محمد التفراوتي
تم يوم الجمعة الماضي، بجامعة ابن زهر بمدينة أكادير – وهي إحدى أكبر الجامعات بالمغرب حيث يدرس بها حوالي 80 ألف طالب وطالبة من مختلف التخصصات- افتتاح أول متحف جامعي لاكتشاف ودراسة وتعميق البحث العلمي حول النيازك بالمغرب، بحضور كل من وزير التربية الوطنية والتعليم العالي ووالية جهة سوس ماسة ورئيس جامعة ابن زهر والعديد من الشخصيات العلمية والوجوه الثقافية بالجهة.
وتعد النيازك أجساما حجرية أو معدنية تدور في فلك الشمس، وهي أصغر من الكويكبات، كما تعود النيازك في نشأتها إلى حزام الكويكبات، حيث تتشكل من عدة تصادمات، مما يتسبب في تحطم تلك الكويكبات واتخاذ شظاياها مدارات مختلفة عن مدار الأجسام المتصادمة، ويتمكن بعضها من اختراق مدار الأرض والاصطدام بها.
وتجدر الإشارة إلى أن نادي “علم الفلك بن زهر”، هي الجهة الساهرة على تسيير المتحف الجامعي للنيازك تحت إشراف الأستاذ المتخصص عبد الرحمن إبهي، والذي يشغل كذلك منصب رئيس مختبر دراسة البلورات والمعادن بكلية العلوم ورئيس قسم علم الفلك بالنادي العلمي بجامعة بن زهر.
وكان الأستاذ إبهي قد دعا في عدة مناسبات إلى إحداث متحف وطني أو جهوي للحفاظ على عينات النيازك التي تسقط بالمغرب. واليوم يتجسد هذا الحلم بإنشاء “المتحف الجامعي للنيازك” بأكادير كدفعة جديدة في إطار تثمين وتبسيط المعارف المرتبطة بنيازك المغرب. وهو يعتبر أول متحف يختص في عرض النيازك المغربية. بل إنه أول متحف من نوعه على الصعيدين العربي والإفريقي.
وستصبح هاته المنشأة بمثابة مقر دائم لعرض عينات النيازك والحفاظ عليها ومحاولة الحد من ضياع هذا الموروث الجيولوجي الذي كان يباع للأجانب ويستقر بمتاحف عالمية خارج المغرب. وقد تم تصميم المتحف وإعداده بهدف اكتشاف أفضل لهذه الصخور الملقبة بـ”الذهب الفضائي”. فهو موجه لشريحة واسعة من المهتمين الذين يودون تعلم كيفية التعرف على هذه الصخور الفضائية سواء كانوا طلبة أو أساتذة باحثين أو هواة جمع النيازك أو المنقبين عنها أو تجار هذه الأحجار أو مرشدين سياحيين.
ولقد استطاع نادي “علم الفلك بن زهر”، في العقد الأخير، تحصيل مجموعة مهمة من النيازك أثث بها هذا الفضاء العلمي. وتتكون المجموعة من أكثر من 100 عينة تتوزع إلى 9٪ من النيازك الساقطة (نيازك تمت معاينة سقوطها بالعين المجردة وعثر عليها وقتا قصيرا بعد ذلك) و91٪ من النيازك المكتشفة (نيازك اكتشفت بالصدفة). إنها مجموعة تضم كتلا مهمة وعينات بأجزاء حديثة العهد وكاملة وأمطار نيازك وشرائح وصفائح دقيقة وقطع مصقولة، مما يعطي لهذه المجموعة قيمة علمية استثنائية.
وتوزع العينات النيزكية حسب صنفها على سبع واجهات، كما تقدم كل عينة ببطاقة خاصة تضم اسم النيزك ومكان العثور عليه وإحداثياته حسب نظام تحديد المواقع GPS وصنفه ووزنه وعدد قطعه التي تم جمعها، إضافة الى صور توضيحية للنيزك.
عبد الرحمان إبهي: المتحف سيعمل من أجل استرجاع النيازك المغربية من المتاحف الأجنبية
الوسوم