في لقاء تواصلي عمومي بمدينة الريش وآخر تنظيمي بمدينة تنغير

قالت شرفات أفيلال الوزيرة السابقة، عضوة الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية “إن ” ما يهدد البلاد بشكل خاص، هو الفراغ الذي تشهده الساحة السياسية، وجمود النخبة السياسية”.
وأكدت شرفات أفيلال، في كلمة لها، خلال ترؤسها اللقاء التواصلي العمومي الذي ترأسته، أول أمس الأحد، بمدينة الريش، إلى جانب عضوي الديوان السياسي للحزب سعودي العمالكي ونادية التهامي، على ضرورة استرجاع الثقة من طرف أحزاب سياسية قوية قادرة على تحقيق التقدم المجتمعي وبلورة نموذج تنموي جديد.
وأوضحت القيادية في حزب التقدم والاشتراكية أن جميع الفاعلين السياسيين أجمعوا على أن النموذج التنموي الحالي، بلغ مداه، واستنفد مهامه، وبالتالي تضيف المتحدثة، أصبحت الحاجة ماسة إلى بلورة البديل التنموي من أجل الخروج من الوضع المتدهور الذي يطبع مختلف القطاعات الاجتماعية التعليم والصحة وتنامي ظاهرة البطالة، وارتفاع الشعور باليأس، بالنظر إلى غياب خطاب محفز على الأمل، داعية إلى اتخاذ كل التدابير والإصلاحات الضرورية للخروج من وضعية الأزمة.
وأفادت شرفات أفيلال، أن حزب التقدم والاشتراكية، انطلاقا من الجامعة السنوي التي نظمها خلال الشهر الجاري، شرع في بلورة منظور للجديد للنموذج التنموي، وفق رؤية حزب التقدم والاشتراكية القائمة على رؤية سياسية واضحة تتوخى تحقيق التقدم المجتمعي، مشيرة إلى أن أي نموذج اقتصادي عليه أن يعمل على حل المشاكل الحقيقية التي يعرفها المجتمع سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو بيئية أو تلك المرتبطة بحقوق الإنسان والحق في الرفاه والعيش المشترك، مؤكدا على أن كل منوط بالفاعلين السياسيين.
من جانب آخر، أفردت شرفات أفيلال الحديث عن الأوضاع السياسية بالمغرب، وعن الضربات التي توالت على حزب التقدم والاشتراكية، وهو ما يفسر في نظرها، تراجع البلاد عن المكتسبات التي حققها المغرب منذ حكومة التناوب إلى اليوم، وعلى الرغم من كل ذلك، تقول المتحدثة “إن المغرب حقق العديد من المنجزات والإصلاحات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمؤسساتي”.
كما توقفت الوزيرة السابقة المكلفة بالماء، عند الدور الذي يضطلع به وزراء حزب التقدم والاشتراكية داخل الحكومة، على الرغم من تقلص عددهم بالمقارنة على ما كان عليه الأمر في السابق، وذكرت في هذا الصدد بالمنجزات التي عرفتها جهة درعة تافيلالت عندما كانت مشرفة على قطاع الماء.
من جانبه، ذكر سعودي لعمالكي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، المكلف بتتبع جهة درعة تافيلالت، بالدينامية التواصلية التي أطلقها الحزب في مختلف جهات المملكة، رغبة منه في خلق نقاش وطني مع مختلف الفاعلين على الصعيد الوطني مع بداية الدخول السياسي والاجتماعي والاشتغال على قضايا المواطنين، وبلورة خطاب سياسي راق ومحفز على الأمل، ويعيد الاعتبار للفاعل السياسي وللأحزاب السياسية.
وأكد سعودي لعمالي على المكانة الاعتبارية التي تحتلها جهة درعة تافلالت ضمن النسيج التنظيمي لحزب التقدم والاشتراكية، مشيرا إلى أن هذه الجهة، سواء تعلق الأمر بإقليم تنغير أو بإقليم الرشيدية، تعد من قلاع حزب التقدم والاشتراكية على الصعيد الوطني، حيث تحظى بتسيير العديد من الجماعات الترابية، وتتوفر على العشرات من المستشارين الجماعية بهذه الجهة.
في الوقت ذاته، أبرز سعودي لعمالكي حجم الخصاص الذي تعرفه هذه الجهة على جميع المستويات، على الرغم من الإمكانيات الطبيعية والبشرية الهائلة التي تتوفر عليها، والتي من شأن حسن توظيفها وتدبيرها أن تخلق الفارق التنموي للإسهام في التغلب على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها هذه الجهة.
وتحدث لعمالكي عن ما وصفه ب”التراجع” الذي بات يعرفه المغرب، خاصة في الفترة الأخيرة، والذي جعل الأفق لدى العديد من الفاعليين السياسيين والاقتصاديين يتسم بـ”الضبابية” وعدم وضوح المعالم، وإحداث شرخ بين الشعب والمؤسسات، مشيرا إلى أن ذلك هو نتيجة منطقية لتبخيس العمل السياسي.
وذكر القيادي في حزب الكتاب بمخرجات المؤتمر الوطني العاشر للحزب والتي دعا فيها إلى “نفس ديمقراطي جديد” من أجل الخروج من حالة القلق التي تخييم على المشهد السياسي الوطني، مؤكدا على قناعة حزب التقدم والاشتراكية والمتمثلة، على وجه الخصوص، في رهانه على الشعب من أجل إحداث التغيير المنشود ومن أجل رفع منسوب الوعي الاجتماعي والسياسي وتكريس الخيار الديمقراطي في المغرب.
وتطرقت نادية التهامي عضوة الديوان السياسي للحزب، خلال هذا اللقاء إلى الأدوار التي بات يضطلع بها المجتمع المدني وأهمية الديمقراطية التشاركية في بلورة المشروع التنموي الجديد، باعتباره قوة اقتراحية قادرة على الإسهام في وضع الإجابات الممكنة على مختلف المعضلات التي يعاني منها المجتمع المغربي.
يشار إلى أن هذا اللقاء التواصلي، الذي أطر له كاتب الفرع المحلي محمد لمزود، عرف حضورا نوعيا ووازنا لمختف القوى السياسية والمدنية بمدينة الريش والتي أثنت في مداخلتها على الحضور المتكرر لقيادة حزب التقدم والاشتراكية في المدينة وفتح نقاش مع الساكنة حول مختلف القضايا الوطنية والمحلية.
وكان سعودي لعمالكي قدر ترأس، يوم السبت الماضي، لقاء تنظيميا بمدينة تنغير حضره إلى جانب محمد مقداد كاتب القرع الإقليمي لتغيير، رؤساء الفروع المحلية بالإقليم وكذا بعض رؤساء الجماعات الترابية التي يديرها حزب التقدم والاشتراكية، وقد تميز هذا اللقاء بنقاش صريح حول مختلف القضايا التنظيمية ومختلف المشاكل التي يعرفها الحزب بالإقليم.
يشار إلى أن حزب التقدم والاشتراكية أطلق دينامية تواصلية على المستوى الإقليمي في عديد من جهات المملكة سيتوجها بلقاءات جهوية يرأسها الأمين العام، ايدانا بالدخول السياسي والاجتماعي.

> محمد حجيوي

Related posts

Top