سلطات الجزائر بليدة ومريضة بـ…المغرب

سلوك عدواني آخر، يجسد بلطجة واضحة، أقدمت عليه السلطات الجزائرية ضد بعثة فريق نهضة بركان الذي واجه مضيفه اتحاد العاصمة الجزائري، أمس الأحد، برسم ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم.

بغض النظر عن المباراة نفسها وعن نتيجتها، ما حدث بمطار العاصمة الجزائر مع الفريق البركاني يكشف تمكن السعار من السلطات الجزائرية ضد كل ما هو مغربي، ويدفعها، كل مرة، إلى اقتراف سلوكات رعناء وغبية لا علاقة لها بتعامل الدول التي تحترم نفسها وتتقيد بالقوانين والأعراف المعمول بها في كل العالم.

فريق نهضة بركان يعرف بقميصه الرسمي في كل المباريات التي يخوضها، وبه أيضا خاض مختلف منافسات الكونفدرالية الإفريقية، وبالتالي عندما تقدم سلطات مطار الجزائر على احتجاز أقمصة الفريق وتشترط استبدالها لكونها تحمل خريطة المملكة، فهذه السلطات هي التي تورطت في إقحام السياسة في كرة القدم وليس العكس، وهذه السلطات الغبية هي التي اشترطت على فريق مغربي أن يتنكر لخريطة بلاده وسيادتها، فضلا على أن اعتماد الأقمصة من صلاحيات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وليس سلطات البلد المضيف، وهو ما أكدته الهيئة الكروية القارية في نهاية المطاف بشكل رسمي، ووجهت بذلك صفعة مهينة للسلطات الجزائرية.

لقد أبانت السلطات الجزائرية عن رعونة فجة وفاضحة بهذا السلوك المرتكب في حق فريق نهضة بركان، ونسيت أن الخريطة الوطنية المــــــغربية تمثل سيادة بلد بكامله وكرامة شعب، وأن مختلف اللقاءات والتظاهرات التي شارك او يشارك فيها المغرب على أرض الجزائر، وفي كل العالم، في السياسة او الإقتصاد او الرياضة أو غيرها، تكون بهذه الخريطة بالذات، وكما هي، وهو ما سبق أن تم من قبل داخل الجزائر ذاتها، وبإقدامها اليوم على ارتكاب ما ارتكبته في حق بعثة فريق بركان، فهي وضعت نفسها في تناقض صارخ قياسا لما وقع في لقاءات ومحافل أخرى كانت احتضنتها الجزائر، وشاركت فيها المملكة.

يعني ما سبق، أن النظام العسكري الجزائري تلفه عقدة المغرب، ويعاني من الهوس والمرض جراء ذلك، ويقترف كل السلوكات البليدة بسبب هذا المرض المتمكن منه، ولا يخجل من سخرية العالم منه، وهذا ليس سوى رد فعل كل من يحس بالهزيمة، ومن يدرك أن الطرق أمامه سدت، وأنه بات يرقص لوحده عاريا ويدور حول نفسه مثل كل المجانين.

إن الصور التي تناقلتها مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل من داخل مطار الجزائر أبانت عن غياب الحس الأخلاقي وانعدام حسن الإستقبال والذوق الإنساني لدى مسؤولي المطار والأمن، خصوصا بعد أن احتجزت جمارك المطار أمتعة الفريق المغربي، وشاهد العالم كله صور اللاعبين المغاربة داخل المطار كما لو أنهم متهمين بالهجرة غير القانونية، وهذه الصور وحدها فضحت حجم الغل والحقد والعداء.

لو استحضر هؤلاء الصغار جدا بمطار الجزائر رمزية مدينة بركان وقربها الجغرافي من بلدهم، لخجلوا، ولعرفوا أن هذه المدينة وأهلها والمناطق المجاورة لها كانت حاضنة لأجدادهم زمن مواجهة الإستعمار، وسندا نضاليا واجتماعيا وإنسانيا وماديا لبلدهم، ولاستحيوا مما فعلوه مع أبنائها، ولفهموا أن المناسبة كان يجب استثمارها لإحياء علاقة انسانية عائلية راسخة بين الشعبين الشقيقين الجارين.

لكن من الصعب على نظام عسكري أهوج وشارد أن يفهم كل هذه الدلالات، وأن تكون له كل هذه الأخلاق النبيلة.

فريق نهضة بركان مثل في نصف نهائي كأس الكاف بالجزائر كل المغرب، وكان مسنودا بكل المغاربة، وصموده ضد رعونة السلطات الجزائرية جسد إصرارا مغربيا جماعيا من أجل الكرامة.

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Top