!!سلبيات التجارب السابقة

وكان لابد أن تعتمد كرة القدم الوطنية على التكوين العلمي في تحضير الأجيال· وجاءت المبادرة من صاحب الجلالة ترمي إلى إحداث أكاديمية لكرة القدم، أشرف جلالته على تدشينها في نهاية الأسبوع الأخير في محطة أخرى ضمن المحطات واللبنات التي تلت الرسالة السامية الموجهة إلى مناظرة الرياضة منذ سنتين في الصخيرات·

فقد جاءت الأكاديمية محملة بالرسائل والإشارات في مدار “الكرة” تعلن أهمية التكوين العلمي في صناعة الأجيال التي تعتبر أصعب وأخطر صناعة· وقد كلف بناء المؤسسة 140 مليون درهم على مساحة 18 هكتار وتتضمن كل المرافق الضرورية والهامة في التكوين الكامل الجامع بين الرياضي- التربوي- الدراسي، حيث تأوي الأكاديمية ستين تلميذا رفقة مؤطريهم

المدربين والأساتذة والأطباء والإداريين· ويشتغل الجميع في ملاعب بعشب طبيعي واصطناعي وقاعات للمحاضرات· ويتم التنقيب عن التلاميذ في الملاعب وفق معايير وروائز علمية دقيقة ترصد ما يميزهم من أدوات تقنية ومؤهلات بدنية ومدى الاستعداد للتكوين والتأهيل، إضافة إلى الجانب الدراسي، حتى تعمل المؤسسة على تهييء أجيال للحاضر والمستقبل· تكوين لاعبين للأندية والمنتخب الوطني وتحضير مواطنين مغاربة للمجتمع سليمين منتجين لهم القدرة على تحمل المشاق وتخطي الصعاب في الحياة وصالحين لبلدهم في إطار الدور النبيل لممارسة الرياضة·

وتجسد أكاديمية محمد السادس لكرة القدم النموذج لمركز التكوين في زمن عايننا فيه مجموعة من التجارب الفاشلة في مراكز صرفت عليها أموال دون أن تنتج المطلوب لافتقار جلها للمجال التربوي الذي يعتبر الأساس والأهم في تكوين الناشئة، إضافة إلى اعتماد مؤطرين بحمولة تقنية رياضية منسلخة عن التربية، وحتى انتقاء التلاميذ وهم في سن الصغار والفتيان تشوبه عورات، وابتعاد الأطفال عن عائلاتهم صعب على بعض المسيرين تدبيره والنتائج أمامنا· لا أحد ينكر أن التكوين الأكاديمي الرياضي مكلف عامة، وأكثر تكلفة في مدار كرة القدم، لكنه يجسد استثمارا هاما بشريا وماديا، وأصبح اختيارا ضروريا لمواجهة الإرتجال والعشوائية والإساءة إلى تربية الناشئة·

والتكوين الأكاديمي في “الكرة” تعتمده المؤسسات الرياضية الاحترافية في أوروبا وغيرها، ونقلته إلى دول قارية، حيث الطاقات والمواهب وتمكنت بالمناهج والبرامج الهادفة من رصد العصافير الناذرة ونقلها علميا إلى أرفع الفضاءات، حيث أرقى الإنتاج الرياضي·

ويستفيد حاليا أول فوج من التلاميذ وعددهم ستون من التكوين الرياضي والتربوي محاطا برعاية إدارية وصحية في فضاء يوفر الإيواء والتغذية والدراسة، وينتظر أن تشكل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم قاطرة تجر مراكز التكوين في الأندية والجهات· والمبادرة ورش هام في كم الأوراش المفتوحة في زمن العمل على تصحيح المسار وتحسين منتوج كرة القدم الوطنية والخزوج به من التردي·

واعتماد الأكاديمية يرمي في عمقه إلى مكافحة التخلف والإيمان بالاحتراف في عمل علمي هادف·

Top