عندما يؤدي البطل ثمن أخطاء الآخرين

خاض الملاكم المغربي محمد العرجاوي أول نزال له خلال دورة ريو دي جانيرو الأولمبية، لكنه غادر العرس الأولمبي مبكرا بعد خسارة منتظرة أمام العملاق الأذربيجاني ماجيدوف محمد رسول.  
كل الدلائل كانت تؤكد بلا مجال للشك أن الملاكم المغربي لن يقوى على منازلة بطل العالم في وزن أكثر من 91 كلغ، بل  ساد تخوف من أن يغادر ملاكمنا الخجول ريو فاقدا للوعي.
صحيح أن هناك اختلافا في الإمكانيات والمسار الناجح، لكن هذا الفرق الشاسع يعود بالدرجة الأولى إلى ظروف الإعداد   والتحضير والإمكانيات؛ والأكثر من ذلك فارق كبير على مستوى المعنويات؛ فالعرجاوي الذي حل  بريو وهو منهزم، كان يمني النفس وهو يستعد للمشاركة في العرس الأولمبي للمرة الثالثة في مشواره الرياضي -وقد تكون الأخيرة-، أن يغني رصيده بميدالية أولمبية كيفما كان معدنها.
كان المهم  للعرجاوي أن يضيف لقبا أولمبيا جديدا  للملاكمة المغربية؛ ويعزز ألقاب كل من الأخوين عبد الحق ومحمد عشيق والطاهر التمسماني؛ إلا أن الأمل خاب والظروف عاكسته والأخطاء البشرية أوقفت طموحه المشروع.
ففي الوقت الذي كان يستعد فيه للمشاركة الاولمبية الثالثة في مساره بعد دورتي بكين 2008 ولندن 2012، نزل عليه قرار كالصاعقة عصف بكل أحلامه،  إذ تقرر إيقافه بسبب اختبار  للمنشطات جاء إيجابيا في شهر مارس الماضي، ليتحول إلى سلبي خلال شهر يوليوز المنصرم، أربعة أشهر كاملة من الانتظار نال بعدها البراءة؛ لكنه فقد التركيز وإيقاع المنافسة عالية المستوى وحتى الرغبة في التنافس.
فترة التوقف كانت طويلة بالنسبة للرياضي؛ حرم خلالها من    التداريب والمشاركة في معسكرات الداخلية والخارجية، فقد بسببها إيقاع المنافس وقوة النزالات التي يحتاجها كل ملاكم.
خسر العرجاوي أول نزال بعد أن ربح البراءة لنعيد طرح السؤال: ألم يكن قرار التوقيف ظالما؟ ألم يؤد العرجاوي ثمن أخطاء الآخرين؟ ألم يحرم المغرب من إمكانية الحصول على ميدالية بسبب خطإ بشري لا ذنب للعرجاوي فيه؟ كثيرة هي الأسئلة وقليل هو الإنصاف ونادر هو العقاب ..   
خسر العرجاوي، لكنه ربح تعاطف الملايين فبئس المصير للذين يقررون في مصائر الناس دون أن يستحضروا ضمائرهم وهم يوقعون بأيديهم قرارات ظالمة تغير حياة الناس رأس على عقب.
محمد الروحلي

Related posts

Top