المصدر الأدبي والأسطوري والديني
ـ 1 ـ ـ 1 ـ
عرفتُ في حياتي صفوة رفيعة من المبدعين في شتى مناحي الإبداع والمعرفة، غير أن عوامل ذاتية وموضوعية حالت دون الاقتراب الشخصي الحميم من بعضها. لكن، ورغم بُعد العلاقة ( عربيا وأجنبيا) فإن منجزاتها كانت، فيما يتعلق بي، مصدر متعة وفائدة أدبية وفكرية ، وكان تأثيرها في مسعاي الدائم للمعرفة، ورؤيتي للواقع والوجود شديد الأهمية ، قوي الحضور. في طليعة هذه الصفوة أستحضر، باعتزاز المُقدِّر ، شخصية شعرية وفكرية فريدة، أثرت تأثيراً بالغاً في حركية ثقافتنا الأدبية المعاصرة، الأمر يتعلق هنا والآن بأدونيس( علي أحمد سعيد) صاحب واحدة من أرقى التجارب الشعرية العربية، تلك التي اتسمت بالثراء والتنوع والتميز، وامتدت لأكثر من نصف قرن من المغامرة والتجريب والاحتراق، والذي لم يكن ليتحقق مشروعها الإبداعي لو لم يمتلك صاحبها موهبة فذة وثقافة مدهشة وعمقاً فكرياً بالغ الغنى، ووعياً متميزاً بطبيعة الشعر وقيمته ودوره في الوجود. هو كذلك من أهم المساهمين، بشكل دائم، في تجديد وتطوير القصيدة العربية المعاصرة، وأحد أبرز مؤسسي الحداثة ومفكريها منذ أن ظهرت في التداول العربي، الشعري والنقدي والفكري والسياسي ، والتي يكاد ذكرها يقترن عند كثير من المثقفين والقراء باسمه؛ بالإضافة ، بالطبع ، إلى دوره التنويري باعتباره صاحب مشروع يكاد يكون أتم وأكمل المشروعات الفكرية العربية الحديثة ، حيث اجتهد اجتهاداً فكرياً عالياً ودائباً ومنظماً في خدمة هذا المشروع، فجاءت صياغته بالغة التماسك، وتفسيراته في منتهى الغنى والرحابة، وقد ضمن لهذا المشروع، في معظمه، الريادة والفرادة والاختلاف، رغم ما رصده محبوه وتلاميذه من مآخذ ( وهل ثمة مشروع جريء هائل خلا من مآخذ؟). لقد ظل أدونيس مصدراً للخصب ( مثل اسمه الأسطوري) في الحياة الثقافية العربية، شاعراً، ومُنظراً للشعر قديمه وحديثه، ومفكراً، ومترجماً، منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي إلى اليوم، مثلما بات قادراً، مثل العديد من رموزه، على التجدد والتحول. كل هذه المنجزات بوأته مكانة مرموقة بين المبدعين والمفكرين العرب طيلة هذه المدة، وكانت وراء الاحتفاء به وتكريمه عربيا وأجنبيا ، وإن كنا نعتقد أنه لم يُكرَّم ، لحد الآن، بالقدر الذي يستحقه.
