصر وفرنسا اجتمعوا بدعوة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث ومديرية التراث الثقافي بوزارة الثقافة.
وما كان لهذه الندوة، بموضوعها هذا المتعلق بتجارة القوافل الصحرواية، أن تنظم إلا في كنف أرض سجلماسة، تلكم المدينة أو بالأصح المدينة/الإمارة التي أسسها الخوارج حوالي 757م وبسطت إشعاعها على ربوع المعمور وكانت من القرن الثامن إلى الخامس عشر الميلادي هي المدار الذي لا محيد عنه والذي منه تتوزع وإليه تصب كل مسارات طرق قوافل التجار والحجاج والعلماء ومن ثمة ربطت سجلماسة نصف القارة الإفريقية الشمالي بأوربا والمشرق مثلما ربطت عواصم ومدن وقرى شمال القارة الإفريقية مع نظيراتها بالصحراء الإفريقية الكبرى وما وراءها، حيث ما يسمى اليوم إلى حد ما دول الساحل والصحراء.
فعلى مدى يومي 21 و22 أكتوبر الماضي التقى هؤلاء الخبراء المتخصصون في تجارة القوافل الصحراوية وكل ما يحيط بها خلال فترات ازدهارها في القرون الوسطى، وهم خبراء وافدون من حقول علوم الآثار والتحافة والجغرافيا البشرية والتاريخ والأنتربولوجيا. وبذلك تنوعت العروض بتنوع هذه المشارب والمواضيع التي توزعت على ثلاثة محاور.
 المحور الأول خصص لتسليط الضوء على سجلماسة ومحيطها من خلال المصادر التاريخية والمعطيات الأركيولوجية، بينما اختص المحور الثاني بلب الندوة وصلبها فتم تخصيصه لتناول المراكز التجارية العابرة للصحراء والدور المحوري لمدينة سجلماسة في ذلك، أما المحور الثالث فقد كان استشرافيا لتقديم سبل إعادة الاعتبار لموقع سجلماسة الأثري بما يجعل التراث في قلب تنمية جهة درعة – تافيلالت الناشئة حديثا وفق التقسيم الجهوي الجديد للمملكة.

الجلسة الافتتاحية: حيوية الجنوب

ولأن سجلماسة هي الجنوب، ولأن الجنوب كان دوما هو مشتل الإمارات والدول الناشئة/الحاكمة بالمغرب، فقد أفلح المنظمون في اختيارهم بافتتاح ندوتهم الدولية بعرض افتتاحي مركزي ألقاه بمقر جماعة مولاي علي الشريف (مدينة الريصاني) الأستاذ الدكتور حسن بنحليمة العميد السابق لكلية الآداب بأكادير ورئيس مركز سوس – ماسة للتنمية الثقافية. وذلك ما أبرزه المحاضر فعلا بتأكيده على قوة حضور هذا الجنوب في كل مراحل نشأة وتطور بلاد المغرب ودور هذا الجنوب طبعا في ربط جنوب القارة بشمالها وبأوربا والمشرق، دون إغفال حيوية الجنوب اليوم في كل مشاريع التنمية المندمجة حيث ديناميكية المجتمع المدني تعتبر مثالا يدرس ويحتدى. وهو نفس الطرح الذي كانت صبت فيه الكلمات الافتتاحية لعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ومدير التراث الثقافي ورئيس الجماعة الحضرية مولاي علي الشريف (الريصاني).
وإذا كان رئيس المجلس (أحمد علاوي) قد تباهى بمجد سجلماسة التاريخي ودور المجلس المنتخب اليوم في تثمين هذا التراث باعتباره مِلكا جماعيا ثمينا أدرجه المجلس في صلب اهتماماته، فإن مدير التراث (في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس قسم بالمديرية) ركز على الحماية القانونية للموقع الأثري الذي أقدمت وزارة الثقافة هذه الأيام على تصنيفه في عداد الآثار الوطنية مؤكدا على المشاريع التي برمجتها المديرية والوزارة بالريصاني من تأهيل مركز الدراسات والبحوث العلوية حيث الأشغال جارية الآن وتهيئة محافظة للموقع (دار الآثار) قيد البناء. ولم يخرج عميد كلية الرباط (جمال الدين الهاني) عن هذه الروح وهذه الفلسفة حيث عرج على تاريخ إمارة سجلماسة بغير قليل من المعطيات الهامة والدقيقة مؤكدا على دور الجامعة في تعريف أجيال اليوم والغد بهذا الماضي ودروسه وتثمين مخلفاته ونشر الوعي بدور التراث في التنمية استشرافا للمستقبل وليس ركونا إلى الماضي. ولم يفته، مثل زملائه، أن يصل الماضي بالحاضر من خلال التذكير بماضي سجلماسة في الربط بين مدن القارة وبين توجهات المغرب اليوم تجاه دول الساحل والصحراء والمبادرات الملكية الكثيرة والناجحة في هذا الاتجاه. وقد تزامن انعقاد ندوة سجلماسة مع الزيارة الملكية التاريخية إلى طنزانيا التي كانت إلى الأمس منفلتة من خريطة تعاملاتنا كما كانت في الماضي مرتبطة بطريقة غير مباشرة بمسارات قوافل التجارة الصحراوية لسجلماسة. وقد دشن جلالته منذ سنوات مسلسل تثمين وتوطيد علاقات المغرب مع دول الساحل والصحراء من خلال زيارات ميدانية وبفضل مبادرات ملكية رائدة همت الجوانب الاقتصادية لكنها اهتمت أيضا بالجانب الثقافي والروحي والاجتماعي بشكل كبير.

