إذا كان لسحر الألوان قوة جاذبة تدعونا للتأمل والغوص عبر جغرافيتها واستراتيجياتها البصرية وإيقاعاتها ورمزيتها المتفاعلة، التي تتسلل إلى مسالك الروح ودواخل الذات البشرية على اختلاف تفاعلاتها، فللقصيدة سحر خاص يعج بالمفردات والكلمات التي تنبثق منها الصورة الشعرية بكل دلالاتها ورمزيتها التي تشعرنا بذواتنا وبالآخرين أيضا، وبالتالي فهي ثنائية وثيقة الصلة فيما بينها، فألوان اللوحة قصيدة مرئية، وأبيات وبحور القصيدة لوحة شعرية. وتعتبر سلسلتنا هذه “قصيدة من وحي لوحة ” جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات و الشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات.
< إعداد: محمد الصفى
الحلقة 20
الشاعرة فاطمة بصور والتشكيلية حياة الشوفاني
حياة الشوفاني، فنانة تشكيلية عصامية من مواليد 1991 بمدينة أزمور، صقلت موهبتها منذ الصغر في وسط عائلي فني، حيث استلهمت فن الرسم من والدها الفنان محمد الشوفاني، برزت أعمالها من خلال مساهمتها في عدة معارض جماعية وفردية بعدد من المدن المغربية، جعلت الأضواء تسلط عليها كفنانة بصمت اسمها بقوة في الساحة التشكيلية، كما أكسبها الثقة و مزيدا من التجربة التي وظفتها في أعمالها.
“دَارَتْ مَـا بْـغَـاتْ”
نَـقْــدَرْ نْــگَـولْ أَعْــشْــرَانِـي،
بِ لْـسَـانْ زْمَـانْ،
جَــايْ يْـزَغْــرَتْ،
مَـنْ دَاكْ لْـهِـيــهْ مَـرْسُــولْ،
بِ حْـرُوفْ تْـلَـعْـلَـع تْـشَـالِي،
ع
ا
د
ا
ت
بَــاٌللِّــي هِــيَّ فِ بْـــلاَدِي عَــــادَاتْ،
مْزَمّْـمَـة ف كُـنَّـاشْ اٌلـمُــنَــاسَـبَــاتْ،
زَرِّيـعَـة فِ حْـوَاضْ لَـفْـرَاحْ نَـبْـتَـاتْ،
سْــبُــولْـهَـا يْـسَـنْــبَــلْ فِ اٌللَّــمَّــات،
وِيـلاَ بْــغِــيـتِــي اٌتْــحَــقَّــقْ،
سُـوَّلْ عْـلِـيــهَـا لْـهَـايْـجَــاتْ،
مَـللِّـي كَــتْـقَـامْ لَـفْـرَاحَـاتْ،
كِيـدَايْـرا دِيكْ لْـعَـرَّاسِـيَّـاتْ،
عَـاداتْ بـْلاَدُي يَـا سْـيَــادِي،
وْشَـامْ مْـوَرَّدْ خَـدّْ اٌلـتَّـارِيـخْ،
مَــنْ كُــلّْ مْــدِيــنـَــةْ رِيــحْ،
فْــرَاجَــة وْفَــرْحَـة فِ اٌللَّــمــَّاتْ،
بـِيـهَـا لَـقْـلُـوبْ لَـمْـكَـدّْرَة تَـرْتَـاحْ،
ؤُاٌلــنّْــفُــوسْ تَــتْــفَــاجَـــى،
تَــغْـسَـلْـهَـا مَـنْ اٌلْــقَــنْــطـَـة،
عْـلَـى مِــيـزَان اٌلـشَّـخْـَداتْ،
اٌللَّـهْ اٌللَّـهْ يَـا سْـيَـادِي عْـلَــى عَـــادَاتْ،
مَـالْ لْـيُـومْ تَـعْـرِيـشْـتْـهَـا طَـفْــسَـاتْ؟!
كُـورُونَـا دَارَتْ فَ لْـوَقْــتْ مَـا بْـغَــاتْ،
نَــتْـمَـنَّـاوْ تْـدُومْ لَـفْــرَاحَــاتْ،
تْـكُـونْ اٌلجَّـايْـحَـة تْـدَفْــنَـاتْ،
يْـــفَـــتَّــحْ نُـــوَّارْ اٌلٔــعَــادَاتْ،
وِيـرَدَّدْ لْــسَــانْ اٌلــزَّغْــرَاتَـاتْ،
فْــرَاحٔـنَـا لْــيُـومْ عَــادْ بْـدَاتْ