ـ 2 ـتتجلى خصوصية المنجز الشعري الأدونيسي في مجالات عدة، كان أدونيس سباقاً في الكثير منها، إلى سرقة النار الإلهية وإباحتها لغيره من الشعراء، حيث تتمظهر، على سبيل المثال فقط، متونه الشعرية بأشكال مختلفة من التعبير، فنقرأ الموزون بأنماطه المتعددة وتشكيلاته المقفاة، وغير الموزون، ونصغي للموسيقى المحكمة الانسجام والنشاز، والقصيدة المطولة والقصيرة، والبطاقة الشعرية، والتزاوج بين الشعر والنثر، والنص المفتوح، والحواريات، والواقعي إلى جانب الرمزي، والسوريالي المقترب من عالم اللاوعي والتسجيلي. كما تنطوي هذه المدونة الشعرية على قسط بالغ الوفرة من ثمار البشرية وكأن عمرها مئات السنين، مع أنها بنت لحظتها؛ فالإنسانية، في هذا المجال، بأساطيرها وعقائدها وخرافاتها وتاريخها وأحلامها ورموزها، كان لاستدعائها وتوظيفها فنيا الحضور الأوفى في طائفة من نماذجه العليا التي تعتبر من الدرر النادرة في شعرنا المعاصر، والتي شكلت ، في نفس الآن، محطات فاصلة في مسيرة هذا الشعر. كما تتجلى هيمنته على قطاع اللغة، فاللغة في شعر أدونيس ظاهرة بارزة، لعلها من أبرز ظواهر شعره على الإطلاق، ولن يعيي قارئه أن يكتشف جدة ورحابة وثراء معجمه الشعري المنقطع النظير، ويتمثل بعض من هذا في ما أبدع من عوالم مُبهرة من الرؤى والأسرار، وفي طُرق صياغته للجُملة/ الجُمل وفي تشكيلها الفني الرصين والفريد معا، وما صاغ من صور شعرية مدهشة، كما لو أن مفردات هذا المعجم، الذي امتلك زمامه، قد أذعنت له وأسلمته مفاتيح ثرواتها.لقد حتم كل هذا على متلقي النصوص الأدونيسية الاستعانة بكل قواه الإدراكية وتجنيد مخزونه الثقافي عند كل خطوة، لا سيما ونحن نعلم أن شاعرنا قد عمل مع ثلة قليلة من شعرائنا المعاصرين على وضع الشعر في صف المعارف الفكرية والفلسفية التي تستوجب عند القارئ يقظة الوعي والعقل بصورة خاصة. كما لا يغيب عن ذهننا سعي شاعرنا الحثيث منذ ديوانه ( أغاني مهيار الدمشقي) إلى إدارته الظهر لطرائق القول المتداولة عند غيره، ودعوته لقارئه الخاص ليغامر معه بجرأة نحو أصقاع مجهولة من العالم لم يكن الشعر المألوف يجرؤ على ارتيادها، بل استطاع حمل هذا القارئ عبر تيار الرؤيا أو ما يشبهالرؤيا، إلى عوالم واسعة، إلى أقاليم النهار والليل. وقد دأب كذلك، منذ محطته الشعرية الثانية، على تخطي الواقع الموضوعي والمنطقي الذي يعبِّر عنه، عادة ، المألوف من القول، وإقدامه على قلب النِّسب والقيم المتعارف عليها بين الأشياء والأفكار والمفاهيم.
ـ 3 ـ على ضوء ما سلف، يبقى من العسير جداً تقديم أدونيس في هذا الحيز، فالأمر يحتاج إلى أضعاف المساحة المخصصة لهذا التقديم، فمدونته الشعرية، كما سبق، منفتحة على ثقافات كثيرة ولغات ومذاهب فكرية وجمالية مختلفة، وقد تفاعلت مع كل ذلك في تلاقح متكافئ خلاق. ولذا لا يمكننا فتح أبواب العالم الأدونيسي بكل جوانبه الناصعة الخلاقة؛ خاصة وأننا لا ندعي إطلاقا الإحاطة بشعر أدونيس. ولكن، وبما أن التجربة الشعرية لأدونيس قد مرت بمراحل، فإننا لا نخفي انحيازنا إلى أعماله الشعرية التي تنطوي عليها مرحلته الثانية/ الوسطى، وهي التي تضم ، من وجهة نظرنا، طائفة من قصائده الشامخة، والتي تعتبر من أثمن ما كتب ، بل لسنا نبالغ إذا قلنا