شعراء إعلاميون في دار الشعر بمراكش

 نظمت دار الشعر بمراكش فقرة جديدة من “شعراء إعلاميون”، ضمن برنامجها الشعري للموسم الخامس، الفقرة التي تأتي في سياق احتفاء الدار بالذكرى الخامسة لتأسيسها. شعراء وإعلاميون استطاعوا أن يزاوجوا في تجربتهم الإبداعية، بين الكتابة الشعرية ومهنة الإعلام. نافذة جديدة لدار الشعر بمراكش للإطلالة على تجارب الشعر المغربي، من ديدن غنى هذه التجربة التي رسخت أفقها في الشعريات العربية والكونية. كما تواصل،من خلال هذه الفقرة الجديدة، الانفتاح على شجرة الشعر المغربي الوارفة.

قرأ الشعراء قصائدهم على إيقاع مقام شجن، عازف العود الفنان فؤاد بن القايد. تقاسيم أعادت “البياتي” الى الدار، والى آذان مرهفة للسماع. اختار الشعراء قصائدهم المحملة بثيمات الزمن ومجازاته، البصري واستعاراته، المرأة وكينونتها. الشاعرة والإعلامية ليلى بارع، نثرت من دواوينها “كل هذا الكلام” و”أرض الفراشات السوداء” و”نشيد الريح”…، لتحط على أرض قصيدتها في الراهن اليوم. قصائد حديثة خصت بها جمهور الدار، وأنهتها ب”صرخة امرأة حرة”، تأبى إلا أن تعلن كينونتها من شرفة الكتابة، وأيضا من خلال “روح الغابة”:

      “أيها الحطاب

 يارفيق النيات السيئة

 لا يمكنك

 مهما كانت الفأس حادة

 قطع رأسها..

روح الغابة

 أقدم من

 الحطابين

 وأنبل منهم

جميعا..”

      محمد حجي محمد، أحد رموز “الحساسية الشعرية الجديدة” والتي أسهمت في فتح القصيدة المغربية على آفاق إبداعية رحبة، أطل من “نافذة قطار” قصيدة ظلت تكتب عشر سنوات كاملة، ولازالت منفتحة على “اللااكتمال” وممتدة في “الزمن”.

 من إصداراته: “الإقامة في القصيدة”، هذا ما اختاره الشاعر محمد حجي محمد، مبحرا بين “يم القصيدة” و”يم الصحافة”. “ذئب الفلوات”/1995 و”صباح لا يعني أحدا”/2007، “أنا المنتمي إلى سلالة الناي”/2013، “متلازمات بروميثيوس مقالات في الفن والأدب”/2021..

  قرأ الشاعر من “سيرته” الشعرية الكاملة، ابتداء من ذئب الفلوات وانتهاء ب”أنا المنتمي الى سلالة الناي”:

      “من جرح على فاجعة الرمل

 أرسم نورسة لقلبي

 وأكاشفها

 سر هذا البحر

 الذي حاصرت زرقته

 عيون امرأة

 سميتها وطني”

       عن مجازات الزمن واستعارات البصري وكينونة المرأة، التقى الشعراء وجمهور الدار، على مقام “البياتي” للفنان فؤاد بن القايد، في لحظة، تحتفي دار الشعر بمراكش بالسنة الخامسة لتأسيسها. بعد الأبواب المفتوحة (من 6 إلى 16 شتنبر) التي أعلنت من خلالها الدار على “الدخول الثقافي المبكر”، واللقاء الاحتفائي “خمس سنوات من تجربة دار الشعر بمراكش” (25 شتنبر)، والذي افتتح بالدرس الافتتاحي (عن الشعر وحوارية الفنون)، تتمم فقرة “شعراء إعلاميون” لحظات انطلاق، برمجة الدار، لموسمها الشعري الخامس.

Related posts

Top