فلسطين

من جديد فلسطين في الرباط، المناسبة هذه المرة اجتماع اللجنة الدولية المعنية بالحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف الذي انعقد في العاصمة المغربية تحت رعاية الأمم المتحدة. التظاهرة شهدت مناقشات مفتوحة وصريحة بين مسؤولين فلسطينيين من جهة، وبرلمانيين وباحثين إسرائيليين من جهة أخرى، وحدثت أحيانا تقاربات في التحليل وفي المواقف، وطبعا برزت اختلافات، لكن المهم أن كل هذا تم في مؤتمر أممي، شارك فيه أجانب آخرون من بلدان عديدة، واحتضنه المغرب.
المؤتمر انتهى في اليومين الأخيرين، واليوم يبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارته إلى واشنطن، وسط ضغوط قوية من اليمين الإسرائيلي تطالب الحكومة بمواصلة بناء المستوطنات، في حين  ترى أحزاب المعارضة هناك أن التقدم الطفيف في المفاوضات غير المباشرة والجهود التي يبذلها أوباما بغاية الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، من شأن استئناف الاستيطان أن يدمرها.
وتتحمل الولايات المتحدة الأمريكية دورا مركزيا في الدفع بمسلسل السلام إلى الأمام، وقد وصف أحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أثناء مشاركته في مؤتمر الرباط  الدور الأمريكي من خلال قوله «أمريكا قدر لابد منه بسبب قوتها ومكانتها»، وأضاف: «للأسف الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، لكن في الآونة الأخيرة لوحظ تحول بطيء في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية»، وزاد أن أوباما أبدى رغبته في إيجاد حل نهائي وعادل للنزاع، ودعا إلى وقف الاستيطان قبل أن يحصل تراجع عن الموقف، ثم أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتمكن من وقف الاستيطان مع أنها قادرة على ذلك.
ما عبر عنه أبو علاء هنا، هو نفس ما يعتقده الكثيرون عبر العالم، والتذكير به هنا لا يحمل أي جديد، خصوصا ما يتعلق بدور أمريكا وعلاقتها بملف الشرق الأوسط برمته.
القضية الفلسطينية اليوم تجسد عارا في جبين العالم المعاصر وفي ضمير الإنسان، وما يجري هناك يوميا من جرائم ومجازر يسائل المجتمع الدولي في إنسانيته وفي تحضره.
الأمم المتحدة اليوم، والمنظومة الأممية كلها في عمق السؤال…
ولقد لخص وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري، خلال تدخله في مؤتمر الرباط  الانشغال بالتأكيد على أن الأمم المتحدة لا يمكن أن تظل مجرد محفل دولي لمتابعة تطورات القضية الفلسطينية والاقتصار على التنديد بالانتهاكات المتكررة للسلطات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وزاد «لا خيار لديها لفرض مصداقيتها في المشهد الدولي سوى تحمل مسؤولياتها كاملة إزاء القصية الفلسطينية».
الحل العادل والنهائي للقضية الفلسطينية هو خيار الأمم المتحدة اليوم لاستعادة مصداقيتها في الساحة الدولية.
إلى متى تستمر المأساة ؟

Top