كشفت قناة عبرية رسمية، مساء أول أمس الثلاثاء، عن أن قمة ستجمع الفلسطينيين والإسرائيليين في مدينة شرم الشيخ المصرية خلال الأيام المقبلة، في فرصة وصفت بالأخيرة بهدف إحلال الهدوء بالمنطقة قبل حلول شهر رمضان، في ظل التوترات بالأراضي الفلسطينية بعد خرق تل أبيب اتفاق قمة العقبة التي استضافها الأردن.
وقالت قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن “قمة ستعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية بضغط أميركي تجمع الإسرائيليين والفلسطينيين خلال الأيام المقبلة في محاولة لخفض التوتر بالضفة الغربية بما في ذلك مدينة القدس قبل شهر رمضان”.
وأوضحت القناة، أن القمة “رفيعة المستوى” ستعقد كجزء من التفاهمات بين الطرفين خلال القمة التي عقدت في العقبة الأردنية في فبراير الماضي.
وسيضم الوفد الإسرائيلي، بما في ذلك، رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ورئيس جهاز الأمن العام (شاباك) رونين بار، ومنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية اللواء غسان عليان، بحسب المصدر ذاته.
وسيشارك في القمة، وفق القناة، مسؤولون مصريون وأردنيون “في وقت تشهد فيه المنطقة أياما متوترة قبل رمضان”.
وأشارت إلى أن القمة المرتقبة يمكن أن تكون “الفرصة الأخيرة” لاتخاذ إجراءات من شأنها تهدئة المنطقة.
ولفتت القناة إلى أنه في ظل الأيام المتوترة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية عشية شهر رمضان فقد تكون هذه القمة في شرم الشيخ هي الفرصة الأخيرة لتهدئة الوضع.
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، قال في وقت سابق إن “القيادة الفلسطينية بحاجة لضمانات لتطبيق ما يتم الاتفاق عليه مع إسرائيل قبل المشاركة في قمة شرم الشيخ المصرية”.
وكشف الشيخ، في تصريحات سابقة له، عن اتصالات تجريها السلطة الفلسطينية مع الأردن ومصر قبل التوجه لقمة شرم الشيخ.
وبين أن “الاحتلال الإسرائيلي تنصل من الاتفاقيات المبرمة مع الجانب الفلسطيني، من خلال الاقتحامات اليومية للمناطق المصنفة أ، وعمليات القتل والاعتقالات والاستيطان”.
وفي 26 فبراير الماضي، عقد اجتماع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن ومصر، في مدينة العقبة جنوبي الأردن.
واتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في اجتماع العقبة، على وقف الإجراءات أحادية الجانب لأشهر محددة.
كما اتفقا على عقد اجتماع مجددا في مدينة شرم الشيخ المصرية في مارس الجاري لتحقيق الأهداف التي جرى نقاشها في قمة العقبة.
وعقب اجتماع العقبة بساعات، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
ورفض سموتريتش تجميد النشاط الاستيطاني بالضفة الغربية، وقال ، إنه لن يوافق على أي تجميد في النشاط الاستيطاني بالضفة الغربية المحتلة.
وتعرضت قرية حوارة جنوبي نابلس وبلدات مجاورة، خلال الشهر الحالي، إلى هجوم نفذه مئات المستوطنين الإسرائيليين ما أدى إلى مقتل فلسطيني وجرح العشرات إضافة إلى إحراق والتسبب بأضرار لعشرات المنازل والسيارات.
وقوبل هجوم المستوطنين الإسرائيليين بإدانات دولية واسعة بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، دعا تل أبيب إلى العمل مع الأمن الفلسطيني للحد من العنف بالضفة الغربية قبل حلول شهر رمضان وعطلة عيد الفصح، وذلك خلال زيارة له إلى إسرائيل في 9 مارس الجاري.
ونشرت الدفاع الأميركية بيانا عقب الزيارة قالت فيه إن أوستن التقى نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، مضيفة أن “أوستن أعرب خلال اللقاء عن قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني بالضفة الغربية”، في ظل تصاعد العنف من قبل المستوطنين اليهود ضد بلدات وقرى فلسطينية، على رأسها بلدة حوارة التي شهدت هجوماً عنيفاً.
شجع أوستن وزارة الدفاع الإسرائيلية على العمل مع المنسق الأمني الأمريكي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية الجنرال مايكل فينزل، والجهات الأمنية الفلسطينية “للحد من العنف، واستعادة الهدوء قبل حلول شهر رمضان وعطلة عيد الفصح”.
ومنذ مطلع عام 2023، زادت بصورة ملحوظة وتيرة الاقتحامات الإسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ويرد عليها فلسطينيون في الغالب بعمليات فردية.