تضاعفت الجهود والمبادرات الرامية إلى تفادي حدوث كارثة اقتصادية عالمية بسبب فيروس كورونا الذي أجبر الإيطاليين الأربعاء لليوم الثاني على ملازمة منازلهم بعد الإغلاق التام في هذا البلد حيث يسجل ارتفاع سريع في عدد ضحايا الوباء.
وقد أثر تفشي فيروس “كوفيد-19” سلبا على مختلف الأحداث الرياضية حول العالم، فدفع إلى إلغاء بعضها أو إرجائه، أو إقامة أحداث أخرى من دون جمهور المشجعين، لاسيما مباريات كرة القدم في أوروبا.
وينعكس الوباء على الحياة اليومية للناس، وأشارت اليونسكو إلى أن المدارس “أغلقت في 15 بلدا، بما يطال 363 مليون تلميذ وتلميذة. وقد انضمت أوكرانيا مع إعلان العاصمة كييف إغلاق مدارسها.
وبهدف مساعدة الاقتصاد البريطاني على مواجهة “الصدمة” التي خلفها وباء كوفيد-19، أعلن بنك إنكلترا عن خفض مفاجئ في فوائده من 0.75% إلى 0.25%، وهو التخفيض الأكبر منذ مطلع العام 2009 في ذروة الأزمة المالية، محذرا من أنه سيتخذ “كل التدابير اللازمة الأخرى”.
وكان الاحتياطي الفدرالي الأميركي قد خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي. أما بالنسبة إلى البنك المركزي الأوروبي، فسيجتمع أعضاؤه يوم الخميس.
وأعلنت إيطاليا الأربعاء تخصيص 25 مليار يورو لمكافحة الوباء.
وكشفت المفوضية الأوروبية الثلاثاء عن إنشاء صندوق استثماري بقيمة 25 مليار يورو “لمواجهة فيروس كورونا” لمساعدة الأنظمة الصحية وغيرها من القطاعات الهشة.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها ستستخدم “كل الأدوات المتاحة” لدعم الاقتصادات المتأثرة بالوباء، في ختام مؤتمر عبر دائرة الفيديو عقدته مع قادة الدول الأعضاء الـ27.
وفي الولايات المتحدة، أكدت حكومة دونالد ترامب أن خط الرئيس لدعم الاقتصاد التي كانت مقررة الثلاثاء ستعرض قريبا. لكنه كشف عن تدبير رئيسي واحد فقط فيها، وهو خفض الضرائب على الأجور أو حتى إلغاؤها حتى نهاية العام.
وبدورها أعلنت الحكومة الكندية الأربعاء تأسيس صندوق بقيمة مليار دولار كندي (640 مليون يورو) لدعم اقتصاد البلاد وتعزيز النظام الصحي في المقاطعات الموبوءة بكورونا، في وقت ناهز فيه عدد المصابين بالفيروس في البلاد مئة مصاب توفي واحد منهم.
وفي الولايات المتحدة أظهر تحقيق لرابطة المهنيين “آي أس أم” أن حوالي ثلاثة أرباع الشركات الأميركية تواجه مشاكل في سلاسل التوريد بسبب تداعيات الوباء.
وفي أميركا اللاتينية أعلنت كل من كولومبيا والأرجنتين أنهما ستضعان في الحجر الصحي كل المسافرين الآتين من دول موبوءة بكورونا، وذلك في محاولة لمنع تفشي الوباء. وفي حين أدرجت القائمة الكولومبية كلا من الصين وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا على قائمتها للدول الموبوءة أضافت الأرجنتين إلى هذه الدول كلا من ألمانيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وإيران.
وفي ألمانيا أعلنت شركة لوفتهانزا للطيران أنها قررت إلغاء 23 ألف رحلة بين 29 مارس و24 أبريل بسبب الوباء، مشيرة إلى أنها تخطط “لإلغاء المزيد من الرحلات في الأسابيع المقبلة”.
وفي كييف أعلنت الحكومة أنها ستغلق اعتبارا من الخميس كل المدارس والجامعات وستمنع أي تجمع يزيد عدد المشاركين فيه عن 200 شخص، علما أن أوكرانيا لم تسج ل حتى الأربعاء سوى إصابة واحدة بالفيروس.
من ناحيتها أعلنت إيران تسجيل 958 إصابة جديدة و63 وفاة، ليرتفع إجمالي المصابين إلى حوالي 9 آلاف وعدد الوفيات إلى 354.
وفي إسبانيا بلغ عدد المصابين بالبلاد 2002 والوفيات 47، علما بأن الحصيلة كانت في اليوم السابق 1639 مصابا.
وتخضع إيطاليا التي شهدت في 24 ساعة زيادة قياسية في عدد الوفيات الثلاثاء (+168) منذ مساء الاثنين للقيود الصارمة نفسها المطبقة على التنقل والسفر في شمال البلاد منذ نهاية الأسبوع الماضي، على أن تستمر حتى الثالث من أبريل.
والإيطاليون البالغ عددهم 60 مليونا ملزمون “تجنب التنقل” باستثناء للتوجه إلى العمل أو التبضع أو لأسباب طبية. وستبقى ساحة وكاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان مغلقتين حتى الثالث من أبريل.
وباتت إيطاليا أول بلد يعمم تدابير صارمة بهذا الشكل، سعيا لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتزداد إيطاليا عزلة إذ تطلب النمسا من المسافرين القادمين من هذا البلد تقديم إفادة طبية وقد أوقفت رحلات القطار معها، فيما أغلقت سلوفينيا حدودها معها، كما أوقفت إسبانيا وكذلك شركات بريتيش إيرويز وإير فرانس وراين إير وإير كندا الرحلات إلى المدن الإيطالية.
وفي دول أوربية أخرى أعلنت كل من بلجيكا والسويد وألبانيا تسجيل أول حالة وفاة على أراضيها.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيلقي الخميس خطابا إلى الأمة بشأن كورونا إن بلاده تستعد لتسارع انتشار الوباء وقد أصيب أحد وزرائها بالفيروس وكذلك الأمر في بريطانيا.
وبات عدد الإصابات في الولايات المتحدة 1001 مع 28 حالة وفاة بحسب جامعة جونز هوبكينز. وفي إجراء غير مسبوق سينشر الحرس الوطني في نيو روشيل في “منطقة عزل” تمتد على دائرة شعاعها 1.6 كلم داخل المدينة البالغ عدد سكانها 80 ألف نسمة.
في المقابل، باشرت الصين تليين تدابيرها وأكد الرئيس شي جينبينغ أن الوباء بات “تحت السيطرة عمليا”.
ولم تسجل سوى 24 إصابة جديدة في الساعات الـ24 الأخيرة في الصين، في تباطؤ كبير لانتشار الوباء بالمقارنة مع مئات الإصابات الجديدة التي كانت الصين تسجلها يوميا في فبراير.
لكن مع زيادة عدد الحالات الآتية من خارج الصين، أعلنت بلدية بكين أن جميع القادمين من الخارج سيخضعون للحجر الصحي لمدة 14 يوما.
وألغت اليابان حيث أصيب 568 شخصا بالفيروس وتوفي 12 كل المناسبات العامة الرئيسية لإحياء ذكرى تسونامي 2011 الذي خلف نحو 18500 قتيل ومفقود وأدى إلى كارثة فوكوشيما النووية.
وأعلنت إندونيسيا حيث هناك 27 إصابة، عن أول وفاة مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، وهي امرأة أجنبية تبلغ من العمر 53 عاما لم تحدد جنسيتها.
< أ.ف.ب