الجلسة الأولى: سجلماسةمحتواها ومحيطها

هذا العالم السجلماسي الإفريقي الصحراوي بامتياز العابر للحدود والمليء بالغرائب والحامل لصفحات لا منتهية من التلاقح الثقافي والحضاري والبشري، خلدته لنا مصادر ومخطوطات وأدوات أثرية ومباني تاريخية وكذلك عادات وتقاليد وممارسات أنتربولوجية وروحية، أي تلكم الحزمة من الثقافة اللامادية التي لا يلحقها العَرَض ولا تمحوها عوادي الزمن التي قد تنال من كل ما هو مادي، وهي تنال منه فعلا. هذه الجمهرة من مخلفات ذلك الزمن السجلماسي الصحراوي الجميل هو ما تطرقت له مداخلات الندوة الأولى بعروض لكل من المؤرخ عبد المجيد القدوري (عميد كلية بن امسيك سابقا) في شرح أسباب خراب سجلماسة عند ابن أبي محلي، ابن سجلماسة، خاصة وأن الباحثين مازالوا إلى اليوم غير متفقين على أسباب هذا الخراب وتوقيته بالضبط، وأحمد البايبي المتخصص في الأدب (كلية الرشيدية) الذي تناول تاريخ سجلماسة من خلال أدب الرحلة وحيث كتب الرحلات هي ملاذ المؤرخ لمثل هذه الفترات، ورحمة الحريقي متخصصة الفخاريات الإسلامية (معهد الآثار بالرباط) في مقاربة أركيولوجية أنتربولوجية لفخاريات سجلماسة، بينما باتريس كريسيي (ليــون – المعهد الجامعي للبحث العلمي) كبير المتخصصين في أركيولوجيا الغرب الإسلامي، ويوسف بوكبوط (معهد الآثار) اشتركا معا في عرض حول أبحاث أركيولوجية في نول لمطة، واحدة من أهم محطات طريق سجلماسة – تمبوكتو، ثم ماكس غي (باحث مشارك) المتخصص في الهندسة البترولية وتحليل الصور الذي اشترك مع ربيعة المهداوي (مديرية التراث وخريجة معهد الآثار بالرباط) في عرض حول إعادة رسم طرق القوافل التجارية من خلال تحليل صور جوية للساتل. هذه الجلسة الأولى القيمة أدراها باقتدار محمد فتحة رئيس شعبة التاريخ بكلية الرباط والذي أضفى على الجلسة من علمه ما أفاد الجميع وزاد من إضاءة صفحات من تاريخ سجلماسة وعالم القوافل.

