عودة عمليات الاحتيال باسم “الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي”

عادت عمليات الاحتيال التي تستهدف المواطنين المغاربة للظهور مجددًا، عبر مكالمات هاتفية يدعي فيها مجهولون أنهم ينتمون إلى “الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي” (CNSS)، بهدف الحصول على معلومات بنكية واستخدامها لسرقة أموال الضحايا.
وبحسب ما أفاد به عدد من المواطنين لجريدة “بيان اليوم”، فإنهم تلقوا خلال الأيام الماضية مكالمات من أرقام مجهولة، يُطلب منهم فيها تسوية ملفاتهم العالقة لدى الصندوق. خلال هذه المكالمات، يحاول المحتالون الحصول على معلومات شخصية تتعلق برقم الحساب البنكي وأرقام البطاقات البنكية، ليتمكنوا من قرصنة الحسابات وسرقة الأموال.

تفاصيل عمليات الاحتيال
أحد ضحايا هذه العملية كان أحد زملاء الجريدة، الذي تلقى مكالمة من شخص مجهول زعم أنه يعمل في “أرشيف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي”. أخبره المتصل بأن هناك ملفًا طبيًا غير معالج لصالحه، وأنه سيتم تحويل مبلغ 1350 درهمًا إلى حسابه بعد تسوية الملف.
ومع تقدم الحديث، طلب المحتال من الضحية تزويده بمعلومات الحساب البنكي ورقم البطاقة البنكية وتاريخ صلاحيتها، ثم طلب رمز التحقق (CVV) الذي يتيح استخدام البطاقة في المعاملات المالية. بعد ذلك، قام المحتال بطلب القن السري الذي يصل عبر رسالة نصية لإنهاء عملية السرقة بنجاح.
ومباشرة بعد كشف عمليته، يسارع المحتال إلى إنهاء المكالمة الهاتفية، والقيام بمنع المكالمات والاتصال مع رقم المعني بالأمر، ليتسنى له الاتصال بضحايا جدد، دون أن يتم الاتصال به مجددا من قبل الضحايا سواء الذين وقعوا في فخه أو الآخرين ممن كشفوا عمليته.
في حين، كشف عدد من المواطنات والمواطنين، أنهم يتلقون اتصالات بأرقام مختلفة، وهو ما يشير إلى أن هؤلاء المحتالين يعمدون إلى تغيير أرقام الهواتف، خصوصا تلك التي تصبح مستهلكة، ومعروفة بعملية النصب، بعد التبليغ عنها على مستوى تطبيقات خاصة، هذه الأخيرة التي تؤشر بالأحمر على هذه الأرقام أو تقديمها بكونها أرقام مبلغ عنها بعمليات نصب سابقة.

تحذيرات CNSS واستجابة المواطنين
من جانبها، أكدت مصادر من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تلقيها شكاوى متعددة حول هذه العمليات، التي تتكرر بين الفينة والأخرى. ودعا الصندوق المواطنين إلى توخي الحذر وعدم مشاركة معلوماتهم الشخصية، خاصة البنكية، مع جهات غير موثوقة.
وأوضحت المصادر أن الصندوق لا يتعامل مع المواطنين بهذه الطريقة، خصوصًا عبر مكالمات هاتفية خارج أوقات العمل أو خلال أيام العطل. كما شدد على أن الإجراءات المتعلقة بالمعطيات الشخصية الحساسة، مثل الحسابات البنكية، لا تتم إلا عبر القنوات الرسمية وباستخدام الوثائق الصادرة عن المؤسسات البنكية.

إجراءات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي
وكان الصندوق قد أصدر بلاغًا في مارس الماضي، حذر فيه من عمليات احتيال منسوبة له، بما في ذلك رسائل نصية ومكالمات من أشخاص يدعون تمثيل الصندوق أو نظام “أمو التضامن” (AMOTADAMON).
وتوعد الصندوق بملاحقة كل من ثبت تورطه في هذه العمليات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.

توجيهات للمواطنين
ودعا الصندوق المؤمنين إلى توخي الحذر عند مشاركة معلوماتهم الشخصية، بما في ذلك البطاقة الوطنية والمعلومات البنكية والقن السري لتطبيق “Ma CNSS”، مع جهات غير معروفة. كما وضع الصندوق رقمًا هاتفيًا (3939) للاستفسار وتلقي شكاوى المواطنين في حال تعرضهم لعمليات احتيال.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تزايد عمليات الاحتيال عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يدفع المواطنين إلى الحذر والالتزام بالتواصل فقط مع الجهات الرسمية المعروفة لتجنب الوقوع في فخ النصب.

> محمد توفيق أمزيان

Top