لم تجد البوليساريو والجزائر من رد أمام إجماع المنظمات الحقوقية الدولية الرئيسية على إدانة اختطاف مصطفى سلمى ولد مولود، سوى أن تمتطي صهوة الجنون والتغليط، والهروب بعيدا عن … صلب الموضوع. أمنيستي، هيومان رايتس، حقوقيون من أوروبا وأمريكا، فضلا عن كل فئات الشعب المغربي ومختلف تعبيراته السياسية والنقابية والثقافية والحقوقية…، الكل يعتبر ما حصل اختطافا، ومصادرة لحرية الرأي والتعبير والتنقل، والكل ندد، والكل طالب بالإفراج الفوري عن ولد مولود وطالب بحمايته، واحترام حقه في التعبير عن رأيه، بما في ذلك من داخل مخيمات تيندوف…، وفقط البوليساريو والجزائر اختارتا تحدي المجتمع الدولي برمته، ورفض كل القيم الحقوقية الكونية.
في نيويورك، على هامش الاجتماعات الأممية الجارية هذه الأيام، وجدت الجزائر نفسها وحيدة مع صنيعتها الانفصالية، ومحاصرتين في زاوية الاتهام، وأحستا بقوة الضربة التي حملتها الدينامية الديبلوماسية لجلالة الملك في نيويورك، فلم يجدا سوى الدوران في الحلقة القديمة، أي المطالبة بتقرير المصير، والصراخ بكون المغرب يعتقل عشرات الصحراويين وقام باختطاف المئات و وو…
إن قضية مصطفى سلمى ولد مولود اليوم تختبر الضمير العالمي، وعلى المغرب، بجميع مكوناته، مواصلة تكثيف الضغط من أجل الإفراج عنه، وتأمين حقه في الحياة وفي التعبير عن رأيه وفي التنقل داخل المخيمات وخارجها.
نحن الآن أمام اختطاف، وأمام اعتقال غير قانوني، وأمام معلومات عن ممارسة التعذيب، تتطلب تحركا دوليا وتحقيقا جديا، وأمام حرمان من حق التعبير عن رأي سلمي، وأمام حرمان من حق التنقل…
إنها حقوق توافق عليها المجتمع الدولي منذ عقود، والبوليساريو والجزائر تخرقانها، وعلى العالم أن يواجه ذلك، ويسعى للإفراج الفوري عن ولد مولود، وهو ما طالبت به كل الأصوات الحقوقية الوازنة في العالم.
قضية ولد مولود تحيل أيضا ، على أن ساكنة مخيمات تيندوف هم فعلا محتجزون وليسوا لاجئين، وفق ما تقضي به الأحكام القانونية الدولية بهذا الخصوص، وإلا مامعنى حرمانهم من حق التنقل خارج المخيمات، ومن حق التعبير عن رأيهم، وحق ممارسة أعمالهم خارج المخيمات، بل وما معنى رفض إحصائهم.
وهنا أيضا من واجب المجتمع الدولي الضغط على الجزائر خصوصا، كي تحترم القوانين الدولية ومقتضيات حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالميا.
الكرة لدى الأمم المتحدة، وخصوصا لدى مفوضية اللاجئين ومفوضية حقوق الإنسان، وأيضا لدى كريستوفر روس لتحديد الطرف المسؤول عن كل هذا الجنون، ولفرض الإفراج الفوري أولا عن ولد مولود.