الجلسة الثانية: المراكز التجارية العابرة للصحراء والدور المحوري لسجلماسة

وفي صميم موضوع الندوة جاءت جلسة مراكز التجارة العابرة للصحراء التي افتتحها أبوالقاسم الشــبري (مدير مركز التراث المغربي البرتغالي بالجديدة وخريج الفوج الأول من معهد الآثار بالرباط وقد قضى سبع سنوات بتافيلالت مديرا لمركز الدراسات والبحوث العلوية) الذي نعت سجلماسة بعاصمة التجارة العالمية الوسيطية ومعقل تلاقح الحضارات.. فقدم بالرسوم والخرائط كل مسارات طرق القوافل العابرة للصحراء الكبرى من وإلى سجلماسة رابطا إياها بالمدن والدول القائمة اليوم والتي لم تكن هي نفسها في الزمن السجلماسي، مشددا على أهمية التلاقح الثقافي في هذه المسارات التي حملت البضائع والأفكار والثقافات والعادات واختلطت فيها دماء الناس بالإقامة والتزاوج.
وفي نفس الاتجاه صارت مداخلة الصغير مبروك (معهد الآثار بالرباط) الذي نحا بطرق القوافل باتجاه شرق المغرب عبر تازة ووجدة نحو الجزائر انطلاقا من سجلماسة موردا اكتشافات أثرية جديدة. ولأن للقافلة شروطا ومقومات، فقد جاء عرض محمد امراني علوي (أستاذ زائر بكلية الرشيدية) ليتناول موضوعا شيقا هو منزلة ودور الدليل (المرشد) في تنظيم القوافل السجلماسية الصحراوية، وكذلك عرض قيم لبطل شعبان محمد غرباني (معهد الدراسات الإفريقية بالقاهرة) الذي قدم معلومات أثرية وتاريخية هامة عن مدينة كاو (غاو) التي شكلت مع سجلماسة وتمبوكتو وأودغشت وأوليل وتادمكة أهم معاقل طرق القوافل في القرون الوسطى. وفي نفس المنحى جاءت مداخلة سام نيكسون (معهد سانسبوري بإنجلترا) الذي أبرز المكانة الرائدة لسوق تادمكة وأسبقيته في عالم تجارة القوافل الصحراوية موردا دلائل أثرية من خلال أبحاثه الميدانية. وقد استأثرت هذه الجلسة بنقاش ساخن ومغري للغاية تفننت في إثارته وإغنائه رئيسة الجلسة كبيرة العلوي الإسماعيلي (كلية الرباط) بفضل حنكتها كعالمة اجتماع خبرت قضايا المجتمع والمرأة على الخصوص.

الجلسة الثالثة: سبل وسياسات إدماج التراث السجلماسي الفيلالي في التنمية الجهوية المندمجة

