في زمن الجائحة، لم يتوان يونس العلوي، وهو خبير قضائي محلف في لغة الإشارة، في الانخراط تطوعا، خلال فترة الحجر الصحي، للتواصل مع المغاربة الصم داخل أرض الوطن وخارجه وإطلاعهم، عن بعد وبلغة الإشارة، على آخر مستجدات “كوفيد-19” والتطورات الاجتماعية اليومية المرتبطة بالوباء.
ولم يكتف يونس، وهو أيضا عضو جمعية حماية ورعاية الصم بأكادير، على إطلاع الصم على مستجدات “فيروس كورونا”، من حيث طرق الوقاية أو الاستشفاء، بل يشمل التواصل التدابير المتخذة على الصعيدين الوطني والدولي من أجل التصدي لهذا الفيروس، خاصة المساهمات المتعلقة ب “الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا”، الذي تم إحداثه تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا الإعلانات الخاصة بالدعم المالي للدولة الموجه لمساعدة الأسر التي تضررت من هذه الجائحة.
وبمشاعر داعمة لهذه الفئة الاجتماعية، قال يونس العلوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لم يكن الأمر هينا أن أقف مكتوف الأيدي، والوباء يجتاح العالم، والظرف صعب، دون أن أطلع هذه الفئة من المجتمع، داخل أرض الوطن وخارجه، على هذا الوباء وسبل الوقاية منه، وكذا آخر المستجدات الوطنية والدولية المرتبطة بالوباء”.
وباستعانته بالمعطيات والأخبار الرسمية المتعلقة بالوباء، أبرز يونس أن مبادرته هاته لقيت استحسانا واسعا ، وتجاوبا كبيرا من لدن فئة الصم داخل أرض الوطن وخارجه، مشيرا إلى أنه يعمل على تحيين المعطيات المتعلقة بالوباء وينقلها إشارة وصورة لحظة بلحظة، مستعينا في ذلك أيضا بإبنه ريان العلوي، الذي يحسن كأبناء جيله استخدام المعدات والوسائط التقنية، والذي يقف وراء الكاميرا وكأنه مخرج سينمائي.
وأضاف أنه يجيب عن تساؤلات واستفسارات الصم من خلال رسائل فيديو يتوصل بها يوميا من مختلف أنحاء المملكة، مشيرا إلى أنه بمجرد تسجيله لأي فيديو يتعلق بالموضوع ونشره بموقع “جمعية حماية ورعاية الصم بأكادير”، أو على حسابه بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، يتوصل يوميا من الأشخاص الصم بعشرات الأسئلة والاستفسارات المصورة على شكل فيديو حول المعطيات التي نشرها، والتي من بينها، طرق المساهمة في الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا، والاستفادة من الدعم المخصص للمتضررين وغيرها من المعطيات…
وبخصوص خبرته وتجربته في مجال التواصل مع الصم، أوضح يونس العلوي أن فضوله دفعه إلى الالتحاق سنة 2000 بجمعية حماية ورعاية الصم بأكادير، التي أسسها سنة 1994 الراحل محمد الواغلي، وهو شخص أصم، بهدف تدريس لغة الإشارة لفائدة الصم، مشيرا إلى أنه بدأ مساره في الجمعية بتعلم لغة الإشارة في الوقت الذي كان يقدم فيه دروسا في فن التصوير لفائدة الصم، ثم درسهم، بعد تمكنه من لغة الإشارة، وبحكم تكوينه الجامعي (الإجازة في الجغرافيا)، جغرافية المغرب، والتربية الإسلامية، واللغة العربية…
وأضاف أن حبه لهذه الشريحة الاجتماعية، آثر يونس العلوي، رغم الصعوبات التي وجدها في بداية مساره بالجمعية، مواصلة تكوينه في لغة الإشارة، حتى حصل على عدة شواهد تكوينية في لغة الإشارة بالمغرب وبلجيكا. ليصبح رئيسا للجمعية خلال الفترة ما بين 2014 و 2019، وفاعلا في عدد من الملتقيات على المستوى الدولي في لغة الإشارة، وفي سنة 2017 حصل على الوثائق الرسمية التي خولته لأن يكون خبيرا محلفا في لغة الإشارة لدى المحاكم المغربية.
في زمن كورونا.. يونس العلوي يطلع الصم على آخر المستجدات والتطورات المرتبطة بالوباء
الوسوم