يحتفي العالم، يوم 21 مارس، بالكلمة الموزونة والمعاني السامية التي تكتسي تعبيرات واستعارات مختلفة، تسرح بالمتلقي في عوالم ما وراء الحروف والكلمات.
واعتمد المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، خلال دورته الثلاثين التي عقدت في باريس عام 1999، ولأول مرة، يوم 21 مارس اليوم العالمي للشعر بهدف دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرصا أكثر لاستخدامها في التعبير.
ويعتبر اليوم العالمي للشعر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية.
ومعلوم أن هذا اليوم أقرته منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (يونيسكو) باقتراح من المغرب الذي بادر في شخص الشاعر الكبير الدكتور محمد بنيس الذي كان يرأس جمعية بيت الشعر، إلى توجيه ملتمس لهذه المنظمة سنة 1998 بدعم ومساندة من طرف الوزير الأول ءانذاك الأستاذ الراحل عبد الرحمان اليوسفي.. ولقي استجابة فورية، وأصبح العالم يحتفي بالشعر والشعراء كل يوم 21 مارس من كل سنة..
وجريا على العادة، ينظم اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر ودار الشعر بمراكش وتطوان والأكاديميات التابعة لوزارة التربية والتعليم والمديريات التابعة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجموعة من التنظيمات الثقافية والجمعوية والشبابية سلسلة من اللقاءات مع الشاعرات والشعراء وقراءات شعرية وتوقيع الدواوين الجديدة وتكريم الشعراء المكرسين.. في مختلف جهات المغرب..
وأصبح اليوم العالمي للشعر بالنسبة للمغاربة فضاء للانتصار للتنوع الثقافي واللغوي الذي تتميز به الشخصية المغربية، حيث يتم الاحنفاء كل سنة بأصوات شعرية من مختلف الأجيال ومختلف اللغات الوطنية من عربية وأمازيغية بلغاتها الثلاث، ودارجة وحسانية.. وكذا لشعراء مغاربة يكتبون بلغات أجنبية..
كما ارتأت بعض التنظيمات سن تقليد توجيه رسالة أو كلمة أو نداء بهذه المناسبة واختيار اسم من الأسماء البارزة في عالم الشعر لصياغة هذا النص كل سنة..
وبهذه المناسبة التي تحتفي بالكلمة الموزونة، وجهت أودري أزولاي المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ رسالة بالمناسبة، أوضحت فيها أن الشعر يصاغ بالكلمات وتُكسيه الصور حلة مزدانة بالألوان، وتضبط أوزانه بما يلزم من مقاييس البحور، ويستمد بذلك قوة لا نظير لها في سائر ضروب الأدب والفن، منوهة إلى أن الشعر شكل ذاتي حميم من أشكال التعبير يفتح الأبواب أمام الآخرين، ويثري الحوار الذي يحفز كل أوجه التقدم البشري، وتصبح الحاجة إلى الشعر ماسة إلى أقصى الحدود في الأوقات التي تتسم فيها الأوضاع بالاضطراب.
وأكدت أزولاي، أن هذا الأمر ينطبق بوجه خاص على الشعوب الأصلية، التي تتعرض لغاتها وثقافاتها لخطر متزايد، ولا سيما من جراء التنمية الصناعية وتغير المناخ ونشوب النزاعات. إذ يؤدي الشعر، من منظور هذه المجتمعات، دورا مهما في الحفاظ على التنوع اللغوي والثقافي، وصون الذاكرة.
وقالت المدير العام لليونسكو: “تقوم اليونسكو اليوم، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، بتسليط الضوء على شعر الشعوب الأصلية، للاحتفاء بدوره الفريد والقوي في التصدي للتهميش والظلم، وفي توحيد الثقافات ببث روح التضامن فيما بينها”.
وأضافت: يحل هذا اليوم في الوقت الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة ببدء العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية، الذي تقوده اليونسكو، لإعادة تأكيد التزام المجتمع الدولي بدعم الشعوب الأصلية في سعيها إلى صون ثقافاتها ومعارفها وحقوقها.