عرفت الأسواق المغربية، خلال الأسبوع الجاري، ارتفاعا ناريا في ثمن الدواجن، حيث بلغ سعر الدجاج الحي ما بين 20 و 25 درهما للكيلوغرام الواحد، في حين تجاوز ثمن الدجاج المذبوح 30 ، بل استقر في بعض الأسواق في سعر 35 درهما في بعض الأحيان.
وأرجع بائعو الدجاج سبب هذه الزيادات إلى ارتفاع أسعار الأعلاف والتدفئة المضاعفة التي تستعمل لتسخين الدواجن لحمايتها من البرد القارس، ويحاول البعض تبرير ذلك بأن مربي وبائعي الدجاج الكبار، تعرضوا لخسارة بسبب كثرة العرض وقلة الطلب، بين شتنبر وأكتوبر، في حين ربط بعض المواطنين الزيادة في ثمن الدواجن بعملية تلاعب خطيرة بسلسلة الإنتاج للمحافظة على الأسعار مرتفعة، حيث قاموا بحرق قرابة 13 مليون كتكوت قبل أسابيع من الآن.
وخلف هذا الارتفاع استياء واسعا في صفوف المواطنين، خاصة الطبقة المتوسطة وذوي الدخل المحدود، حيث تشكل اللحوم البيضاء مكونا أساسيا للنظام الغذائي له، معتبرين أن ثمن الدواجن أصبحت تقارب الأسماك.
وقال يوسف العلوي، رئيس الفيديرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، إن سبب غلاء الدواجن، يعود بالأساس إلى بيع الدجاج من طرف المنتج بالخسارة، ما أجبر أغلب المربيين على توقيف الإنتاج، ومنهم من يقوم ببيع البيضة عوض انتظار تفقيسها وبيع “الكتكوت”.
وأضاف المتحدث، في حديث للجريدة، أن دخول السماسرة على خط البيع، له وقع خاص في زيادة الأثمنة، إذ يتم بيع الدجاج لهم بثمن يتراوح بين 7 و8 دراهم في الأيام العادية، ليتم إيصاله للمستهلك بمبلغ لا يقل عن 13 درهما، وذلك منذ أزيد من سنة وتحديدا منذ شتنبر 2017، في حين يتم حاليا بيع الدجاج في الأسواق بثمن 25 درهما علما أن قيمة شراء “سماسرة البيع” له لا يتعدى 17 درهما.
وأكد يوسف العلوي، أن الإضراب الذي عرفه قطاع النقل قبل أسابيع يعتبر أيضا من بين الأسباب التي أدت إلى ارتفاع ملحوظ في كل المواد الغذائية، خاصة اللحوم والخضر والفواكه.
وأفاد المتكلم أن نسبة الإنتاج تراجعت بـ20 في المائة تقريبا، إذ كان يتم إنتاج قرابة 10 ملايين أسبوعيا، لتصبح هذه النسبة لا تتجاوز 8 ملايين، وهو ما يوضح أن المربي لم يعد قادرا على مسايرة الوضع والبيع بالخسارة، مشيرا إلى أن بعض المهنيين أعلنوا إفلاسهم، ناهيك عن البعض الذي تم سجنه بسبب الديون التي تراكمت بسبب هذه الأزمة.
في هذا السياق، وبعد حملة مقاطعة للحليب والمحروقات، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة ضد “الدجاج الرومي”، احتجاجا على ارتفاع سعره، عبر هاشتاغ “خليها تقاقي”، وهو ما تفاعل معه النشطاء الفيسبوكيون، مطالبين بذلك أصحاب القرار في هذا الشأن بضرورة مراجعة الأسعار.
وحملت مبادرة نشطاء مواقع التواصل، فكرة الاستغناء عن استهلاك الدواجن، والاكتفاء باقتناء بيض الدجاج بداعي أن عرض البيض سيصبح متوفرا بكثرة عند مقاطعة الدجاج، معلقين عن ذلك بـ “ما حدها تقاقي وهي تزيد فالبيض”، في لقطة تفاعل معها أغلب الرواد بسخرية.
< زكرياء قدور (صحافي متدرب)