ولأن التراث ليس ترفا وتعدادا بليدا بالماضي، فقد جاءت الندوة الثالثة لتسلط الضوء على سبل وسياسات إدماج هذا التراث السجلماسي الفيلالي في التنمية الجهوية المندمجة. لذلك ركز لحسن تاوشيخت (معهد الآثار) على كون تراث سجلماسة هو تراث وطني ويوجد في قلب التنمية الجهوية الشاملة بفعل عدد المؤهلات التي يمنحها ويتيحها. ولأن لكل شيء إذا ما تم نقصان، فقد فضل مصطفى تيليوا (مدير مركز طارق ابن زياد للدراسات بالرشيدية) أن يدق ناقوس الخطر ضد كل أشكال التهميش والإهمال وحتى التشويه التي تمس هيكل وروح موقع سجلماسة الأثري محملا المسؤولية لكل الفرقاء والفاعلين، ولم يستثن أحدا. وفي إجابة ضمنية عن هذه الآهات، جاء عرض يوسف الراضي علوي (مديرية التراث، مهندس معماري) وحكيم عمار (كلية الرباط وخريج معهد الآثار) ليبسط الخطوات العملية التي باشرتها مديرية التراث (وزارة الثقافة) وهي اليوم تنجز في عين المكان وخاصة إصدار قرار تصنيف سجلماسة كتراث وطني كحماية قانونية ثم أشغال البناء بالموقع لبناء “دار الآثار” التي ستكون في شكل محافظة خاصة بموقع سجلماسة وتوفر الإقامة للباحثين والطلبة، وكذلك الأشغال الجارية بمركز الدراسات والبحوث العلوية بالريصاني الذي سيضم أيضا مرافق مركب ثقافي تتيح لساكنة الريصاني والنواحي فرص تغذية ثقافية غنية ومتنوعة. وعن رد الاعتبار والتأهيل تحدثت مداخلة جيمس ميلر (مدير مركز التبادل الأمريكي المغربي بالرباط) ورونالد ميسيي (جامعة تنيسي ورئيس البعثة الأثرية بسجلماسة سابقا) وذلك بالتركيز على حفريات المسجد الكبير لسجلماسة وعن سبل تثمين هذا المَعلم لتفسير تراث سجلماسة وتقديمه للعموم. وفي نفس منحى رد الاعتبار جاءت مداخلة امبارك آيت عمر (سلك الدكتوراة) الذي ركز على أهمية النقوش الصخرية الموجودة بتافيلالت عموما ودورها في معرفة أفضل بالماضي وفي خلق فرص تنمية محلية وجهوية كبيرة جدا.
ولأن كل هذا العالم من المآثر والمباني وكل مشاريع التثمين والتنمية لا يمكن أن تتم ما لم تتم المحافظة على مكونات هذا التراث وصيانته وترميمه، وحيث كل المآثر تتعرض دوما للتآكل والتلاشي، فقد جاء العرض القيم لرجاء بلغندور (سلك الدكتوراة، باحثة بالمؤسسة الوطنية للمتاحف) التي تعرضت فيه لموضوع علمي دقيق وهو إشكالية الملوحة التي تعاني منها كل مواد البناء بالمباني التاريخية، سواء كانت في الصحراء أو في السهل والجبل، وخاصة قرب البحار والمحيطات. وقد فسرت الباحثة مختلف التقنيات المستعملة في تخليص مواد البناء من تلك الملوحة الناسفة وهي تقنيات حري بالخبراء المغاربة اعتمادها في كل عمليات ترميم المآثر التاريخية.

الجلسة الختامية: تقليب صفحات تاريخ مجيد بعيون جديدة

هكذا اختتمت أشغال هذه الندوة برئاسة الجلسة الختامية من طرف الباحث الكبير عبد المجيد القدوري الذي لخص كل أشغال الندوة وأعطى كلمة الختم لعميد كلية الآداب بالرباط والذي جدد القول بأن ندوة سجلماسة جاءت لتقليب صفحات تاريخ مجيد بعيون جديدة ولاستشراف آفاق المستقبل قاطعا العهد على إقامة هذه الندوة بشكل دوري كل سنة ونشر أعمالها ومؤكدا على أن هذه الندوة تأتي مساهمة من الوسط الجامعي والأكاديمي في تثمين المبادرات الملكية السامية باتجاه إفريقيا ما وراء الصحراء، تلكم الصحراء التي كانت دوما إما جزء من المغرب أو قاعدته الخلفية.
إلى ذلك خلصت كلمة اللجنة العلمية المنظمة التي ألقتها نيابة عن زميلاتها وزملائها الأستاذة بلكامل البيضاوية التي ركزت على الأهداف الأكاديمية والثقافية والتربوية والاجتماعية والتنموية للندوة التي رامت ضرب عصافير كثيرة بحجر واحد وقد تحقق لها ذلك في جو اندمج فيه الأكاديمي والمسؤول المنتخب المعني بتدبير الشأن الجماعي والمحلي، مع الإعلامي الموكول له تبليغ المعلومة إلى عموم المواطنين، وكذا الطلبة الشباب الذين يتأهبون لحمل مشعل البحث ومواصلة ركب التنمية عموما، والمستثمر الذي عليه أن يقتنص كل فرص النجاح التي يتيحها عالم التراث الثقافي.

