في مستجدات هيئة ناشري الصحف هذا موقفنا

أعلن بعض الزملاء من ناشري صحف مكتوبة وإلكترونية تشكيل تكتل جديد أسموه: “الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين”، وهذا حقهم المشروع طبعا.
ودرءاً لأي تأويل أو قراءة غير صحيحة، أبادر من البداية للتأكيد على أن غاية الكلام والكتابة هنا هي توضيح موقف هذه المؤسسة العريقة التي أتشرف بتحمل مسؤولية تدبيرها، مع الإعلان على أن الود محفوظ لكل الزملاء في هذا الاختيار التنظيمي أو ذاك.
نعرف أن الصحافة المكتوبة، بالخصوص، تعاني من أزمات منذ سنوات، وفاقمت جائحة كورونا حدتها، ونعرف أن التحدي بالنسبة لهذا القطاع بات اليوم وجوديا، ومن ثم نرى أن الانشغال بهذه الأزمة وبرهانات المستقبل هو قاسم مشترك بين كل الناشرين والصحفيين، وهو وراء تحريك كل المبادرات من هذا الطرف أو ذاك، ولكن قناعتنا الراسخة تبقى أن كامل هذا الانشغال وحدة الأزمة ومخاطرها على الجميع تقتضي اليوم وحدة وقوة هيئة الناشرين ومتانة تنظيمها، وذلك بدل خلق مشكلة أو أزمة أخرى يجسدها التشتت.
لا نريد هنا نبش مسارات أو تقييم مسلكيات ومواقف وعلاقات، ونعتمدها مؤشرات لإعلان مواقف وتقييمات من الأشخاص والمبادرات، أو إعلان استنتاجات حدية يقينية أو التصريح بالنهايات والقطائع.
هذا سيكون أسلوبا سطحيا ولن يسعف في حسن قراءة ما يجري، وسيغرق في الذاتيات التي لن تفيدنا اليوم.
من جهتنا، نحن في شركة: (بيان.ش.م)، الناشرة لصحيفتي: “بيان اليوم” و”ALBAYANE”، وأيضا في شركة: (ميديا بروغري)، الناشرة للموقعين الإلكترونيين: “نفس.ما” و”l’actu24.com”، نقدر حجم المسؤولية والالتزام المنوطين بنا تجاه قناعاتنا المهنية والوطنية، والتقينا في ذلك مع الزملاء والإخوة في صحف: (العلم)، (لوبينيون)، (الاتحاد الاشتراكي)، (ليبراسيون)، وتشكل، موضوعيا وبديهيا، هذا التنسيق المشترك القائم على أهمية السعي إلى وحدة الناشرين المغاربة وصيانة تنظيمهم المهني، وعبر لنا ناشرو أسبوعيات ويوميات أخرى، ومواقع إلكترونية مختلفة عن اتفاقهم مع قناعتنا الوحدوية الصادقة.
قمنا بمساعي ودية في هذا الاتجاه، وعبرنا لكل الإخوة عن هذا الرأي، ونادينا بأن (الفيدرالية المغربية لناشري الصحف) تبقى فضاء مدنيا ديمقراطيا يتسع للجميع، وذكرنا الجميع بأننا، ونحن خارج تركيبة المكتب التنفيذي الحالي، ما فتئنا ننبه، من الداخل، إلى الكثير من الاختلالات وتجليات القصور والعجز، ولفتنا إلى أن ولاية القيادة المسيرة للفيدرالية مدتها سنتان، ولم يتبق في عمر الولاية الحالية سوى أسابيع، وبإمكان التغيير أن يحدث بموجب قوانين الفيدرالية ضمن الجمع العام، بشكل عاد وطبيعي.
ونعتبر، تبعا لما سبق، أن الشرعية الوحيدة الموجودة هي هذه القواعد الديمقراطية البسيطة، أي التقدم أمام الجمع العام، كما حدث دائما، والحصول على الأغلبية، ومن نال ذلك نقف جميعا خلفه لمساندته في قيادة هيئة الناشرين.
في هذا المحفل، الذي نحن بصدده هنا، الطموح داخل هيئة الناشرين يجب أن يكون طموحا مهنيا فقط، أي لمصلحة القطاع ومهنييه، ولمصلحة مختلف المقاولات والعناوين، ولهذا يبقى الاتحاد أساسيا وضروريا، ويكون التشتت معبرا لإضعاف مثل هذه التنظيمات المدنية وجرها نحو الجمود.
إن التحدي اليوم تواجهه الصحافة الوطنية بكاملها، والمشاكل كما المطالب تكاد تكون هي نفسها لدى الكل، وظروف الجائحة كشفت على أنه ليست هناك صحيفة كبيرة وأخرى صغيرة أو أقل أهمية من الأولى، ذلك أن مشكل المبيعات وضعف المقروئية ونقص السحب ومعضلة التوزيع وشح الإعلانات والإشهار…، هي عناوين معاناة يومية لدى مختلف الناشرين.
وإمعانا في صراحة الكلام، إن قوة مقاولات الصحافة المكتوبة والإلكترونية لا تقاس بثرائها أو بقوتها المالية أو بتوجه أرباب المال للاستثمار فيها، وإنما هناك اليوم مقاولات ومنابر تنتصر للمهنية واحترام الأخلاقيات، وتستحضر مصداقيتها وتاريخها والأفق الوطني الذي تجسده الاختيارات الديمقراطية والوطنية الكبرى للمغرب، وفي المقابل مقاولات ومنابر غير مهنية ولا أخلاقية، وهذا هو معيارنا الرئيسي، وهو ما يجعلنا اليوم نحرص على وحدة الجسم المهني، وأساسا تكتل الناشرين، وبالتالي حماية الأفق التعددي الديمقراطي داخل الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، والحرص على صيانة الخيارات الأساسية، وأن يحضر الجميع ويتعبأ للفعل في هذه السيرورة والسعي لإنجاحها.
نعتبر أن المرحلة تفرض علينا كلنا الكثير من التعقل وتفادي التسرع والانتصار للوحدة، وأن يتعبأ الجميع لفتح أبواب المستقبل على أفق إعادة تمتين الثقة والوحدة، وتجميع كل الطاقات لتصحيح المسلكيات التي قد يكون مسها الخلل أو الفتور، وتطوير العلاقات والأساليب.
ليس هناك ما يقتضي أو يقنع اليوم لقبول التفريط في إرث الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، وأساسا في وحدتها ومصداقيتها وارتباطها بقضايا المهنة والقطاع، ويمكن العمل على تغيير وتحديث أساليب العمل وتركيبة القيادة بكامل اليسر ضمن مقتضيات قوانين الجمعية وبديهيات العمل الديمقراطي المنظم.
هذه مقومات موقفنا ومضمون تطلعنا، ونجدد حفظ الود والتقدير لكل الزملاء مهما كانت تقييماتهم.

< محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top