عبث بالمغرب الفاسي…

مباشرة بعد انتهاء المقابلة التي أجراها فريق المغرب الفاسي ضد الدفاع الجديدي، بنتيجة التعادل هدفين لمثلهما، أعلن نادي المغرب الفاسي لكرة القدم انفصاله عن المدرب التونسي عبد الحي بن سلطان بالتراضي.
كما أعلن النادي أيضا في بلاغ الموضوع، عن فك الارتباط بكل أعضاء الطاقم التقني الذي اشتغل مع بن سلطان، والمكون من مساعده شكري الزعلاني والمعد البدني عمار النبيغ.
وعوض الكشف عن الأسباب التي أدت إلى هذا القرار المبكر، اكتفت الإدارة عن توجيه شكرها للطاقم الذي أشرف على تدريب الفريق منذ الموسم الماضي، مع الإعلان عن تكليف عبد الرحيم شكيليط كمدرب بشكل مؤقت، بمساعدة أكرم الروماني، وحسن الطالب كمعد بدني.
والأكيد أن السبب الرئيسي وراء اتخاذ مثل هذا القرار، يتجلى في عدم تمكن الماص من تحقيق أي فوز، في الدورات الخمسة التي جرت منذ بداية الموسم الجاري، إذ يحتل المرتبة الثانية عشرة في سبورة الترتيب، بثلاث نقط من ثلاث تعادلات وهزيمتين.
صحيح أن الحصيلة مقلقة، لكنها ليست كارثية مقارنة بأندية أخرى، حتى وإن كانت لا ترقى إلى طموح الجمهور الفاسي، هذا الجمهور الذي يقدم الدليل في كل مرة على أنه واحد من أرقى الجماهير على الصعيد الوطني، ليس فقط بطريقة تشجيعه، وحجم الإقبال سواء داخل فاس أو خارجها، لكن أيضا بالروح الرياضية التي يظهرها، واحترامه لكل مكونات الأندية التي يواجهها فريقه، من لاعبين ومدربين ومسيرين وجمهور، وهذا يحسب لجمهور العاصمة العلمية…
إلا أن الملاحظة الأساسية في الخطوة التي أقدمت عليها إدارة الماص، تكمن في التناقض التي تتعامل به مع موضوع المدرب، فكل المميزات التي تم الإسهاب في الحديث عنها، بعد نهاية الموسم الماضي، والتي تم الاعتماد عليها لتجديد الثقة في بن سلطان ومن معه، انتفت بسرعة ليتم اتخاذ قرار الانفصال.
فاحتلال رتبة متقدمة خلال منافسات بطولة الموسم الأخير، جعل مسؤولي المغرب الفاسي يسابقون الزمن من أجل تجديد الثقة، ثقة سرعان ما انمحت بعد تعثر البداية…
وهنا يمكن أن نطرح الموضوع من زاوية أخرى، وتتمثل في سوء تقييم حصيلة التجربة الأولى، والإخفاق في قراءة جيدة ومعمقة لأسلوب الأداء، والأسباب التي جعلت الفريق يكتفي بكثرة التعادلات، عوض تحقيق الانتصارات؟
الأكيد أن هناك تسرعا في اتخاذ القرارات يبقى السمة الطاغية على عمل المكتب المسير الحالي، سواء فيما يخص تجديد الثقة في المدرب أو سرعة الانفصال عنه، مع الإشارة إلى مغادرة لاعبين شكلوا الركائز الأساسية للخط الأمامي خلال الموسم الماضي، كأجراي، بوحرة، ديارا ولخضر، وهذا معطى يجب أخذه بعين الاعتبار في أي تقييم.
فهل اتخذ مسؤولو المغرب الفاسي هذه المرة القرار الصائب؟ ننتظر الدورات القادمة من بطولة هذا الموسم، لأنها وحدها الكفيلة بالإجابة عن هذا التساؤل سواء بالإيجاب أو السلب…

محمد الروحلي

Related posts

Top