على بعد ثلاث أيام من حلول عيد الأضحى، شهدت مجموعة من الأسواق، خصوصا بالمدن الكبرى، ارتفاعا صاروخيا في الأثمان.
هذا الارتفاع، حسب بعض المهنيين، مرده لارتفاع الطلب مقابل العرض ببعض الأسواق، موضحين في حديث لـ «بيان اليوم» أن الأمر يتعلق بالمدن الكبرى التي تم بها منع بيع الأضاحي بالمحلات والأحياء.
وأشار بعض المهنيين، إلى أن الأسواق البدوية لم تتأثر بموجة الغلاء، على عكس كثير من المدن بالنظر لارتفاع العرض مقابل الطلب، مؤكدين أن الغلاء مرتبط دائما بالمضاربة التي يقوم بها عدد من السماسرة، وأساسا بالمدن الكبرى كما سبق الذكر.
مقابل ذلك يرى أخرون أن الأثمنة تبقى في مجملها طبيعية، حيث تتراوح الأثمان بين 1500 و3000 درهم، مع بعض الاستثناءات القليلة ببعض المناطق جراء غياب المراقبة أو جراء التكاليف، كالنقل ورسوم الكراء بالأسواق.
اختلالات أخرى، سجلتها «بيان اليوم» في ربورتاج خاص بمناسبة العيد ينشر في العدد القادم، والمتعلقة بتزوير الأقراط البلاستيكية التي أقرتها وزارة الفلاحة هذه السنة لمواجهة تعفن لحم الأضاحي، كما وقع السنة الماضية، بحيث قال عدد من المهنيين، «إن هناك مضاربين قاموا بتزوير هذه الأقراط من أجل تمويه المواطنين»، فيما ينصح هؤلاء المهنيين المواطنين باقتناء الأضحية التي تحمل «خاتم بلاستيكي» لونه “أصفر ومرقم بسبعة أرقام، كما ينصح المهنيون المواطنين باقتناء الأضاحي من «أصحاب الضيعات والفلاحين والباعة» المسجلين لدى المكتب، وكذا التوجه إلى الأسواق المرخص لها، وعدم شراء الأضحية من الأسواق وأماكن البيع المفتوحة.
وكانت هيئة سياسية قد وجهت اتهامات لمجموعة من المسؤولين بشأن ما أسمته اختلالات عملية ترقيم الأضاحي، مقدمة بعض الوثائق تفيد بأن هذه العملية كلفت خزينة الدولة مبالغ مالية باهظة عن طريق شراء أقراط بلاستيكية، إذ يبلغ ثمن القرط الواحد منها 4 دراهم، في حين أنها تستورد من الصين بأقل من 10 دولارات للألف قرط، مطالبة بفتح تحقيق في هذا الملف.
من جانبه، وحرصا على سلامة الأضاحي، كان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية المعروف اختصارا بـ «ONSSA» قد أعلن عن تسجيل نحو 6 ملايين أضحية مرقمة بحلقة صفراء، إلى حدود الأسبوع الأول من الشهر الجاري، مع إشارته إلى أن عدد المربين المسجلين لديه بلغ، إلى حدود نهاية يوليو الماضي، أزيد من 113 ألف مربي.
كما وضع المسؤولون بالمكتب المذكور مجموعة من الإجراءات لضمان السير الجيد لعيد الأضحى لهذه السنة، من بينها تشديد مراقبة الأعلاف، وتكثيف حملات التوعية بخصوص الطريقة الصحيحة للحفاظ على اللحم. مشيرين إلى أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية قام بتعبئة أكثر من 600 طبيب بيطري وتقني لمواكبة عملية ما قبل وما بعد الذبح، مضيفا أنه بإمكان المستهلكين بعث تساؤلاتهم واستفساراتهم طيلة أيام عيد الأضحى عبر موقع المكتب www.onssa.gov.ma أو عبر الرقم الهاتفي 0801003637.
إلى ذلك أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يوم الأربعاء الماضي، أن العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى بلغ ما يقارب 8.1 مليون رأس، بما يفوق نسبة 48 في المائة من الطلب المتوقع، والمحدد في 5,45 مليونا.
وأكدت وزارة الفلاحة، في بلاغ لها، أن الحالة الصحية للقطيع الوطني، خاصة الأغنام والماعز، «جيدة للغاية» بمختلف جهات المملكة. مشيرة إلى أنه بفضل المجهودات والاجراءات المتخذة من قبل الفاعلين في هذا القطاع من جهة، وبفضل المراقبة البيطرية المستمرة وحملات التلقيح التي تباشرها المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والأطباء البياطرة المعتمدين، ضد الأمراض المعدية والأمراض ذات الانعكاسات الاقتصادية الوخيمة من جهة أخرى، فإن الحالة الصحية للقطيع الوطني، خصوصا الأغنام والماعز، تتميز بأنها في وضعية صحية جيدة بمختلف جهات المملكة.
< محمد توفيق أمزيان