إنها من أثمن ما كُتب في شعرنا العربي المعاصر كله، بالإضافة ، طبعا ، إلى عمله الشعري الضخم” الكتاب .. أمس المكان الآن” الذي يمثل تتويجاً هائلا لمسيرته الشعرية. إن الطريق إلى عالم أدونيس الشعري مشحون بالرموز والإشارات والرؤى والدلالات والأفكار وشتى الروافد، قديمها وحديثها، ومختلف التقنيات والأساليب،وسوف نوجز هذه العناصر في الإشارة إلى أبرز ملامحها أو جوانب من ملامحها. أولا : توظيف التراث. إن شيوع استدعاء الموروث وتوظيفه توظيفاً فنياً ارتبط بحركة التجديد في شعرنا العربي المعاصر، حيث لم تشع هذه الظاهرة إلا في منجزات شعراء هذه الحركة، وبالتحديد منذ منتصف الخمسينيات من القرن العشرين ، وإن سبقتها إرهاصات مهدت لها في نتاج الآباء الشرعيين لحركة التجديد. من هنا انشغل الشعر المعاصر بمقاربة وتمثل الموروث، العربي والإنساني، والتعبير عبر أشكال توظيفه المختلفة عن وعي جمالي وفكري متعدد، ورؤى حاولت أن تستدعي جملة وفيرة من عناصره بكل معطياتها، وأن تمنحها دلالات متعددة من خلال آليات استدعائها، وتقنيات توظيفها وتعالقهاداخل سياق النص الشعري، وذلك للمساهمة في إغناء وتعميق الخصائص الشعرية لبنية دلالته الكلية. لقد أكدت ظاهرة توظيف التراث ، بمختلف تجلياته، الرغبة الأكيدة في تأصيل الذات المعاصرة لدى شعرائنا، وأمدتهم بزاد إنساني أسهم في إخصاب وإثراء تجاربهم الشعرية، وفتحت ، أمام هذه التجارب، أجواء جمالية جديدة مكنتهم من ارتياد عوالم لم توطأ من قبل. وفي الوقت نفسه كشفت عن العلاقة الحميمة بين الشعراء وتراثهم ودفعت عنهم تهمة الانقطاع عن الجذور. وقد ساهم هذا التوظيف كذلك في إيصال تجربة الشاعر المعاصر إلى المتلقي محمولة على عناصر جمالية تراثية مستوحاة من تراث ذلك المتلقي.واستند في ذلك إلى معادل موضوعي في ذاكرته يسعفه في مغامرة اكتشاف رموز ومدلولات القصيدة مهما كانت الانزياحات الدلالية اللغوية وعناصر القصيدة الجمالية الأخرى مغرقة في تجريبيتها. وباعتبار أدونيس من أكثر شعرائنا المعاصرين ارتباطاً بالتراث العربي بمعناه العميق والأصيل، فقد تفردت المدونة الشعرية لهذا الصائغ الأمهر بظاهرة جذرية لافتة للنظر، تتجلى في عودته إلى شتى الينابيع التراثية بأنواعها التاريخية والأدبية والأسطورية والدينية والصوفية والشعبية ، وتوظيفه لمعطياتها من شخصيات وأحداث وأماكن ونصوص ومعجم ورموز وقوالب فنية ، وقد وفرت له هذه المعطيات غير قليل من الوسائل الفنية الغنية بالطاقات الإيحائية ، وكانت ، حتما ، مسعفة له على التعبير عن مواقفه ورؤاه. وهذا الجانب عند شاعرنا يدل دلالة واضحة على اطلاعه العميق والرحب على التراث بكل تجلياته، وقدرته العالية على استغلال عناصره ومعطياته التي منحت قصيدته/ قصائده فضاء شعرياً واسعاً وغنياً بالدلالات والإشارات. ولم يقتصر شاعرنا على تراثه بمعناه الشامل الذي نشأ على الأرض العربية منذ القديم، بل انفتح على نظيره الغربي في مجاله الحديث. وفي هذا الإطار يمكن تصنيف أهم المصادر التي اعتمدها أدونيس في أهم دواوينه ، وهي كالآتي:
