رشيد البرهمي
أدانت المحكمة الابتدائية بقصبة تادلة طبيبا بيطريا متقاعدا وابنه الذي يعمل أيضا طبيبا بيطريا، بتهمة إهانة موظف عمومي أثناء قيامه بعمله واستعمال العنف. وقد شغلت هذه القضية التي باتت تعرف بقضية “باشا مدينة القصيبة” الرأي المحلي وأثارت الكثير من القيل والقال، لاسيما وأنها ترتبط بالبناء والتعمير..
وتعود وقائع هذا الملف،حين قام أحد الأشخاص بإشعار باشا مدينة القصيبة كون بيطري متقاعد يقوم ببعض التعديلات على سكنه الوظيفي التابع للدولة ونصبه لبعض الأعمدة من أجل إقامة سياج واق، لينتقل الباشا على الفور إلى عين المكان حيث طلب من البيطري الأب بإيقاف الأشغال على اعتبارانما يقوم به يتنافى مع القانون ومع تصميم التهيئة، لتتطور الأمور بينهما ليسقط الباشا على الأرض وينقل على وجهة السرعة لإحدى المصحات ببني ملال التي منحته شهادة طبية تصل فيها مدة العجز إلى 25 يوما. وخلال الجلسة أنكر الأب المتقاعد وابنه اي اعتداء على الباشا، وإهانته. وتم استدعاء سائق الباشا وبعد أدائه اليمين القانونية ونفيه لموجبات التجريح، صرح أنه شاهد الباشا يسقط أرضا ولم يبصر الظنينين يضربان الباشا،في حين أكد الشاهد الثاني أن البيطري الأب قام بدفع الباشا، وحاول ضربه بمنجل. وتدخل دفاع المتهمين ليؤكدا أن أقوال الشاهدين متناقضة ولا اساس لها من الصحة، كون السائق تربطه علاقة تبعية مع الباشا بحكم أنه يشتغل عنده والتمس منه استبعاد شهادته، وبالنسبة للشاهد الثاني فهو بيطري وقد تقدم بشكايته لباشا المدينة من أجل إخباره بما يقع من إصلاحات في منزل البيطري المتقاعد والهدف من اتصاله بالباشا هو رغبته في إخراج البيطري المتقاعد من سكنه الوظيفي، لكي يسكن فيه باعتباره بيطريا محتاج للسكن..وأشار دفاع المتهمين أن الضابطة القضائية بمدينة القصيبة خرقت المادة 80 من قانون المسطرة الجنائية كون موكلهما تم وضعهما رهن تدابير الحراسة النظرية من الواحدة بعد الزوال الى حدود الخامسة مساء، وأن اعتقالهما هو اعتقال تحكمي، في حين اعتبر وكيل الملك أن الحراسة النظرية ماهي إلا مسطرة عادية لاستكمال إجراءات البحث مع الأضناء، وأن قرار النيابة العامة هو قرار سليم بحيث أنه ينبغي توفير أكبر قدر من البحث لدى الضابطة القضائية، وأن الاعتقال الاحتياطي يدخل في سلطة الملاءمة الواردة في المادة 40-41 من قانون المسطرة الجنائية. ومن جهة أكد الأستاذ أوبنموسى بلكاسم دفاع المتهمين أن باشا مدينة القصيبة أنجز في اليوم الذي اعتقل فيها المتهمين محضر معاينة لمنزل المتهمين بتاريخ09/02/2016 ومحضر لتوقيف الأشغال ومحضر مخالفة ومحضر لتوقيف الأشغال وكل هذه المحاضر أنجزت في اليوم الذي اعتقل فيها المتهمين بتاريخ 09/02/2016 وشهادة طبية وتقرير صادر عن الباشا لما تعرض له، واعتبر الأستاذ أو بنموسى أن باشا مدينة القصيبة قد مارس الشطط في حق الضنينين وان المحاضر التي تم إنجازها مزورة.