أشاد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بالرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الاثنين 29 نونبر 2021، إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأكد نبيل بنعبد الله في كلمته بمناسبة تنظيم سفارة دولة فلسطين لدى المملكة المغربية مهرجانا خطابيا، لتخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، (أكد) أن الرسالة “تبرهن على ثباتِ موقف المغرب، مَلِكاً وحكومةً وشعباً، في الالتزام بالدفاع عن قضية فلسطين، وعن القدس الشريف، دفاعاً مبدئيا وعمليا في نفس الوقت”، مشددا بأن حزب التقدم والاشتراكية على يقين بأن “المغرب سيظل دائما رافعا لراية فلسطين مستغلا في ذلك بشكل ذكي وهادف ما تتيحه الظروف الجديدة التي تميز علاقات بلادنا بالمنطقة”.
وعبر بنعبد الله، باسم حزب التقدم والاشتراكية عن الإدانة الشديدة “لسياسة الاستيطان ومحاولات ضَــمِّ أراضٍ فلسطينية، وللعدوان المتكرر والعنصري الذي تشنه، في كل مرة، قواتُ الاحتلال الصهيوني الغاشم على الأماكن المقدسة في فلسطين الشقيقة، ومحاولات تهويدها وطمس معالمها الحضارية. كما نعلن من جديد عن إدانتنا للاعتداءات على غزة المحاصرة، ولعمليات الاغتيال الإرهابية التي يقترفها المُحتل الصهيوني المتغطرس، في انتهاكٍ صارخ لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية”. وفيما يلي النص الكامل للمداخلة:
“معالي السيد سفير دولة فلسطين الشقيقة، الأخ العزيز جمال الشوبكي؛
الإخوة الأعزاء السفراء؛
الإخوة الأعزاء في الأحزاب الوطنية؛
الأخ العزيز رئيس الجمعية المغربية لدعم كفاح الشعب الفلسطيني؛
الأخوات والإخوة والأصدقاء الأعزاء؛
أحمل إليكم، بدايةً، تحيةَ حزب التقدم والاشتراكية بكافة مناضلاته ومناضليه، وتأكيداً لا يَــــلِــينُ ولا يَــتَــبَدَّلُ على التضامن المُطلق واللامشروط مع الشعب الفلسطيني الرائع في المعركة من أجل انتزاع حقوقه المشروعة والمهضومة.
هذه، ولا شك، لحظةٌ ذاتَ رمزيةٍ ودلالاتٍ عميقة، حيث نلتقي هنا والآن، لنُجَدِّدَ العهد والوفاء والالتزام إزاء فلسطين الحبيبة وتُجاهَ الشعب الفلسطيني الصامد البطل.
والجميلُ، وسط كل الأحزان والنوائب والمظالم التي يتعرض لها إخوانُنا في القدس وغيره من الأراضي الفلسطينية المُغتصَبة، هو أنه كما نلتئم نحنُ اليوم في الرباط، هناك في الحين ذاته، بكافة ربوع المعمور، ضمائرُ لا تزالُ حَــيَّــةً وأحرارٌ صادقون ومُناضلون أوفياء، من جميع الأصقاع والأديان والثقافات واللغات والألوان، لا يَكُفُّونَ عن الإيمان بعدالة القضية وحقوق الشعب الفلسطيني، ولا يَدَّخِرُونَ جُــهداً في سبيل الانتصار للعدل والكفاح من أجل إقراره على الأرض… أرضِ فلسطين الطاهرة.
في هذا السياق، لا بد من الإشادة بالرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يومه الاثنين 29 نونبر 2021، إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وهي الرسالة التي تبرهن على ثباتِ موقف المغرب، مَـــلِــكاً وحكومةً وشعباً، في الالتزام بالدفاع عن قضية فلسطين، وعن القدس الشريف، دفاعاً مبدئيا وعمليا في نفس الوقت، ولنا اليقين في حزب التقدم والاشتراكية أن المغرب سيظل دائما رافعا لراية فلسطين مستغلا في ذلك بشكل ذكي وهادف ما تتيحه الظروف الجديدة التي تميز علاقات بلادنا بالمنطقة.
نعم، إنه إذن يوم للتضامن، بكل تأكيد، ولكنه أيضاً، يومٌ للذكرى، ولتذكير المجتمع الدولي، بالجراح التي تسبب فيها قرارُ التقسيم الظالم على مدى عقودٍ من الزمن بالنسبة لشعبٍ مظلوم وأعزل، وبحقيقة أنَّ قضية فلسطين لم تُحَــلَّ بَـــعــدُ، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بَعْدُ على حقوقه غير القابلة للتصرف، ولاسيما منها الحق في الحماية الدولية من بطش وغطرسة الصهيونية، والحق في تقرير مصيره؛ والحق في السيادة، وبناء دولته الوطنية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف؛ وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها قسراً وقهراً وظلماً وعدواناً.