إفريقيا هي أمنا وأملنا..

لقد كانت ندوة “سجلماسة والتجارة العابرة للصحراء” بالفعل ملتقى علميا ثمينا تمت فيه خلخلة سكون طال أمده حول تراث سجلماسة، المدينة التي صارت إمارة حاكمة قبل تأسيس فاس التي ستصبح أول عاصمة للمغرب في بدايات الإسلام. سجلماسة هاته التي أسسها بنو مدرار عام 140 هـ ستتحول إلى عاصمة تجارية وثقافية وروحية لمجمل دول الصحراء، وفيها وإليها ومنها عبرت أو جاءت بضائع أوربا وفارس والمشرق العربي وما كان يعرف ببلاد السودان أي دول الساحل والصحراء اليوم. فعبر سجلماسة التقى التجار والحجاج والعلماء وطلبة العلم وكذا العبيد، من مختلف أقاليم القارة الإفريقية وأوربا وآسيا، وعبر ذلك أمريكا الجنوبية. وبذلك تلاقحت الأجناس والثقافات على مدى قرون إلى أن غلبت الباخرة على الإبل ومخرت عباب البحار بواخر البرتغال وقشتالة وجنوة ومارسيليا وغيرها، وسقطت الأندلس ودب الانحطاط في العالم الإسلامي.
ومع أن سجلماسة وتمبوكتو وأكاديز وولاتة وأودغشت وغاو وجنين وتغازى ستتخلى عن عروشها، فهي لم تمت وإنما فقط انشطرت إلى قصور وقصبات، ونحن اليوم نلمس اشتراك هذا العالم الصحراوي في أواصر الدم وتصميم المعمار وفي مختلف مكونات الثقافة اللامادية والتي تبرز بقاياها في اللهجات واللغات والطبخ والبناء والغناء والرقص والحكي والموروث الشفوي والعادات والتقاليد والمعتقدات دينية كانت أو شعبية.
ولذلك سعد الباحثون المغاربة حين توجه جلالة الملك محمد السادس بسياسته الرشيدة منذ سنوات نحو دول إفريقيا ما وراء الصحراء التي تربطنا معها بالحجة والدليل وشائج عرقية ودموية وثقافية وروحية ثابتة ومؤكدة. ولذلك لا يمكننا إلا أن نصفق لندوة سجلماسة  التي منحت المختصين فرصة طيبة لتبادل الأبحاث والاكتشافات وهي تعطي للباحثين إمكانية مواكبة المبادرات الملكية الصحراوية علميا وفكريا باستلهام وشائج الماضي وتلاقح ثقافات المغاربة وإخوانهم جنوب الصحراء من أجل استشراف مستقبل مشترك زاهر ومزدهر. وهناك ذخائر ونفائس مخطوطة أو مبنية أو مروية شفويا لم يختبرها الباحثون بعد، مع الأسف. بفضل سجلماسة وأغمات ونول لمطة وتامدلت ارتبط المغرب إضافة إلى موريطانيا والجزائر وتونس كوحدة متكاملة، ارتبط بشكل مباشر مع ما يشكل اليوم دول وشعوب السينغال والنيجر ومالي وغامبيا وغينيا وغانا وغينيا بيساو وليبيريا وسيراليون وبوركينا فاسو والطوغو والكوت ديفوار والكاميرون وساو طومي ونيجيريا والتشاد والسودان ومصر وإثيوبيا وإيريتيريا والصومال ودجيبوتي. وهكذا يكون المغرب قد ارتبط بأكثر من نصف سكان القارة الإفريقية، إضافة إلى الحجاز واليمن والشام وبلاد الرافدين وفارس.
إفريقيا هي أمنا وهي أملنا في الأول والأخير..

تقرير اخباري: ابو القاسم الشبري
*باحث أثريمدير مركز التراث المغربي البرتغالي بالجديدة