فوز ثمين في غياب الإقناع وعدم الانضباط

حقق المنتخب المغربي لكرة القدم الأهم بتفوقه على نظيره الزامبي 2-1، في المباراة التي جمعتهما، الجمعة، على أرضية الملعب الكبير بأكادير، برسم الجولة الثالثة للمجموعة الخامسة للتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، دون أن يعطي أية إشارات إيجابية بخصوص النجاعة الهجومية، رغم خط الهجوم الذي يعج باللاعبين الموهوبين.

وبسط الفريق الوطني سيطرته أمام منتخب زامبيا الذي كان منظما جيدا دفاعيا، إلا أنه لم يكن حاسما في 20 متر الأخيرة من الملعب.

ومع ذلك، تمكن أسود الأطلس من فرض هيمنتهم على جزء كبير من الشوط الأول، واستطاعوا تسجيل هدف من ضربة جزاء منذ الدقيقة السادسة بواسطة حكيم زياش.

وجسدت ضربة الجزاء جميع النوايا الإيجابية التي بدأ بها لاعبو المنتخب المغربي اللقاء، حيث احتكروا اللعب ومرروا الكرة بإيقاع مرتفع جدا، كما أظهروا صلابة في اللعب الثنائي، ونجحوا في إحداث ثغرة في دفاع الخصم من تمريرة في العمق من عز الدين أوناحي صوب يوسف النصيري الذي أجبر المدافع ستوبيلا سونزو على ارتكاب الخطأ.

ومع ذلك، لم تستطع النخبة الوطنية استغلال الامتياز النفسي الذي كان يجب أن يمنحهم الهدف المبكر، وبالرغم من أنهم سيطروا على مجريات المباراة ودفعهم لخصم إلى التكتل داخل معتركه، إلا أنهم لم يتمكنوا من إيجاد حلول أمام شباك حارس المرمى الزامبي، لاورنس مولينغا.

في المقابل، حصل المنتخب الزامبي الذي كان محتشما في البداية، على أول فرصة في الدقيقة الـ 12، إثر تمريرة خلف الدفاع المغربي، غير أن بونو استطاع التصدي لها وإبعاد الخطر عن مرماه.
ومع بداية الدقيقة العشرين، بدأ منتخب زامبيا في خلق المصاعب للمنتخب المغربي، عن طريق محاولتين جادتين للتهديف، الأولى في الدقيقة 37، شبيهة بمحاولة الدقيقة 12، لكنها كانت أقرب لمربع العمليات المغربي، حيث استطاع بونو، مرة أخرى، إنقاذ الشباك.

أما محاولة المنتخب الزامبي الثانية الجادة، فجاءت في الوقت الإضافي من الشوط الأول (د 45 +2)، بعدما نجح اللاعب باستون داكا في تجاوز نايف أكرد من الجانب الأيمن ومرر الكرة لإمانويل باندا الذي كان أمام المرمى، غير أنه أهدر الفرصة.

وفي الشوط الثاني، واصل أسود الأطلس بحثهم لإيجاد حلول هجومية، حيث أدخل الركراكي كلا من أيوب الكعبي وسفيان رحيمي، مكان النصيري وزياش.

وقبل إجراء هذا التغيير، أقلق المنتخب المغربي نظيره الزامبي، من خلال ثنائية قادها كل من مهاجم فريق إشبيلية ودياز، إلا أن لاعب ريال مدريد أخطأ تسديدته في الدقيقة الـ 63.

وكانت هذه الفرصة بمثابة إعلان عن الهدف الثاني الذي تحقق نتيجة انسلال دياز من الجناح الأيمن وتمرير الكرة نحو بنصغير الذي كان بمفرده أمام حارس المرمى وأسكنها بهدوء في الشباك في الدقيقة الـ67.

ومرة أخرى، لم يستطع لاعبو المنتخب المغربي استغلال تفوقهم الذهني وعجزوا في أكثر من مناسبة عن ترجمة محاولاتهم إلى أهداف، وذلك على الرغم من السيطرة التي فرضوها على مجريات الشوط الثاني.

ومن جهة أخرى، استطاع منتخب منتخب زامبيا تقليص الفارق من خلال هجوم مضاد سريع قاده إدوارد شيلوفيا الذي وجد نفسه وجها لوجه أمام بونو وأسكن الشباك في الجانب الأيسر للحارس المغربي في الدقيقة الـ80، مما جعل الجمهور يستشعر نوعا من التوتر امتد إلى نهاية الجولة الثانية.

وبفضل هذا الانتصار، يعزز المنتخب المغربي ريادته للمجموعة الخامسة بست نقاط، حصدها من مباراتين.

يشار إلى أن المباراة أمام منتخب الكونغو برازافيل، لحساب الجولة الرابعة، ستجري يوم 11 يونيو على أرضية الملعب الكبير بأكادير (الثامنة مساء)، عوض ملعب الشهداء بكينشاسا، بجمهورية الكونغو الديمقراطية.

تصوير: احمد عقيل مكاو

Top