مثل صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، جلالة الملك محمد السادس في قمة ملوك ورؤساء وقادة الدول العربية في دورتها الثانية والثلاثين، بجدة بالمملكة العربية السعودية، يوم الجمعة الماضي.
ووجد مولاي رشيد في استقباله بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، نائب أمير منطقة مكة الأمير بندر بن سلطان. كما تقدم للسلام على سموه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة وسفير جلالة الملك بالمملكة العربية السعودية مصطفى المنصوري وأعضاء السفارة المغربية.
وبعد استراحة قصيرة بالقاعة الشرفية للمطار تشكل موكب السمو الملكي نحو مقر إقامة سموه بجدة.
وضم الوفد المغربي للقمة، بالخصوص، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة وسفير المغرب بالقاهرة ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد التازي وسفير المغرب بالسعودية مصطفى المنصوري.
وبحثت القمة مساعي الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وتعزيز المصالح العربية، خاصة في ظل المتغيرات المتلاحقة والأزمات المتصاعدة على المستويين الدولي والإقليمي.
وعقدت هذه القمة في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة والعالم من أزمات وصراعات إقليمية ودولية، تحتم على الدول العربية إيجاد آليات تستطيع من خلالها مواجهة التحديات المشتركة، وتعزز الأمن والاستقرار الإقليمي.
وتصدرت القضية الفلسطينية جدول أعمال القمة، حيث جدد القادة العرب التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية، وضرورة التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة لها تتأسس على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع الأخذ في الاعتبار أن تسوية هذه القضية تمثل مدخلا مهما لمعالجة عدد من القضايا الأخرى المرتبطة بالسلم والأمن الدولي.
وفضلا عن ذلك بحثت القمة عددا من الأزمات بالمنطقة العربية أبرزها الوضع في كل من اليمن وليبيا والصومال والسودان والتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وقضايا الإرهاب.
وتضمن جدول أعمال القمة كذلك قضايا ذات طابع اقتصادي أبرزها الاستراتيجية العربية للسياحة و”الأجندة الرقمية العربية 2023-2033، والدعم الفني اللازم للدول أعضاء منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى غير المنضمين لمنظمة التجارة العالمية، بشأن تطبيق الملاحق المكملة للبرنامج التنفيذي للمنطقة، والاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات (الأجندة الرقمية العربية).
وفي الشق الاجتماعي بحثت القمة سبل تحقيق تنمية اجتماعية متعددة الأبعاد؛ ومنها العقد العربي للأشخاص ذوي الإعاقة ( 2023-2033)؛ وإعلان الدوحة تحت عنوان “المضي قدما لما بعد 2030: نحو تنمية اجتماعية متعددة الأبعاد” والاهتمام بمؤسسات استقبال الأشخاص المسنين.
**********
القمة العربية بجدة تدعم دور لجنة القدس وبيت مال القدس في الدفاع عن المدينة المقدسة وصمود أهلها
تثمين دور المغرب في جهود التسوية بليبيا وتضامنه مع اليمن
عبر إعلان جدة، الذي توج أعمال القمة العربية الثانية والثلاثين، يوم الجمعة الماضي، عن دعمه لدور لجنة القدس، برئاسة جلالة الملك محمد السادس، وذراعها التنفيذية وكالة بيت مال القدس، في الدفاع عن المدينة المقدسة وصمود أهلها.
ومن جهة أخرى، أشاد القرار الصادر عن القمة، المتعلق بالقضية الفلسطينية، بالجهود المتواصلة التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل الدفاع عن القدس الشريف، ونصرة القضية الفلسطينية.
كما نوه بالمشاريع التي تنجزها وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذية للجنة، تحت إشراف جلالته، لتثبيت المقدسيين فوق أرضهم ودعم صمودهم، ورحبت بتجاوب المملكة المغربية مع الزيادة في مساهمتها المالية في صندوقي الأقصى والقدس بمبلغ وصل إلى 12،5 مليون دولار.
وأكدت القمة كذلك أهمية تسليط الضوء على الجهود التي تبذلها وكالة بيت مال القدس الشريف ضمن الخطة الإعلامية حول مدينة القدس كما اعتمدها مجلس وزراء الإعلام العرب.
جهود التسوية بليبيا والتضامن مع اليمن
وثمنت القمة العربية، دور المغرب في جهود التسوية بليبيا وتضامنه مع اليمن.
وأكدت القمة العربية في قرارها الخاص بتطورات الوضع في ليبيا، أهمية التأسيس على الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات سنة 2015 للتسوية السياسية وتنفيذه الكامل.
كما ثمن القادة العرب الجهود التي بذلتها المملكة المغربية مع أشقائها العرب في التضامن مع اليمن والمساهمة في برنامج إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي اليمني.
وجددت القمة التأكيد على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية ويحقق تطلعات الشعب اليمني، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استنادا إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وشددت على أهمية وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والمليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة، مؤكدة على أن الصراعات العسكرية الداخلية تحول دون تحقيق تطلعات الدول والشعوب.
وأكدت القمة أن التنمية المستدامة والأمن والاستقرار والعيش بسلام حقوق أصيلة للمواطن العربي ولن يتحقق ذلك إلا بتكاثف الجهود وتكاملها ومكافحة الجريمة والفساد بحزم وعلى أعلى المستويات وحشد الطاقات والقدرات لصناعة مستقبل قادر على الابتكار بما يخدم ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
استضافة اجتماعات مجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين
ورحبت القمة العربية باستضافة المملكة المغربية للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، خلال الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر 2023 بمدينة مراكش.
وعبرت القمة، عن دعم القادة العرب لجهود المملكة في إنجاح هذه التظاهرة الدولية، وحثت الدول العربية والجهات المعنية بها على المشاركة بفعالية في تلك الاجتماعات.
يذكر أن الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين تعتبر الموعد السنوي البارز للقطاع المالي الدولي، إذ يجمع نحو 14000 من الوجوه البارزة في هذا المجال، وتحديدا وزراء المالية وولاة ومحافظي وحكام البنوك المركزية للبلدان الأعضاء في هاتين المؤسستين البالغ عددها 189 بلدا، إضافة إلى ممثلي القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والوسطين الأكاديمي والإعلامي.
ويأتي اختيار المغرب للاجتماعات السنوية في العام 2023، لي عزز سمعة المملكة كوجهة مفضلة لعقد المؤتمرات الدولية الضخمة، كما أن إختيار مراكش ي كر س سمعتها كمدينة دولية منفتحة على العالم.
مركز محمد السادس للعلماء الأفارقة
ودعا القادة العرب في ختام قمتهم الـ 32 بجدة، بالمملكة العربية السعودية، إلى مواصلة الاستفادة من مركز محمد السادس للعلماء الأفارقة، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات بالمملكة المغربية.
ورحبت القمة في القرارات التي توجت أعمالها باستضافة المملكة المغربية لمكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب بإفريقيا.
وبخصوص العلاقات بين الدول العربية وإيران، أكدت القمة ضرورة أن تكون هذه العلاقات مبنية على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ووقف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة فيها.
كما أدانت بشدة عملية إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وغيرها من أنواع الصواريخ وتهديد الأمن القومي العربي.
وكان وزراء خارجية المغرب والسعودية ومصر والبحرين والأردن قد عقدوا اجتماعا على هامش الأشغال التحضيرية للقمة، بحث التطورات الإقليمية والدولية، بما في ذلك تطور الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران، المبرم شهر مارس الماضي، واتفقوا، بموجبه، على استمرار التشاور في إطار هذه الصيغة وبما يضمن التنسيق المشترك من أجل مراعاة المصالح العربية العليا المشتركة.