عودة الزعيم…

دشن فريق الجيش الملكي لكرة القدم عودته إلى الساحة الأفريقية، حيث استضاف، مساء يوم السبت المنصرم، برسم الدور التمهيدي لكأس الكاف، فريق إف سي بافلز البنيني، وفاز عليه بثلاثة أهداف لواحد.
وتعتبر هذه العودة محطة مهمة في مسار هذا النادي المرجعي، بعد غياب طويل لا يليق بقلعة حقيقية للبطولات والألقاب، وطنيا وقاريا.. غياب كان له بالفعل تأثير كبير على جل مكونات النادي، إدارة ومؤطرين ولاعبين وجمهور.
لا يمكن هنا أن نعيد التذكير بمكانة النادي بخريطة كرة القدم الوطنية، وعطاءاته الكبيرة للمنتخبات بجل الفئات، فالتاريخ يحتفظ للنادي العسكري، بأياد بيضاء في هذا المجال، وما الأسماء “العسكرية” العديدة التي دافعت بسخاء عن القميص الوطني، إلا دليلا ساطعا على قيمة هذا النادي وتاريخه العريق.
إلا أن السنوات الأخيرة حملت لـ “ليفار” أخبارا غير سارة تماما.. تواضع غير مفهوم، غياب مؤثر عن منصات التتويج، بل إن بعض المواسم عرفت تنافس الفريق على البقاء ضمن حظيرة القسم الوطني الأول، وهو منحدر غير مقبول وغير مبرر تماما.
فهذا النادي المنتمي لمؤسسة وطنية محترمة، يتوفر على تجهيزات وإمكانيات تضاهى الأندية الاحترافية، حتى ببعض الأندية الأوروبية، خاصة تلك المصنفة بالمتوسطة، كما ينعم باستقرار إداري ومالي، وبناء عليه، فإن أي تواضع أو سقوط لا يليق به نهائيا.
آخر مرة تألق خلالها فريق الجيش الملكي كان موسم 2007 – 2008، وهو نفس الموسم الذي شهد آخر تتويج على مستوى كأس العرش، أما آخر تتويج قاري، فكان سنة 2006، ومنذ هذا التاريخ غاب كليا عن المشهد، وبات كأي فريق عادي، يصارع من أجل البقاء، ويعدد من تجاربه الفاشلة على مستوى اختيارات اللاعبين والمدربين.
منذ الموسم الماضي، شهد الفريق تغييرات تؤكد الأرقام أنها ايجابية، بالتعاقد مع مدرب متمكن، ألا هو البلجيكي فان ديرنبروك، وبناء تشكيلة قادرة على المنافسة، وذلك بالاعتماد على لاعبين بمواصفات محددة، أولا من حيث صغر السن، كما كان الشأن خلال العهد الذهبي للنادي، مع استعادة مسألة الانضباط داخل صفوفه، وإظهار تقدير واحترام كبير لقميصه.
وبالتالي، فإن عودته للساحة الأفريقية، تعتبر بمثابة حدث غير عادي، حتى وإن كان بكأس الكاف، إلا أن الأهم هو استعادة المناعة التي افتقدها خلال العقد الأخير، على أمل أن تكون عودة موفقة تعيد للعساكر هيبتهم المفقودة، وتنقدهم من سنوات الضياع.

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top