سعار عسكر الجزائر وماكينته الإعلامية الموجهة صار يصوب نحو كل بلد عبر عن تأييده للمغرب أو مساندته لحقوقه الوطنية المشروعة، وبهذا بات النظام العسكري الجزائري يلوح بالحجارة في كل اتجاه، ما إن يشم ولو رائحة تضامن مع المغرب من أي كان.
لا يأبه الجينرالات كونهم بصدد معاداة الجميع، ولا يبدون أي حس سياسي ولو بسيط في تقدير الوقائع أو في التعبير عن مواقفهم، ولا يجتهدون حتى في إيجاد الصياغات الديبلوماسية المناسبة لعرض كلامهم…
النموذج الأخير لهذا السلوك الصبياني الأرعن، جسدته تهجمات الإعلام الجزائري المسكين في حق المملكة العربية السعودية وباقي بلدان مجلس التعاون الخليجي، واستهداف هذه الدول العربية بكلام بذيء وجاهل من لدن مسؤولين في النظام العسكري هناك، ومن طرف الماكينة الإعلامية التي يتحكم فيها الجينرالات.
السعودية والكويت وقطر والإمارات وسلطنة عمان، وأيضا دول عربية وإفريقية عديدة، وبلدان أخرى غيرها، لم ترتكب جرما ولا هاجمت الجزائر، وإنما فقط لم تخف تأييدها وتضامنها مع الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وهو ما أصاب عسكر البلد الجار بسعار كبير، وجعلهم ينشرون الشتائم والسباب في كل الاتجاهات.
في غمرة هذا الجنون، نسي الجينرالات أن بلدان مجلس التعاون الخليجي أصلا شاركت بشكل عملي وميداني في المسيرة الخضراء سنة 1975، ومنذ ذلك الحين وهي لا تخفي مساندتها للحقوق المغربية المشروعة، وإذا كانت علاقاتها مع المملكة شهدت بعض الفتور الذي انتهى اليوم، فذلك لم يغير في عراقة الصداقة الثنائية، وفِي كثافة التواصل والتعاون المغربي الخليجي.
النظام العسكري الجزائري يواصل توسيع العزلة حواليه، ولم تعد هناك اليوم دولة في المنطقة لديها ثقة في هذه الطغمة المتكلسة الجاثمة على صدر الشعب الجزائري، كما أن مختلف خطواتها ومواقفها وسلوكاتها لا تقيسها سوى بالعداء للمغرب، حتى تحول الأمر إلى مرض حقيقي، وصار العالم كله يجد نفسه أمام جماعة عسكرية يحكمها السعار والجنون، وتتصرف بشكل أقرب إلى عصابة منه إلى دولة حقيقية.
إن ما تتعامى بشأنه هذه العصابة هو مشروعية الحق المغربي، ومصداقية موقفه الوطني، وهذا هو الثابت الجوهري والحقيقي، وهو ما يتنامى اليوم اقتناع المنتظم الدولي به…
المواقف الخليجية المعبر عنها مؤخرا في الأمم المتحدة، وأيضا مواقف عدد من الدول الإفريقية والعربية وغيرها، تؤكد هذه الثقة، وهذه القناعة الراسخة، وهي ليست تحولا أو تبدلا أو حسابات ديبلوماسية ظرفية، ووحده النظام العسكري الجزائري من يعتبر هذه المواقف استهدافا لبلده أو مناورة ضده، وينطلق من ذلك ليكثف سبابه ضد كل بلدان العالم، ويصر على أن يمارس رقصة المحتضر وحيدا وعاريا ويائسا….
<محتات الرقاص