عبد الغني دهنون من آسفي: من أجمل الأشياء في حياتي.. تجربتي الصحافية مع بيان اليوم

ترددت كثيرا في كتابة شهادة عن تجربتي مع جريدة بيان اليوم، ترددت كثيرا لأن الأمر أكبر من أن أتكلم أو أكتب عنه، فالأمر يتعلق حقيقة بأكثر من سبعة عشر سنة بالتمام والكمال، عمر لم ألتفت إليه إلا حينما أردت أن أقدم شهادتي كواحد من تلامذة هذه المدرسة العملاقة برجالها وكل العاملين بها، تذكرت بدايتي الأولى، واليوم الأول على الخصوص، حين دخلت لمقر الجريدة، تذكرت الكثير من التفاصيل الصغيرة، تذكرت الوجوه التي التقيتها أول مرة ، تذكرت كل ذلك وكأنني أعيش فصول جزء من حياتي مع مؤسسة إعلامية بنسائها ورجالها، بإدارييها وأطقمها الصحفية والإدارية، تذكرت كيف تحولت زيارة عادية إلى ارتباط وجداني مع مؤسسة إعلامية كان ولا يزال لي شرف الانتماء إليها وتمثيلها وعشقها لحد غريب.
تذكرت العلاقات التي ربحتها من الانضمام إلى عائلة بيان اليوم والبيان، تذكرت أسماء شابة لازالت تناضل بالمؤسسة، وأخرى أخذها الزمن إلى وجهات أخرى، تذكرت أسماء رحلت إلى دار البقاء وأخرى لازالت شعلة تواصل العطاء، تذكرت كيف تحولت العلاقة المهنية إلى علاقات صداقة مع جل الأسماء التي تعرفت عليها طيلة سبعة عشر سنة من المودة والاحترام والتقدير الذي كان الجميع يلفني به إما داخل مقر الجريدة أو من خلال التواصل بيننا.
تذكرت صعوبة البداية الأولى، والفرحة الأولى لأول مساهمة لي بالجريدة، تذكرت الثقة التي وضعتها في هيئة التحرير، واللحظات الجميلة التي كنت أقضيها هناك بمقر الجريدة كلما زرتها، تذكرت ما تعلمته من مدرسة بيان اليوم، تذكرت الأصوات التي كانت تصلني من مقر الجريدة، وحرارة العطاء التي كانت تلفنا جميعا لدرجة أنني أصبحت أشعر كأنني عضو من هيئة التحرير بالجريدة، بفضل دعم كبير من العشرات من الأسماء التي مهما قلت عنها، فلن أوفيها حقها.
الجميل في هذه الذكريات، أنني اكتشفت أن جزء مني هو هذه المؤسسة الإعلامية بنسائها ورجالها بكل العاملين فيها، باختلاف مواقعهم سواء في المسؤوليات الإدارية أو في التحرير أو في التوزيع أو في …صداقات جميلة لازالت قائمة، وتستشعر حرارتها حين أذهب إلى هناك، ومعه اكتشفت أنني مهما قلت عن تجربتي مع بيان اليوم، لن أستطيع قول كل شيء، فاللحظات الجميلة يصعب وصفها، خصوصا حين تتذكر عمالقة الإعلام الذين عايشتهم وجايلتهم، تذكرت وقوفي أمام القضاء بسبب مقال أو خبر، فكانت الجريدة بكل مكوناتها سندا لي، وتذكرت لحظات توصلت فيها بتنويه مباشر من زملاء كبار بالمؤسسة، شجعوني على العطاء، بل وأفردوا لي مكانة خاصة في قلوبهم كما في صفحات جريدة أعتز بها ما حييت.
تذكرت أنه كانت تتم استمالتي للعمل في منابر إعلامية أخرى، لكن إجابتي كانت دائما واحدة، علاقتي بجريدة بيان اليوم أكبر من الكتابة والمراسلات، علاقتي بالجريدة وجدانية، لا يمكنها أن تمحى برغبة في الظهور أو الربح المادي، فكان مجرد التفكير في ذلك يشعرني وكأنني أريد أن أمحُوَ جزء مني ومن حياتي، فكان الكثيرون يضحكون للإجابة، لكنني وحين أكون مع نفسي وأتذكر، أعرف بأن من أجمل الأشياء في حياتي، هي تجربتي الصحافية الرائعة مع بيان اليوم، رحم الله من نفتقدهم اليوم، والتوفيق لكل من لازال يناضل بنفس الروح والابتسامة لا تفارقه داخل المؤسسة، والعزة لمؤسستنا بيان اليوم والبيان.

Related posts

Top