الأخوات والإخوة الأعزاء؛
بكل تأكيد، تحلُّ هذا العام ذكرى الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في سياق دولي يسود فيه الانشغالُ تماماً، أو يكاد، بمحاولات تجاوز الجميع لجائحة كوفيد 19 والتعافي من تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسياسية. وتحل أيضاً في ظل تسارع الأحداث عالميا في اتجاه التموقع على مستوى مراكز القوة والنفوذ. إلى جانب وضعٍ عربي يُعاني التشرذم، وانشغال غالبية البلدان بقضاياها الداخلية. وقد أثَّـــرَ ويُــؤثِّـــرُ كل ذلك، لا محالة، على واقع القضية الفلسطينية، في تهديدٍ جِدِّي بتقويض مكاسبها. ومن هنا الأهمية القصوى لإحياء واستنهاض عمليات التعبئة والدعم والاحتضان الشعبي، من أجل الوقوف القوي ضد المساعي المشؤومة لتصفية القضية الفلسطينية تحت مُسَمَّــياتٍ ومخططاتٍ تتباينُ من حقبة لأخرى، إنما عمقها واحد ومغزاها وحيد هو محاولة إقبار الحقوق الفلسطينية.
ثم إنها مناسبة أيضاً، لكي نعبر، في حزب التقدم والاشتراكية، عن إدانتنا الشديدة، لسياسة الاستيطان ومحاولات ضَــمِّ أراضٍ فلسطينية، وللعدوان المتكرر والعنصري الذي تشنه، في كل مرة، قواتُ الاحتلال الصهيوني الغاشم على الأماكن المقدسة في فلسطين الشقيقة، ومحاولات تهويدها وطمس معالمها الحضارية. كما نعلن من جديد عن إدانتنا للاعتداءات على غزة المحاصرة، ولعمليات الاغتيال الإرهابية التي يقترفها المُحتل الصهيوني المتغطرس، في انتهاكٍ صارخ لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية.
ومن المؤسف جدا، والمُثير للاستنكار، أن تجد التوجهاتُ المتطرفة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي سنداً وتشجيعاً لها، وتواطؤاً مفضوحاً معها، من خلال توفير الحماية من المتابعة القانونية والعقاب الجنائي المتناسب مع هَــوْلِ الجرائم المُرتكبة، أو من خلال الصمت المبارِك من قِبَلِ عددٍ من القوى العالمية “الكبرى”، وتواطُــؤ وسائل الإعلام التابعة للإمبريالية. وهو ما من شأنه جَـــرُّ المنطقة إلى المزيد من العنف والاضطراب وتهديد الأمن والسلم الدوليين، طالما أنَّ للقضية الفلسطينية وتطوراتِها صدىً في كل شِــبْــرٍ من عالمنا.
الأخوات والإخوة الأعزاء؛
إن حزب التقدم والاشتراكية، انطلاقاً من مبادئه التحررية والتزامه بالقضايا العادلة للشعوب، وإيماناً راسخاً منه بأن القضية الفلسطينية هي بمثابة قضية وطنية لنا جميعاً كمغاربة، ليجدد اليوم، بعزمٍ وتصميم، تضامنه مع الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل تحقيق كافة حقوقه الثابتة والمشروعة، ومن أجل حريته وكرامته وسيادته الوطنية.
ولنا اليقين التام في أنَّ القضية الفلسطينية يستحيل النجاح في تصفيتها، ما دامت يقظتنا الجماعية متواصلة وضمائرنا حية وتعبئتنا مستمرة. وعلى الجميع إدراكُ أنَّ الغطرسة الصهيونية لا تزيد الشعب الفلسطيني سوى إصرارًا وصمودًا وتمسكا بأرضه وحقوقه.
وعليه، فلا بديل اليوم عن إيجاد أفق سياسي حقيقي، والعودة إلى طاولة مفاوضاتٍ سياسية جدية وحقيقية ومُنصفة، تُــفضِــي إلى إقرار كافة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. وهو ما يقتضي من إسرائيل إيقاف سياسات التنكيل والقمع والتقتيل إزاء الشعب الفلسطيني المقاوِم، والعدول عن تعنتها وجبروتها وغطرستها وانتهاكاتها المُدانة، والتخلي عن سياسات الاستيطان والضم، والتَّحَـــوُّلَ إلى دولة عادية تحترم المشروعية الدولية وتتقيد بالقانون الدولي، بما يتيح إمكانية فتح آفاق جديدة لِـــيَــعُــمَّ المنطقةَ السلمُ والتعايشُ والاستقرارُ والنماء والازدهار، في كنف انفتاحٍ مُـــبَـــرَّرٍ ومَبْنِي على أسسٍ صلبة ومُستدامة تتقبلها الأجيالُ الحالية واللاحقة.
الأخوات والإخوة الأعزاء؛
في الأخير، إن قوة تعبيرنا عن الأمل والتفاؤل، وصلابة عزمنا على مواصلة الكفاح من أجل فلسطين ودعمها، لا يضاهيهما سوى حرارةُ وصدقُ مناشدتنا كافةَ القوى السياسية الفلسطينية المناضلة إلى تسريع استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، والتحلي باليقظة المطلوبة، وتمتين الجبهة الداخلية، من أجل قطع الطريق أمام محاولات الصهيونية خلط الأوراق واللعب على حبل الخلافات غير المُجدية.
ومن سار على الدرب وصل وإنها لا ثورة حتى النصر.
والسلام عليكم ورحمة الله”.