عرضت كاسبرسكي كيفية تجنب الوقوع في فخ برنامج بيغاسوس، حيث وضع كوستين رايو، المسؤول عن فريق البحث والتحليل العالمي لدى “كاسبرسكي” الرائدة على المستوى الدولي في مجال الحماية من الفيروسات، العديد من التوصيات بشأن الطريقة التي يمكن بها لمستخدمي الهواتف المحمولة، سواء كانوا على جهاز أندرويد أو IOS حماية أجهزتهم من برنامج التجسس “بيغاسوس” وغيره من أنواع برامج التجسس المتطورة ذات التقنيات العالية.
وفي هذا الصدد، قالت كاسبرسكي إنه لحماية الأجهزة من البرامج الخبيثة، لا بد أولا وقبل أي شيء، إطفاء الهاتف المحمول وإعادة تشغيله بشكل يومي، هذه العملية رغم بساطتها تساهم في “تنظيف” الهاتف، وبناء على ذلك، سيجد المهاجمون أنفسهم مضطرين إلى إعادة تثبيت برنامج بيغاسوس على الجهاز، وهو ما يزيد احتمال اكتشاف الفيروس اعتمادا على حلول أمنية.
وأكدت كاسبرسكي على ضرورة تحديث الهاتف باستمرار، وتثبيت آخر التحديثات بمجرد ما يتم الإعلان عنها، ذلك أن العديد من المجموعات الخبيثة تستهدف نقاط الضعف التي تم تثبيتها، ولكنها لا تزال خطرة على الناس الذين يستخدمون الهواتف القديمة ويؤخرون التحديثات.
ودعت كاسبرسكي إلى تجنب الضغط على الروابط الواردة عبر الرسائل، ذلك أن العديد من زبناء برنامج “بيغاسوس” يعتمدون على نقرة واحدة، موضحة أن الرسائل الخبيثة تأتي في غالب الأحيان في شكل رسالة، ومرات أخرى على شكل رسائل قصيرة SMS، أو حتى عبر البريد الإلكتروني. “في حالة ما إذا توصلت برسالة مع رابط، من الأفضل فتحه على جهاز الحاسوب المحمول باستخدام متصفح TOR BROWSER أو من خلال استخدام نظام تشغيل آمن مثل TAILS“.
وذكرت كاسبرسكي أنه يجب استخدام متصفح ويب آخر للبحث على الإنترنت، مبرزة أن بعض عمليات الاستغلال لا تعمل جيدا على متصفحات بديلة مثل Firefox مقارنة بالمتصفحات الأكثر تقليدية مثل SAFARI أو GOOGLE CHROME.
وشددت النصائح ذاتها على استخدام الشبكة الخاصة الافتراضية VPN، لأنه من الصعب على المهاجمين استهداف المستخدمين استنادا إلى حركة الإنترنت الخاصة بهم، مشيرة أنه عند الاشتراك في شبكة VPN، هناك بعض الأمور ينبغي مراعاتها: البحث عن الخدمات الثابتة الموجودة منذ مدة والتي تقبل الدفع بالعملات المشفرة ولا تتطلب منك تقديم معلومات خلال عملية التسجيل.
ووجهت كاسبرسكي المستخدمين إلى تثبيت تطبيق للحماية يمكن من خلاله التحقق والتوصل بإشعارات تحذيرية في حالة أي تسلل، بغية مواصلة العمل على الجهاز، كثيرا ما يلجأ المهاجمون الذين يستخدمون برنامج بيغاسوس إلى الاستيلاء على الجهاز المستهدف، لكن إذا قام المستخدم بتثبيت حل أمني، يمكن أن يتوصل بالتنبيه حول الهجوم.
وقالت كاسبرسكي إنه على مستخدمي أجهزة “IOS”، الاعتماد على تشخيص النظام أكثر من مرة في اليوم، والقيام بعملية التحفيظ على أجهزة خارجية، ذلك أن الفحوصات المتعمقة للجسم الخبيث يمكن أن تساعدك على تحديد ما إذا كان قد تم استهدافك. ويوصي خبراء كاسبرسكي مستخدمي iOS المعرضين للخطر إلى ضرورة تعطيل خدمات FacTime وiMessage.
واعتبرت كاسبرسكي أنه من المستحيل ضمان حماية شاملة من برامج المراقبة الاحترافية، وعلى الرغم من مواجهة صعوبات على وجه التحديد فيما يخص استغلال الجهاز المحمول وإصابته بالعدوى، إلا أنه يمكن للمستعملين اتخاذ العديد من التدابير لحماية أنفسهم من الاستغلال من لدن للمهاجمين.
وأشارت الشركة، إلى أن العديد من برامج التجسس مثل بيغاسوس، كريسور، فانتوم وغيرها من البرامج الأخرى تسمى بكونها برامج “مراقبة قانونية”، وقامت شركات خاصة بتطويرها وتم نشرها على نطاق واسع من خلال مختلف الاستغلالات، بما في ذلك العديد من هجمات “اليوم الصفر” على نظام IOS.
وذكرت الشركة في هذا الصدد، أنه تم اكتشاف النسخة القديمة من برنامج التجسس بيغاسوس من طرف الباحثين سنة 2016، ومنذ ذلك الوقت، تم استهداف ما يفوق 30 ألف ناشط في مجال حقوق الإنسان، وصحافيين ومحاميين في مختلف أنحاء العالم.
وفي هذا الصدد، قال كوستين رايو، المسؤول عن فريق البحث والتحليل العالمي لدى “كاسبرسكي” الرائدة دولي في مجال الحماية من الفيروسات :”معظم هجمات بيغاسوس هي مستهدفة، بمعنى أنها لا تستهدف عددا كبيرا من الأفراد، لكن تكون موجهة لفئات محددة مثل الصحافيين والمحاميين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان، لكن مع ذلك، إلا أن هؤلاء الأفراد لا يحمون أجهزتهم بالطريقة المطلوبة، لهذا الغرض نبذل قصارى جهدنا من أجل تزويدهم بأفضل التقنيات للحماية من البرامج الخبيثة، ومن المهاجمين والتهديدات المعقدة على حد سواء، بهدف الاستمرار في بناء عالم أكثر أمانا”.
عبد الصمد ادنيدن