سوء التنظيم بمركب البيضاء، إلى متى؟

عادت الحياة لمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وعادت معها الإثارة والاحتفالية، التي تعودت عليها هذه المعلمة التاريخية، والتي ارتبطت بها العديد من انتصارات كرة القدم الوطنية، سواء عن طرق المنتخبات أو ناديي الوداد والرجاء البيضاويين.
فبعد غياب قاس دام أكثر من سنتين، عاد مرة أخرى الجمهور لمدرجات “ملعب الرعب” الفضاء المخيف للزوار، سواء كانوا أفارقة أو عرب، بسبب الأجواء الحماسية والإثارة، التي عادة ما تصاحب المباريات، وعقدة الخوف التي تمتلك زوار الملعب “الشرفي” وهي تسميته القديمة، حالة لا تحدث فقط بالنسبة للفرق التي لم تتعود على الحضور الجماهيري القياسي، بل حتى الأندية الجماهيرية بمصر وتونس وجنوب إفريقيا مثلا، أصبحت تهاب اللعب فوق أرضيته، بسبب الضغط الجماهيري القوي، مع ما يشكله من حافز مهم لأصحاب الأرض.
وكثيرا ما أقر لاعبون ومدربون أجانب، بهذه الحقيقة، أو الخاصية التي يتمتع بها الجمهور البيضاوي خاصة.
إلا أن الحضور بهذا المستوى والقيمة، والذى وضع جمهورنا ضمن مصاف أقوى الجماهير على الصعيد الدولي، على غرار أمريكا اللاتينية، وبعد الدوريات الأوروبية، لا يوازيه للأسف اجتهاد على مستوى الجانب التنظيمي للمباريات، يصل إلى مستوى التضحيات التي يقدمها هذا الجمهور الرياضي الوطني، السخي بعطائه المادي وقيمة تشجيعه.
فسوء التنظيم أصبح أمرا واقعا، سواء أمام أبواب الملعب أو داخله، كما أن غياب المرافق الضرورية، خاصة الصحية منها، يزيد الطين بلة، أضف إلى ذلك ممارسات غير سليمة تحدث بالمداخل، من غياب مراقبة صارمة، وتورط بعض المنظمين في إدخال مئات الأشخاص بدون تذاكر، مقابل تلقي مبالغ مالية، وغيرها من الحالات الصادمة التي تساهم في إحداث فوضى جد كبيرة، وتوفير البيئة المساعدة لاندلاع أحداث شغب وعنف وتخريب.
إنه عجز واضح للمسؤولين عن التنظيم بمركب محمد الخامس، وعدم القدرة على ضمان تنظيم جيد، يليق بالقيمة الدولية التي يحظى بها جمهور مدينة الدار البيضاء، والمقابلات الأخيرة سواء بالنسبة للمنافسات القارية للأندية أو مباريات البطولة الوطنية، وأيضا مقابلة المنتخب المغربي ضد الكونغو الديمقراطية، كلها مناسبات شهدت حضور جمهور قياسي نال كل عبارات التقدير والإعجاب، لكن مقابل ذلك، كان التنظيم جد سيء، بل كارثيا في الكثير من الحالات، مما يستوجب الوقوف على الأسباب التي تجعل المشرفين على المركب غير قادرين على ضمان تنظيم في ظروف لائقة.
فمن هي الجهة المخول لها الوقوف عن الأسباب والمسببات؟ واتخاذ الإجراءات الكفيلة بجعل التنظيم بمركب محمد الخامس، يليق بآدمية الجمهور الرياضي العريض الذي يستحق أن يحظى بظروف ومعاملة إنسانية لائقة …

>محمد الروحلي

Related posts

Top