صحفيون مغاربة بلا حدود

التقى عشرات الصحفيين المغاربة العاملين في بلدان مختلفة في مدينة الجديدة، ضمن أشغال «الندوة الأولى للصحفيين المغاربة بالخارج»، التي شهدت أيضا مشاركة إعلاميين من مختلف المؤسسات الوطنية، ومثلت التظاهرة بذلك  مناسبة  لتبادل التجارب المهنية وتقاسم الخبرات، وكذا التأسيس لفضاء حواري جديد يهم مهنتنا، من دون شك سيعزز تفكيرنا الجماعي بآراء وأفكار مهمة في سياق السعي لتطوير إعلامنا الوطني.
ندوة الجديدة وجهت الانتباه إلى الحضور المهم لمهنيين مغاربة في عشرات وسائل الإعلام العربية والعالمية، وفي تخصصات متنوعة، بالإضافة إلى كون هذه الهجرة صارت هي الأخرى معولمة، وتشمل الجنسين، كما أنها تضم مغاربة من المهجر، وآخرين غادروا المغرب بعد أن راكموا داخله  خبرات مهنية، وبالتالي فإن لدينا اليوم عديد كفاءات صحفية وتقنية وتدبيرية مغربية داخل كثير من المؤسسات الإعلامية الدولية.
إن إبراز هذه التحولات لا يعني توجيه التفكير أوتوماتيكيا إلى سبل إعادة هذه الكفاءات إلى البلاد، فهذه مسألة شخصية على كل حال، وإنما يروم تسجيل ثراء الطاقات التي يجسدها هؤلاء المهنيون المغاربة المنتشرون عبر العالم، ومن ثم البحث، بعمق وجدية، في أفضل الصيغ للاستفادة منهم من أجل النهوض بإعلامنا الوطني، وأيضا من أجل تعزيز ترافعنا الوطني في الخارج لمصلحة القضايا الوطنية، وثالثا من أجل بناء وتطوير «صورة المملكة» وإشعاعها.
من جهة أخرى، فقد كان مهما أيضا الحديث  الذي جرى عن أوضاع هؤلاء المهنيين المغاربة داخل وسائل الإعلام الدولية التي يعملون بها، شرط أن يقود ذلك إلى ضرورة تنظيم هذا التفاعل، وبالتالي تحسيسهم، كما باقي فئات الجالية، باهتمام سلطات بلادهم بهم وبأوضاعهم، كما أنه من المهم كذلك بلورة آليات مكيفة تتيح انخراط هذه الكفاءات في المناقشات العمومية والمبادرات الوطنية الهادفة إلى تطوير الإعلام الوطني والنهوض به.
ويبقى أن نجاحنا الوطني في توفير تشريع قانوني وتنظيمي متطور ومرتكز إلى قيم الحرية وحقوق الإنسان والانفتاح، ثم تمتين المقاولات الصحفية الوطنية، وتطوير علاقتنا مع الإعلام الدولي، بالإضافة إلى النهوض بالأوضاع المادية والاجتماعية للعاملين في هذا القطاع داخل الوطن، وتقوية ميكانيزمات التنظيم الذاتي للمهنة واحترام أخلاقياتها، كل هذا من شأنه إحاطة العرض الوطني المقدم لمهنيينا في الخارج بكثير من المصداقية والجدية والثقة في المستقبل.
لقد مثلت مناقشات الجديدة طبقا غنيا من الأفكار والاقتراحات، وسمحت لعديد زملاء بتجديد اللقاء فيما بينهم وبينهم وبين الواقع الوطني، ومن المصلحة مواصلة تنظيم هذا التقليد سنويا، وتجسير التواصل مع الصحفيين المغاربة عبر العالم، سواء عبر القنوات الرسمية، أو من خلال آليات وتنظيمات المهنة نفسها.

Top