عقوبات جديدة على إيران بعد تنفيذ أول حكم إعدام على ارتباط بالتظاهرات

فرضت عقوبات جديدة على إيران يوم الجمعة الماضي ودعا نشطاء إلى مزيد من التظاهرات غداة تنفيذ أول عملية إعدام على ارتباط بموجة الاحتجاجات التي تهز البلد وتخضع لقمع شديد منذ حوالي ثلاثة أشهر.
وأعدم محسن شكاري (23 عاما) شنقا الخميس لإدانته بـ”الحرابة”، في ختام إجراءات قضائية اعتبرت مجموعات حقوقية أنها “محاكمة صورية”.
وقالت السلطة القضائية إن شكاري اعتقل بعدما أغلق طريقا وجرح أحد عناصر قوات الباسيج.
وأعلنت إيران أنها تبدي “أقصى درجات ضبط النفس” في مواجهة الاحتجاجات التي تفجرت إثر موت الشابة مهسا أميني البالغة 22 عاما في 16 شتنبر بعد ثلاثة أيام على توقيفها على يد شرطة الأخلاق لمخالفتها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.
وأعلنت بريطانيا الجمعة فرض عقوبات على 30 كيانا وشخصية من 11 دولة بينها إيران التي اتهمتها بإصدار “عقوبات مروعة” على متظاهرين معارضين.
بدورها فرضت كندا عقوبات على 22 عضوا بارزا في السلطة القضائية وجهاز السجون والشرطة، إضافة إلى عدد من كبار مساعدي المرشد آية الله علي خامنئي.
وقال دبلوماسيون أوروبيون إن الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض تدابير عقابية أكثر صرامة على إيران، بسبب القمع الذي تسبب في مقتل 458 شخصا على الأقل بينهم أكثر من 60 طفلا بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو.
ووصفت منظمة العفو الدولية عملية إعدام شكاري بأنها “مروعة” معتبرة أن “إعدامه يفضح وحشية ما يسمى نظام العدالة في إيران حيث يواجه عشرات غيره المصير نفسه”.
وقال مدير المنظمة محمود العامري إن “شاكري أعدم بعد محاكمة متسرعة وغير عادلة في غياب محام”.
وانضمت عائلات سجناء سياسيين أعدموا جماعيا في 1988 للأصوات المنددة.
وقالوا في بيان نشرته “وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان” (هرانا) ومقرها في الولايات المتحدة إن “إعدام محسن تذكير بخسارة أحبائنا الذين… مثل محسن، حوكموا في محاكمات صورية استغرقت دقائق، وفي غياب محامين ودون أن تتاح لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم، وحكم عليهم بالإعدام”.
دفن جثمان شكاري بعد 24 ساعة على إعدامه بحضور عدد قليل من أفراد أسرته وعناصر أمن، في مقبرة “بهشت الزهراء”، على ما ذكر مرصد “1500 تصوير” الذي يرصد منصات التواصل الاجتماعي.
ونزل متظاهرون ليل الخميس الجمعة إلى الشارع الذي أوقف فيه شكاري هاتفين “أخذوا محسن وأعادوا جثته”، بحسب فيديو نشره مرصد “1500 تصوير”.

وخلال تظاهرة أخرى في حي شيتغار في طهران، هتف المحتجون “الموت للديكتاتور” و”الموت لسباه” في إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والحرس الثوري.
ولفت “1500 تصوير” إلى أن عقوبة الإعدام نفذت بسرعة إلى حد أن عائلته لا تزال تنتظر نتيجة الطعن في الحكم. ونشر مشاهد قال إنها تظهر لحظة تبلغت عائلة شكاري خبر الإعدام أمام منزلها في طهران، ويمكن رؤية امرأة تنهار وتصيح “محسن!”.
وأعلن حامد اسماعيليون الناشط الإيراني الكندي الذي نظم تظاهرات في برلين وباريس ومدن أخرى، عن تجمعات جديدة في نهاية الأسبوع وكتب في تغريدة “أيا كانت المعتقدات والإيديولوجيات، دعونا ننضم إلى هذه التجمعات للاحتجاج على الإعدام المروع لمحسن شكاري”.
واعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أن إعدام شكاري “مقلق للغاية، وواضح أن الغرض منه بث الخوف في باقي المتظاهرين”.
وعبرت حكومات غربية سبق أن فرضت عقوبات ضد إيران على خلفية قمع التظاهرات، عن غضبها.
واعتبرت واشنطن إعدام شكاري “تصعيدا قاتما” متعهدة تحميل النظام الإيراني مسؤولية العنف “ضد شعبه”.
من جانبها عبرت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني عن السخط إزاء “هذا القمع غير المقبول” الذي قالت إنه لن يسحق مطالب المتظاهرين.
بدورها وجهت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك رسالة مماثلة. وكتبت في تغريدة أن “التهديد بالإعدام لن يخنق الرغبة في الحرية” مضيفة أن “ازدراء النظام الإيراني للإنسانية لا حدود له”.
كما استدعت ألمانيا السفير الإيراني، على ما ذكر مصدر دبلوماسي، بدون تقديم مزيد من التفاصيل.
ودافعت إيران عن كيفية تعاملها مع الاحتجاجات واتهمت الغرب بالنفاق.
وقالت وزارة خارجيتها إنه “في تعاملها مع أعمال الشغب مارست إيران أقصى درجات ضبط النفس وعلى عكس الكثير من الأنظمة الغربية … فقد استخدمت أساليب متناسبة وقياسية ضد أعمال الشغب”، حسبما نقلت وكالة إرنا.
وبحسب منظمة العفو الدولية فإن إيران تأتي في مقدم الدول من حيث عدد الأشخاص الذين يتم إعدامهم سنويا، باستثناء الصين.
وقالت “منظمة حقوق الإنسان في إيران” في وقت سابق هذا الأسبوع، إن الجمهورية الإسلامية أعدمت أكثر من 500 شخص في 2022، في ارتفاع كبير عن العام الماضي.
وغداة إعدام شكاري، نبهت منظمات غير حكومية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى أن ما لا يقل عن 12 شخصا آخرين يواجهون الإعدام بعد صدور أحكام بحقهم لمشاركتهم في التظاهرات.

أ.ف.ب

Related posts

Top