لم يخطئ الحسين عموتة عندما راهن على عبد الإله الحافيظي ضمن التركيبة البشرية التي إختارها واعتمدها في منافسات الـ”شان”، وبالرغم من عودة الحافيظي من الإصابة ووجوده في فترة استرجاع لياقته البدنية وجاهزيته.
وتابعنا كيف أشرك عموتة الحافيظي في اللقاء الثاني أمام منتخب رواندا بديلا في الدقيقة الـ 76، وفي لقاء منتخب أوغندا في الدقيقة الـ 59، ثم أساسيا في لقاء منتخب زامبيا وغيره في الدقيقة 61 عقب تعرضه لتدخل عنيف فرض على الحكم طرد اللاعب الزامبي المخطئ.
وأدى الحافيظي دوره وساهم بفعالية في تحقيق الفوز، ويبقى بذلك واحدا من المواهب الحاضرة في الدوري الاحترافي والمنتخب الوطني المحلي، حيث نشأ وترعرع في مدينة “أبي الجعد” وتمكن من فرض وجوده في إحدى الفرق الكبرى بمدينة الدار البيضاء.
عبد الإله الحافيظي فريد زمانه من مواليد 30 يناير 1992 بمسقط رأسه “أبي الجعد” من عائلة محافظة بدوار ثلاثاء الشكران (بعيدا عن المدينة بـ 12 كلم)، بحي السلسلة، وحاليا تقيم العائلة بحي الماجيدي.
وبرزت موهبة الحافيظي في كرة القدم بالعصبة حيث قضى خمسة مواسم والفتى في سن الثامنة عشرة لاعبا مميزا يجيد استقبال والاحتفاظ ونشر الكرة ورصدته عيون رجاوية يتقدمهم محمد عبد العليم بينيني، وعبد اللطيف، وسعيد الصديقي ورشيد السليماني و هو لاعب بالرجاء آنذاك، حيث تكلف بالتنسيق مع مسؤولي فريق أبي الجعد لنقل الحافيظي إلى الرجاء والخضوع إلى الاختبار، وساهم في العملية الإداري رضوان الطنطاوي، والتحق الفتى بمركز التكوين في سنة 2009 بترخيص من فريقه مقابل مبلغ يناهز عشرة آلاف درهم ولوازم رياضية قدمتها إدارة الرجاء، و جاء ذلك عقب اقتناع الجميع بمستوى مردود الحافيظي ومؤهلاته.
وفي 29 أكتوبر 2011، شارك في أول مباراة له بقميص الرجاء في لقاء النادي المكناسي وكانت المبادرة للمدرب الفرنسي برنارد مارشان، و في ثاني مباراة له سجل هدفه الأول في مرمى شباب المسيرة، وبعد ذلك اعتمده المدرب امحمد فاخر ضمن لائحة لاعبي الرجاء ومن موسم لآخر يزداد تألقا، قبل أن يوجه له المدرب رشيد الطاوسي الدعوة للالتحاق بالمنتخب الوطني.
وفي رصيد الحافيظي حاليا إنجازات ساهم فيها ضمن الرجاء، حيث بلغ نهائي مونديال الأندية 2013، ولقب البطولة 2013 و2020، ولقب كأس العرش 2012 و2017، وكأس شمال إفريقيا 2015، وكأس الكونفدرالية الإفريقية 2018، وكأس السوبر الإفريقي 2019، ولقب كأس أمم إفريقيا للمحليين مع المنتخب 2018، هذا إضافة إلى جوائز فردية كأفضل لاعب شاب في الدوري المغربي 2012، وأفضل لاعب في الدوري المغربي 2019، وأفضل ممرر في الدوري المغربي 2017 و2018، وهداف نادي الرجاء 2015 و2016، وأفضل ممرر لنادي الرجاء 2016 و2017 و2018..
وقراءة في المسار والإنجازات تبين مدى طموح وشغف الفتى بممارسة الكرة، و لولا الأعطاب والإصابات التي أبعدته في فترات عن الملاعب لجاءت حصيلته أكبر، ويأمل الحافيظي تحقيق الأرقى.. ويبقى بذلك الحافيظي نمودج موهبة برزت بعيدا عن المدن الكبيرة ووجدت من ينقب ويكتشفها وأمثال هذا الفتى كثر وللأسف ضائعون..
> محمد أبو سهل