1 – المصدر الأدبي:لقد حظي هذا المصدر بمساحة رحبة في مدونة أدونيس، يتجلى ذلك، على سبيل المثال، في هذا الحضور الكثيف للشخصيات الإبداعية التراثية التي سعى لاستحضارها من شتى العصور، تلك التي خاضت مع الكلمة تجارب متنوعة ومتمايزة، وقد خضعت عند شاعرنا لمستويات من الوعي والتشكيل الفني، ومن أشهر تلك الشخصيات: امرؤ القيس ـ الشنفرى ـ عروة بن الورد ـ طرفة بن العبد ـ المهلهل ـ النابغة الذبياني ـ سحيم عبد بني الحسحاس ـ تأبط شرا ـ لبيد بن ربيعة ـ تميم بن مقبل ـ عمرو بن براقة الهمداني ـ بشار بن برد ـ عنترة بن شداد ـ عبيد بن الأبرص الأسدي ـ الأعشى الكبير ـ عمرو بن قميئة ـ الأفوه الأودي ـ قيس بن الخطيم ـ المرقش الأكبر ـ بشر بن أبي خازمالأسدي ـ دويد بن زيد الحميري ـ عبد الله بن عجلان النهدي ـ المنخل اليشكري ـ السموأل ـ الحارث بن حلزة اليشكري ـ جميل بثينة ـ قيس المجنون ـ عمر بن أبي ربيعة ـ الأخطل ـ عبيد بن أيوب العنبري ـ العرجي ـ ذو الرمة ـ وضاح اليمن ـ يزيد بن الطثرية ـ أبو نواس ـ أبو تمام ـ المتنبي ـ المعري ـ الأحيمر السعدي ـ أعشى همذان ـ قيس بن ذريح ـ توبة بن الحمير ـ أبو دعبل الجمحي ـ عروة بن حزام ـ كثير عزة ـ الفرزدق ـ طويس بن الوليد بن يزيد ـ شهاب التغلبي ـ عوف بن الأحوص ـ الأخنس بن شهاب التغلبي ـ أبو دؤاد الإيادي ـ عبد يغوث الحارثي ـ الأسود النهشلي ـ لقيط بن يعمر الإيادي ….وهذه بعض عناوين قصائده التي وظفت هذه الشخصيات: • المعري: مرآة لأبي العلاء ( مرايا للممثل المستور). • أبو نواس: مرثية أبي نواس. • المتنبي: دليل الشاعر في منجزه الضخم ( الكتاب ) بأجزائه الثلاثة.
2 –المصدر الأسطوري: للأسطورة جاذبية خاصة، لأنها تصل بين الإنسان والطبيعة وحركة الفصول وتناوب الخصب والجدب فتكفل بذلك نوعاً من الشعور بالاستمرار، كما تعين على تصور واضح لحركة التطور في الحياة الإنسانية. وقد ذهب الشاعر المعاصر، في توق محموم، يبحث عن الأسطورة لا يعنيه أن تكون بابلية ( عشتار وتموز) أو مصرية ( إيزيسوأوزيريس ) أو فينيقية ( أدونيس/ فينيق) أو يونانية ( أورفيوس / بروميثيوس) أو مسيحية (المسيح / يوحنا المعمدان ) أو جاهلية ( زرقاء اليمامة / اللات) أو إسلامية (قصة الخضر / حديث الإسراء / المهدي المنتظر)، بل اتخذ من كل ذلك رموزاً لشعره، حيث عمد إلى صياغة تصوراته الإنسانية والوجودية من خلال الأسطورة بوصفها منظومة رموز، وقد جعل مراميه تتداخل مع المرامي التي تتضمنها الرموز الأسطورية، بما يمكن أن نستعير له وصف الولادة الثانية للأسطورة ، فالشاعر المعاصر اكتشف ما للأسطورة من لغة رمزية جعل لهذه الرموز طاقات أخرى من خلال التركيز على معانيه هو ورؤاه الخاصة ، وهناك جانب آخر اجتذب الشاعر العربي المعاصر إلى الأسطورة ويتعلق الأمر بعنصر الصراع فيها، فأعطى من خلاله أبعاداً أخرى للصراع الذي يعيشه الإنسان في عصره. كما لا يغيب عن ذهننا هنا ما للأسطورة من شكل فني ووظيفة جمالية لما تنطوي عليه من عناصر درامية ( مكونات السرد الأسطوري ـ الشخصية الأسطورية ـ أنواع الشخصية وتعددهاـ المكان الأسطوري ـ الحدث الأسطوري بأنساقه ـ الحوار القصصي: الخارجي/ الداخلي …) .