أكد محمد نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والأشتراكية، أن الحل النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، في إطار الأمم المتحدة، وعلى أساس مقترح الحكم الذاتي الذي يحظى بالمصداقية لدى المنتظم الدولي، بات يكتسي ضرورة ملحة.
ودعا نبيل بنعبدالله، في كلمته أمام قمة الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب دول العالم، يوم 6 يوليوز 2021، إلى صحوة جديدة للضمير العالمي دعما للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة.
كما دعا بنعبدالله الأحزاب المشاركة في القمة إلى الاجتهاد من أجل إقرار قواعد العدل والمسؤولية في العلاقات الدولية، مؤكدا أن التضامن والتعاون والتكامل تظل مفاتيح أساسية للعبور الجماعي نحو غد أفضل للإنسانية.
فيما يلي النص الكاملة لكلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية.
فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، الرفيق شي جينبينغ؛
الرفاق الأعزاء في قيادة الحزب الشيوعي الصيني؛
السيدات والسادة، ممثلو الأحزاب المُشاركة في قمة الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب دول العالم، تحت شعار “من أجل رفاهية الشعب: مسؤولية الأحزاب السياسية”.
تحيةً طيبة، إليكم جميعا، من حزب التقدم الاشتراكية المغربي. وهنيئا للحزب الشيوعي الصيني بذكراه المئوية.
وهي مناسبة لكي نعبر عن تقديرنا لما حققه هذا الحزب الصديق من نجاح جعل الأمة الصينية تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية، وتتبوأ مكانة بارزة على الساحة الدولية.
أيها الأصدقاء؛
لا شك في أن عالمنا يمر، اليوم، بمتغيرات متسارعة، ويواجه تحديات متعاظمة. ولكنه في نفس الوقت هو عالَم ينطوي على فرص جديدة، على أساس أن نجد السـبـل المشتركة من أجل جعل المخاطر والأزمات والمعضلات بمثابة تحفيز للبشرية على إبداع حلول وابتكار مقاربات تكون في خدمة سعادة الأفراد ورفاهية الشعوب.
ولأننا مؤمنون بأن للبشرية مصيراً مُشتركاً، وبأن ازدهار الشعوب مُترابط، فإن الحاجة ماسة إلى بناء عالَمٍ يسوده التضامن والتعاون والتكامل، تنبني فيه العلاقات على قيم التفاهم والتسامح والإنصاف والحوار والاحترام المتبادل، وتتأسس فيه السياساتُ على مبادئ السلام والديموقراطية والحرية، وتتناغمُ فيه تصوراتُ التنمية، وتتعايشُ فيه الحضاراتُ والثقافاتُ.
تلكم هي إحدى المفاتيح الأساس للعبور الجماعي نحو غد أفضل للإنسانية بالنسبة لكافة شعوب كوكبنا الأزرق.
الإخوة والرفاق والأصدقاء؛
لكل شعوبنا وأوطاننا نجاحاتُها ومشاكلُها. وجاءت جائحة كوفيد 19 لـتبرز دروساً وتفرز أولويات. ولذلك نعتقد أن أحزابنا مدعوة للاجتهاد من أجل إقرار قواعد العدل والمسؤولية في العلاقات الدولية، وفق المقاصد الأصيلة لميثاق الأمم المتحدة، وطبقاً للقانون الإنساني. وفي مقدمة ذلك دعمُ البلدان الفقيرة ومواكبة طموحها المشروع نحو التقدم، والسعي نحو إقرار عولمة بديلة تكون في خدمة الإنسان ورفاهية الشعوب.
كما أن الوقت قد حان من أجل جعل الإنسان في قلب العمليات التنموية، لا سيما من خلال تثمين العِــلم والتكنولوجيا، والارتقاء بالقطاع الصحي، وتأهيل الأفراد، وجعل البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي ومواجهة التغيرات المناخية في صدارة الاهتمام.
أيضاً فإن أحزابنا مطالبة بتعميق التفكير وتبادل التجارب من أجل الاستلهام الخاص لما يتعين القيام به في سبيل محاربة الفقر، وضمان الشغل والكرامة، وفي سبيل إقرار العدالة الاجتماعية والمجالية، والعدالة بين الأجيال كذلك.
أصدقاءنا الأعزاء؛
تلكم بعض من طموحاتنا في حزب التقدم والاشتراكية، والتي أسعدنا كوننا نتقاسمها معكم، وسيسعدنا أكثر السعي المُشترك لكي نُجسدها، معاً، على أرض الواقع. ولكي ننجح في ذلك علينا أن لا نتجاهل أبداً أن عدداً من مناطق وشعوب عالمنا تعيش تحت وقع الحروب، وتحت وطأة الظلم، كما هو الشأن بالنسبة للشعب الفلسطيني. حيث نعتقد أن المطلوب، اليوم، هو صحوة جديدةٌ للضمير العالمي دعماً للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، على أساس مفاوضات جدية وحقيقية.
ولن تمر هذه المناسبة الهامة دون أن نُثير الضرورة الملحة التي بات يكتسيها الحل النهائي، في إطار الأمم المتحدة، للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وذلك على أساس مقترح الحكم الذاتي الذي يحظى بالمصداقية لدى المنتظم الدولي.
إن الطي النهائي لهذا الملف لا يستمد ضرورته فقط من زاوية تثبيت حق المغرب في تثبيت وحدته الترابية، ولكن، أيضا، من حيث كونه سيساهم، لا محالة في توطيد السلم العالمي عموما، والأمن في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، على وجه الخصوص.
وفي الختام، تقبلوا، السيدات والسادة، خالص تحياتي، نيابة عن كافة مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية المغربي.