سعر الدجاج يحلق عاليا والباعة يبررونه بالندرة

تعيش الأسواق المغربية في الأيام الأخيرة، على وقع الزيادات في أثمنة الخضر، والفواكه، والتوابل، وبلغت حمى هذه الارتفاعات أسعار الدواجن واللحوم البيضاء، ذلك أن سعر الكلغ الواحد من الدجاج أصبح يتراوح بين 23 و25 درهما، بعدما كان لا يتعدى 17 درهما.

ووقفت جريدة بيان اليوم على هذه الزيادات الصاروخية، بأسواق مدينة الدار البيضاء.

 وأما على صعيد التجار وبائعي الدجاج ،أوضح سعيد حسناوي بائع الدجاج بسوق درب بن جدية بالبيضاء، أن الارتفاع المفاجئ الذي شهدته الأسعار، يرجع إلى غلاء الأعلاف، وهيمنة السماسرة على السوق الوطنية.

 وكشف سعيد حسناوي في تصريح لبيان اليوم، أن مربي الدواجن يتكبدون خسائر مادية فادحة، مقابل ربح الوسطاء الذين يساهمون في ارتفاع الأثمنة، وهو ما ينعكس على جيب المستهلك المغربي.

وزاد متذمرا ” الله يرحمنا ويشوف من حالنا”، معتبرا أن هناك مجموعة من الباعة أصابهم الركود وأصبحت محلاتهم فارغة بسبب ارتفاع أسعار الدجاج من منبعه بحكم قلة السلع وارتفاع أثمانها.

ورغم ذلك، يضيف المتحدث، فهناك فئة من المستهلكين تشتري لأنه “ليس لديها بديل .. تقتني قدر ما يسمح به جيبها الذي أنهكته الارتفاعات المسترسلة في أسعار المواد والخدمات، وهناك، بالمقابل، فئة أخرى تعزف عن الشراء وتنتظر انخفاض السعر”.

ويعتقد حسناوي أن هذه الارتفاعات ستتواصل لمدة طويلة لحين رجوع أسعار العديد من مكونات الأعلاف إلى سعرها الطبيعي.

من جانبه، عزا سعيد كوشي بائع دجاج الزيادة في الأثمان إلى ارتفاع سعر الأعلاف، حيث كان المربي، في الماضي القريب، يشتري 50 كلغ من علف الدجاج ب 160 درهما لكن الآن أصبح ثمنها يساوي 310 دراهم، أي أن سعرها تضاعف، وحتى الكتاكيت الخاصة بالتربية كان يقتنيها ب 5 دراهم والآن أصبحت ب13 درهما، بمعنى آخر، يضيف المتحدث” الغلاء يأتي من المنبع، ورغم كل هذا يقتني الزبائن البضاعة كل  حسب قدرته”.

هاته الارتفاعات الصاروخية لسعر الدجاج راجعة بالأساس لعوامل لها علاقة بالوسطاء في السوق، وتأثير الحرارة التي تجاوزت 40  درجة في بعض المناطق على نمو الدواجن، وارتفاع أسعار الأعلاف بسبب توتر الأوضاع في السوق الدولية ما ينعكس على العرض.

هذا الوضع جعل المواطنين يغضون النظر عن شراء اللحوم البيضاء التي يعتمدون عليها بشكل كبير في طعامهم خصوصا الفئة الضعيفة.

هذا الارتفاع أثار استغراب المستهلك مما جعله يتساءل عن موجة هذا الغلاء و إلى متى سيظل هذا الإرتفاع الذي يطول جميع المواد الغذائية ؟

وهي أسئلة نقلتها بيان اليوم لمحمد أعبوس رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم الذي أكد أن نذرة الدجاج بالمملكة ليست وليدة اليوم، وقد سبق التحذير منها منذ سنة 2011 حين “طالبنا بالتوقيع على عقدتي قطاع الدواجن حتى نتوفر على استراتيجية واضحة تؤمن منتوجا بتكاليف منخفضة”.

وحمل محمد أعبوس المسؤولية لوزارة الفلاحة وللوبي يحمي مصالح خاصة تضر بالمستهلك، مشيرا إلى أنه عندما تكون أثمنة الدجاج منخفضة يتكبد المربي خسائر ويتوقف المربي الصغير والمتوسط عن الإنتاج مما ينجم عنه انخفاض الكميات في السوق، ما يؤدي المستهلك تبعاته، داعيا الحكومة الى تحمل مسؤولياتها في تنظيم السوق حماية للمستهلك الذي يكون دائما أول الضحايا.

نادية الجورمي(صحافية متدربة)

Related posts

Top