تأمل كرواتيا الاستفاقة أخيرا من نشوة الوصول إلى نهائي كأس العالم في روسيا وتحقيق فوزها الأول في دوري الأمم الأوروبية، لكن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق عندما تستضيف اليوم الخميس إسبانيا على ملعب “ماكسيمير”.
ويقبع المنتخب الكرواتي في ذيل المجموعة الرابعة للمستوى الأول بنقطة واحدة من مباراتين، بعد الهزيمة المذلة التي تلقاها من إسبانيا بسداسية نظيفة في إلتشي، ثم تعادلها على أرضها دون أهداف مع إنجلترا.
واختار المدرب زلاتكو داليتش 25 لاعبا لمباراة الخميس التي ستكون الأخيرة لإسبانيا في المجموعة، وبالتالي في حال فوزها بها ستضمن بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي كونها تتصدر بفارق نقطتين عن إنجلترا التي تخوض مباراتها الأخيرة الأحد ضد كرواتيا في “ويمبلي”.
وأكد داليتش في وقت سابق من الشهر الحالي “أننا مركزون على المباراة ضد إسبانيا نحتاج إلى هذا الفوز” الذي سينعش آمال الكروات بتجنب الهبوط إلى المستوى الثاني وما يترتب عن ذلك من صعوبات في قرعتي كأس أمم أوروبا 2020 ومونديال قطر 2022.
وتابع لصحيفة “يوتارنيي ليست” المحلية “أعلم بأن الكثير من الناس لا يؤمنون بقدرة فريقنا على الفوز بالمباراتين (ضد إسبانيا وإنجلترا)، لكني أرد عليهم… سنقوم بما قمنا في (مونديال) روسيا، خطوة خطوة. أولا إسبانيا”.
وفاجأ بلد الـ4,2 مليون نسمة العالم في يوليوز الماضي بوصوله إلى نهائي المونديال للمرة الأولى في تاريخه بقيادة صانع ألعاب نادي ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش.
وعلى رغم من خسارة النهائي أمام فرنسا 2-4، استقبل رجال داليتش في بلادهم استقبال الأبطال، لكن الوضع انقلب رأسا على عقب في غضون أسابيع معدودة بعد الخسارة المذلة أمام إسبانيا في المباراة الأولى في هذه البطولة القارية الجديدة.
وتحسن الوضع بعض الشيء بالتعادل في المباراة الثانية مع إنكلترا في إعادة لنصف نهائي مونديال روسيا حين انتصرت كرواتيا 2-1 بعد التمديد، لكن المباراة أقيمت أمام مدرجات خالية في رييكا بسبب ما قام به الجمهور المحلي خلال مباراة ضد إيطاليا في تصفيات كأس أمم أوروبا 2016 حيث رسم الصليب المعقوف الذي يرمز إلى النازية على أرضية الملعب، ما أدى إلى معاقبة المنتخب بخوض مباراتين قاريتين على أرضه خلف أبواب موصدة.
وبسبب هذه العقوبة، ستكون مباراة الخميس الأولى لمودريتش ورفاقه أمام الجمهور الكرواتي منذ وصولهم ‘لى نهائي المونديال، وبالتالي سيقدمون كل ما لديهم من أجل التأكيد أن ما حصل الصيف الماضي في روسيا لم يكن مجرد صدفة.
وبعد عام رائع أحرز خلاله لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة تواليا مع فريقه ريال مدريد وتوجه بإحراز جائزة الاتحاد الدولي (الفيفا) لأفضل لاعب في العالم، إضافة إلى جائزة أفضل لاعب في مونديال روسيا، عانى مودريتش من الإرهاق.
لكن قائد المنتخب اقترب كثيرا من الوصول مجددا إلى قمة لياقته البدنية بحسب ما أكد داليتش، موضحا “بعد عام من المباريات الممتازة، لا يمكنه أن يكون دائما في قمة لياقته البدنية. لكنه لم يساورني يوما الشك بشأن لوكا… إنه القائد وسيكون في أعلى مستوياته”.
وأشار داليتش الذي لطالما ردد أن الهدف المقبل لفريقه هو التأهل إلى نهائيات كأس أمم أوروبا 2020، إلى أن فريقه متحفز لتحقيق ثأره من الإسبان، مضيفا “المباراة، مقاربتنا ولياقتنا، ستكون مختلفة تماما (عن مباراة الذهاب)”.
وتابع الاثنين في مؤتمر صحافي “نحن في وضع بدني أفضل بكثير مما كنا عليه في حينها. كانت هزيمة قاسية ونحتاج الى التطلع للثأر… بالحصول على النقاط الثلاث”.
وأنعش داليتش فريقه بثلاثة وجوه جديدة بعد ضمه المهاجمين يوسيب بريكالو ونيكولا فلاشيتش والمدافع دويي تشاليتا-سار.
ومن المتوقع أن يسجل بريكالو الذي يدافع عن ألوان فولفسبورغ الألماني، بدايته الدولية الخميس ضد إسبانيا.
وسيتواجد في المدرجات من أجل تشجيع المنتخب الوطني الثلاثي المعتزل ماريو ماندزوكيتش وفيدران تشورلوكا والحارس دانيال سوباشيتش الذين سيحظون بفرصة توديع الجمهور المحلي.
وتطرق داليتش إلى حضور هذا الثلاثي، قائلا “إنهم جزء من عائلتنا، لا يجب أن ننسى اللحظات التي عشناها في روسيا… نريد الوحدة، كما كانت الحال هذا الصيف”.
وخلافا لكرواتيا التي عجزت حتى الآن عن تكرار المستوى الذي ظهرت به في روسيا، تأمل بلجيكا الذي حلت ثالثة في مونديال الصيف الماضي، أن تواصل عروضها القوية والاقتراب من حسم بطاقة المجموعة الثانية إلى الدور نصف النهائي، وذلك من خلال الفوز على ضيفتها أيسلندا في بروكسل.
وخرج “الشياطين الحمر” منتصرين من مباراتيهما الأوليين في هذه المجموعة، بالفوز على أيسلندا في أرضها 3-0، ثم تفوقوا على سويسرا 2-1 في بروكسل بفضل ثنائية لروميلو لوكاكو، ما جعلهم في الصدارة بست نقاط وبفارق المواجهة المباشرة مع الأخيرة، لكن “ناتي” لعب ثلاث مباريات.
وفي حال فوز أو تعادل إدين هازار ورفاقه مع أيسلندا الخميس، سيضمنون التأهل إلى نصف النهائي في حال تجنبهم الهزيمة أمام سويسرا الأحد القادم في لوسرن.
أما بالنسبة لأيسلندا التي شاركت الصيف المنصرم في كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، فستكون مباراة الخميس هامشية لأن هبوطها إلى المستوى الثاني أصبح مؤكدا بخسارتها مبارياتها الثلاث الأولى.
كرواتيا تبحث عن الاستفاقة من نشوة المونديال أمام إسبانيا
الوسوم