خلفت مباريات الدورة (24) من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بقسمها الأول، نتائج مثيرة على مستوى مقدمة الترتيب، حيث الصراع الثنائي القوي بين فريق الجيش الملكي المتزعم، والمطارد المباشر الوداد البيضاوي، والفارق ما يزال نقطة واحدة يتيمة.
أما في المؤخرة، فالمنافسة تشتد جولة بعد أخرى؛ وعلى بعد ست دورات من نهاية الدوري، اشتبكت الأمور، وأصبحت الكوكبة مجتمعة، بعد الانحدار المهول للدفاع الحسني الجديدي، والصعود الملحوظ لاتحاد طنجة، والتحاق فريق عاصمة البوغاز بالكوكبة التي تضم أولمبيك خريبكة ومولودية وجدة وشباب المحمدية، وغيرها من الأندية التي تعيش معاناة أخطاء التسيير وتعثر البداية…
وسبق أن تحدثنا في عمود سابق، عن أسس لا غنى عنها لضمان نهاية “سعيدة” للموسم الكروي الحالي، وتفادي إثارة مشاكل من شأنها تلطيخ سمعة القدم الوطنية الباحثة بقوة عن التألق على الواجهة الدولية.
فالمطلوب في هذه المراحل الحاسمة، الزيادة من درجة اليقظة ونسبة الانتباه، سواء من طرف العصبة الاحترافية، أو الجهاز الجامعي بصفته المسؤول الأول والوصي على تدبير شؤون كرة القدم الوطنية، واتخاذ كافة التدابير التي تقتضيها روح المسؤولية، وهي:
– أولا: الحرص على وجود تحكيم في المستوى المطلوب، يضمن تكافؤ الفرص بين كل الفرق المتنافسة.
– ثانيا: برمجة عادلة لا تترك أي مجال للشك وعدم اليقين.
– ثالثا: الحرص على احتكام كل الأطراف لروح المنافسة الشريفة والنزاهة الرياضية المطلوبة، وتفادي أي تهاون، أو تساهل أو مساومات، أو طبخ مسبق للنتائج…
لأن المطلوب أن تتواصل المنافسات إلى آخر الموسم بأقل احتجاجات، ودون زيادة في نسبة الاعتراضات، والأهم من ذلك، دون الشك في نتائج بعض المباريات، وهذه مسألة مهمة، لأن الشكوك تقود في الكثير من الأحيان، إلى عدم مصداقية المنافسة ككل…
إلا أن أغلب الردود الفعل التي أعقبت الدورة (24)، شككت في نتائج مجموعة من المباريات التي لها تأثير مباشر، على وضعية الترتيب في المقدمة كما في الأسفل.
ظهرت مباريات معينة بمستوى يثير الاستغراب، إلى درجة يتخيل للمتتبع أن هناك لاعبين بحصة تدريبية خفيفة، غير معنيين بالنتيجة، مما سهل إلى درجة كبيرة مهمة لاعبي الفريق الذي يتمتع بعلاقة من نوع خاص، تسمح بحدوث تجاوزات من كل المستويات.
وكما يقول المثل الشائع، “لا دخان بدون نار”، فهناك -وكما أفرزت مخلفات الدورات الأخيرة-، تسريب لأعمدة دخان من أماكن متعددة، مما يفرض الكثير من اليقظة والزيادة في درجة الانتباه، هذا إذا كان المسؤولون تهمهم بالدرجة الأولى، الحفاظ على مصداقية المسابقة وروح المنافسة للشريفة؟…
أما إذا كان العكس فلا حياة لمن تنادي!
محمد الروحلي