كرس تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس شرعية المنتخبين بالأقاليم الجنوبية للمملكة، ودحض بذلك مقولة “الممثل الوحيد”، تلك الأسطوانة المشروخة التي ظلت ترددها الجزائر وصنيعتها البوليساريو.
وأورد الأمين العام الأممي في تقريره الأخير لمجلس الأمن، حول الصحراء المغربية، أن مبعوثه الشخصي إلى الصحراء، هورست كوهلر “التقى المنتخبين المحليين” بالأقاليم الجنوبية للمملكة خلال جولته في المنطقة شهر يونيو الماضي، مكرسا بذلك شرعية هؤلاء المنتخبين والمسؤولين المحليين كممثلين وحيدين للمنطقة، منتخبين ديمقراطيا، وفق ما تقره جميع المواثيق والأعراف الدولية والتي تجعل من الديمقراطية التمثيلية أرقى شكل للتمثيل الشعبي، استنادا إلى الدستور المغربي الذي منح السيادة للأمة، تمارسها مباشرة بالاستفتاء، وبصفة غير مباشرة بواسطة ممثليها، الذين تختارهم “في المؤسسات المنتخبة عن طريق الاقتراع الحر والنزيه والمنظم”.
وأكد التقرير الأممي، من جانب آخر، على أن العديد من المحاورين الذين التقاهم كوهلر في الصحراء “عبروا له عن دعمهم الكامل لمخطط الحكم الذاتي” الذي تقدم به المغرب. كما طلبوا من الأمم المتحدة “إيجاد حل سياسي من شأنه السماح للسكان في مخيمات تندوف بالعودة إلى الوطن الأم” و”الاستفادة من التطور الذي تعرفه منطقة الصحراء المغربية”.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، في تقريره، تسهيل المغرب لمهمة مبعوثه الشخصي إلى الصحراء بـ “الإشارة المشجعة”، كما وصف الوضع في الأقاليم الجنوبية للمملكة بـ “الهادئ”، وهو ما يفند ادعاءات البروباغاندا الجزائرية وصنيعتها البوليساريو التي تحاول مرارا ترويج العديد من المغالطات حول الوضع في الصحراء وتصفه بـ “غير المستقر”.
من جانب آخر، أبرز الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، في التقرير ذاته، حجم الاستثمارات ومشاريع البنى التحتية والتنمية الاقتصادية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، مشيرا إلى أن مبعوثه الشخصي إلى الصحراء، هورست كوهلر، زار “العديد من المشاريع التنموية التي مولها المغرب، من بينها مركز للمؤتمرات، ومستشفى، ووحدة لمعالجة الفوسفاط في العيون”.
وأكد غوتيريس أن السكان المحليين عبروا للمبعوث الشخصي عن “امتنانهم للدعم المالي” الذي تستفيد منه المنطقة، وخاصة النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 7.7 ملايير دولار أمريكي.
وتعتبر الخلاصات التي صاغها الأمين العام الأممي، في تقريره حول الصحراء، اعترافا صريحا بالجهود التي تبذلها المملكة المغربية في تنمية الصحراء المغربية، وهو الجهد الذي ما فتئ يتزايد بوتيرة متسارعة منذ أن حرر المغرب صحراءه من الاستعمار الإسباني الذي تركها جرداء قاحلة، إلا من بعض البنايات الإدارية البسيطة، أو بعض الدور السكنية الصغيرة التي كان يقطنها المستعمر الإسباني.
كما أن اعتراف الأمين العام للأمم المتحدة بالمجهود التنموي الذي يقوم به المغرب في الصحراء، وبحجم الغلاف المالي الذي رصد لهذا الغرض، يفند إدعاءات الجزائر والبوليساريو بكون “المغرب يستغل ثروات الصحراء”. فالجهد الاستثماري المبذول في الأقاليم الجنوبية منذ استرجاعها، تجاوز عشرات الملايير من الدراهم.
محمد حجيوي