في حوار مع الفنان التشكيلي رشيد باخوز:رهاني الأول هو ترجمة البعد الشكلي للحرف بعيدا عن كل قالب معياري

تحت شعار « شطحات الحرف «، يحتضن رواق باب الكبير ) الأوداية – الرباط (، إلى غاية 24 أكتوبر الجاري، معرضا للأعمال الإبداعية للفنان رشيد باخوز المشهود له بالموهبة الواعدة. يُنظم المعرض بدعم من وزارة الثقافة، وقد مرت وقائع افتتاحه في أجواء يملؤها الدفء والحميمية، بفعل التجاوب الفعال الذي أبان عنه المولعون بالفن و ومتتبعو مستجداته  الذين أعربوا عن إعجابهم بالجودة التي طبعت الأعمال المعروضة والجو العام الذي خيم على حفل الافتتاح.
المعروف عن رشيد باخوز أنه يبدع دون توقف أو تعب، يكد لعرض أعماله الإبداعية في تراكيب لونية و شذرية تفوق في تأويلها بشكل رصين. يكشف لنا مسلكه التشكيلي عن صفاء العلامات الغرافيكية في حالتها الخام، باعتبارها خزانا  بصريا لا ينضب.
ينبغي التذكير بأن رشيد باخوز يمارس فن الرسم والصباغة منذ طفولته الأولى، وله اليوم في رصيده الفني العديد من المعارض والمشاركات داخل المغرب وخارجه.

> ما هي القيمة المضافة لمعرضك الفردي الأول؟
< أولا، أنا سعيد جدا بالحضور الفعلي للفنان التشكيلي أحمد بن يسف الذي أتى خصيصا من اشبيلية لتتبع وقائع حفل افتتاح معرضي الفردي والذي حفزني على المُضي قدما في مشواري كفنان باحث… كما أود توجيه الشكر الحار  للفنانة التشكيلية ربيعة الشاهد، التي واكبت ودعمت بشكل فعال هذه التجربة. كما أُحيي ممثلي وزارة الثقافة لمشاركتهم ومصاحبتهم لهذا المعرض المُهدى للفن الصباغي في تنوعه وتعدده.
اغتنم هذه المناسبة أيضا لتوجيه الشكر للفنان الكوريغرافي و التشكيلي كريم عطار الذي اشتغل معي لتجسيد رؤيتي الفنية في شكل عرض تعبيري) منجزة) على إيقاع نصوص الشاعر الكبير محمود درويش ومقامات الموسيقى الروحية، محاورا عالمي البصري متعدد السجلات : المنشآت، التركيبات واللوحات الفنية.
> ما هو الرهان النوعي لهذا المعرض الذي اخترت له عنوان ” شطحات الحرف ” ؟
< يساهم هذا المعرض في الإفصاح عن خوالجنا وهواجسنا.  فانا أحاول من خلال أعمالي التشكيلية إبراز المعالم الإيحائية للحرف بمختلف مرجعياته الحضارية والثقافية.. إن ما يشغلني هو البناءالتركيبي المغاير وكذا الطابع الانسيابي للتيمة التي أشتغل عليها.
في ضوء هذه التجربة الإبداعية ،قاربت    البعد الشذري للحرف من خلال معالجة صباغية ترتكز علي ثنائية الظل والضوء، الكثافة والشفافية، والفراغ والامتلاء .
> كيف يحضر البناء الحروفي في أعمالك التشكيلية ؟
< أنا منشغل، في مساري الفني،  بصياغة  تركيبات صباغية ديناميكية عن طريق معالجة لونية اقترنت ببحث عميق حول قيم العمق والشفافية والتضاد .
أشتغل  على  االأجواء الغنائية  للحرف، دون تمييز بين روافده وأصوله، حيث تضفي االشذرات  اللونية بعدا حركيا على وحداتها البصرية وتركيباتها الخارجة عن المألوف، محافظا على التوازن والتناسق بين الشكل واللون.
 يتعلق الأمر ببحث معمق في مدارات المادة والفضاء واللمسة،  مما يدعو إلى تأمل جوهر الصباغة الإيحائية .  يقدم منجزي  البصري الفعل الصباغي كتأويل ذاتي للحرف االمنذور للرؤية  لا للمقروئية: ليس المنجز  هو الموضوع، بل طريقة معالجة  الموضوع. فأنا اسعي إلى سبك لغة تشكيلية مستمدة من التجريدية الجديدة التي توازي  بين الترميز والتشذير. كل عنصر بصري مُدرك في أبسط تفاصيله التحليلية و التركيبية معا.
  تتطلع أعمالي التشكيلية إلى أن تكون إحساسا عميقا  باللحظة . من خلال الفعل الصباغي، أستبطن تركيباتي مرتكزا على التمكن من التقنيات و التلوينات في تعبيراتها الموحية.
على غرار  الفنانين  الحداثيين أمثال المهندسة المعمارية الأنجلو – عراقية زها حديد،  أحاول التقاط الجمال الباطني للأشكال التركيبية، ساعيا إلى تجاوز كل نزعة  أيقونية أو زخرفية. يظل رهاني الأول هو ترجمة البعد الشكلي للحرف بعيدا عن كل قالب معياري.

أجرى الحوار/منصف عبد الحق

Related posts

Top