وقد شكلت الأسطورة عنصراً مهماً في مدونة شاعرنا أدونيس، حيث ظهرت عبر مراحل تطوره الشعري في أشكال كثيرة ومتعددة، بدءا من قصيدته المتميزة ” البعث والرماد” ( عام 1957) بديوانه الثاني ( أوراق في الريح) الذي وظف فيه الأساطير ( الفينيق ـ قدموس ـ الطوفان ـ تموز ـ عشتار) ، مع الإشارة هنا إلى ظهور الأسطورة على مستوى الإشارة فقط منذ ديوانه الأول (قصائد أولى) من خلال ذكره لأسطورتي ( الطوفان ـ عشتار) . لكن النقلة النوعية في توظيفه للأسطورة باعتبارها عنصرا بنائياً فعلياً في القصيدة لديه فتمت بدءاً من ديوانه الثالث (أغاني مهيار الدمشقي) الذي كان ولا يزال بالنسبة إلى الكثيرين من نقاد الأدب ودراسيه من أبدع الأعمال الشعرية العربية المعاصرة ، بل يعتبره البعض الإنتاج الشعري الذي كتب شهادة الميلاد الحقيقية للشاعر. وسنكتفي هنا بذكر أهم الرموز الأسطورية التي وظفها الشاعر والتي سلك في استخدامه لها عدة أساليب وطرائق 🙁 تموز / بعل ـ عشتار –الفينيق ـ سيزيف ـ نرسيس ـ بروميثيوس ـ أوديس / أوليس ـ أورفيوس ـ أدونيس ـ إيزيس ـ أوزيريس ـ نيفرتيتي ـ أفروديت ـ إنانَّا ـ جلجامش ـ إنكيدو ـ الطوفان/ نوح ـ إيكار ـ أريان ـ الكينوس ـ قدموس ـ جديس ـ أوديب ـ أبو الهول والسرينات ـ برسفون ـ بنيلوب ـ أبولو ـ تنتالوس ـ سيروس ـ ميدوزا ـ أطلس ـ هرقل ـ زيوس ـ سافو ـ فاوست ـ هيلين ـ المسيح ـ مهيار … .وقد حضرت بعض هذه الأساطير في القصائد التالية: الفينيق : البعث والرماد. نوح : نوح الجديد.أدونيس: فصل الحجر.أورفيوس: الرأس والنهر. أوديس: أبحث عن أوديس. سيزيف: إلى سيزيف. الطوفان: يحمل في عينيه. 3 –المصدر الديني:لقد وجد أدونيس في الموروث الديني مجالاً خصباً لتوظيفه فنياً في منجزه الشعري، وقد تنوعت مصادر هذا الموروث لديه من توراة وإنجيل وقرآن وسواها من المعتقدات الأخرى مما يؤكد علاقته الوثيقة بهذه المصادر، وقد عمد إلى استحضار العديد من نصوصها وشخوصها ورموزها، فكان يلجأ إلى التحوير والتغيير في النص أو القصة أو الأقوال التي يستخدمها ، أو يضعها في سياق شعري جديد مغاير للسياق الأصلي التي وردت فيه ، وذلك بتحميلها دلالات معاصرة مفارقة لدلالاتها القديمة، إلى غير ذلك من صور التوظيف المختلفة، وذلك بقصد التعبير عن أفكاره ورؤاه ومشاعره.ونمثل لبعض ما أشرنا إليه بما يلي:* الشخصيات الدينية: موسى بن عمران ـ المسيح/ عيسى ـ نوح ـ إبراهيم ـ آدم ـ هود ـ الحسين بن علي ـ عائشة ـ الخضر ـ علي بن أبي طالب ـ عمر بن الخطاب ـ هاجر ـ الحسن / الحسين ـ زيد بن علي ( زين العابدين) ـ إسماعيل بن إبراهيم ـ إسماعيل بن جعفر بن محمد الصادق ـ راعية سليمان ـ جبريل … * قصص دينية: النبي نوح والطوفان ـ النبي إبراهيم ـ ثمود ـ مريم ـ سليمان والهدهد ـ موسى ـ هابيل وقابيل ـ حادثة الإسراء والمعراج ـ إرم ذات العماد ـ يوسف وامرأة العزيز … * إحالات وتصديرات: الإحالة على آيات قرآنية ـ التصدير بآيات قرآنية ـ محاكاة وتعالق مع آيات قرآنية ـ أحاديث نبوية ـ الإحالة على (سفر التكوين ـ سفر الخروج ـ سفر المزامير ـ نشيد الإنشاد ـ سفر الأمثال) ـ استحضار عناوين سور قرآنية ـ أقوال بعض الصحابة. وهذه بعض عناوين قصائده التي وظفت بعض العناصر الدينية: قصة مريم : فصل المواقف. زيد بن علي ( زين العابدين): مرآة لزيد بن علي. نــوح : نوح الجديد .الإسراء والمعراج : السماء الثامنة (رحيل في مدائن الغزالي). آدم : آدم. جبريل: الكتاب (1) . ( أمس المكان الآن).
> بقلم: حسن الغُرفي