يعيش مهاجم ونجم وقائد نادي ريال مدريد الإسباني، الفرنسي كريم بنزيمة أياما ذهبية في مسيرته الكروية، رغم تقدمه بالعمر نسبيا (34 عاما).
ومع تسجيله الأهداف بمختلف الطرق وأمام أعتى الأندية المنافسة، سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا، ولعبه دور المنقذ، ارتفعت أصوات كثير من المشجعين، للمطالبة بمنح الكرة الذهبية هذه المرة لبنزيمة.
“ستكون مفاجأة بالنسبة لي إن لم يضعوا اسم كريم بنزيمة على الكرة الذهبية هذا العام”، برأي المدافع الإنجليزي السابق ريو فيرديناند.
ولكن صعود بنزيمة وتألقه هذا تأخر كثيرا، حيث بقي لسنوات طويلة مصدر خيبة أمل في أكثر من مناسبة، بسبب إضاعته لفرص محققة للتسجيل.
وكانت جماهير ريال مدريد تطالب من حين لآخر بضرورة إنهاء تواجده مع النادي الممتد منذ عام 2009.
فما الذي كان يعيق كريم عن التألق؟ رغم أن فترة العطاء الأفضل تكون عادة في العقد الثالث من العمر وقد تستمر في العقد الرابع، ولكنها نادرا جدا ما تبدأ بعد سن الثلاثين.
بقي بنزيمة يعيش لسنوات طويلة تحت ضغط نفسي، سببته طريقة حياته ربما وأزمات مر بها، وأبرزها الدعوى القضائية بشأن محاولة ابتزازه لزميله في المنتخب ماثيو فالبوينا.
هذه القضية التي بدأت في يونيو 2015 واستمرت حتى أواخر 2021، شكلت صدمة لعالم كرة القدم في فرنسا، حينها استبعد اللاعبان من المنتخب الفرنسي بسببها.
وبقي الحديث بشأنها مستمرا إلى أن أصدرت محكمة فرنسية، حكما بتغريم بنزيمة 75 ألف يورو، إضافة لحبسه سنة مع إيقاف التنفيذ، وهكذا أغلق هذا الملف نهائيا.
وأيضا ما جعل بنزيمة يتوارى عن أضواء النجومية سابقا، هو وجود كوكبة من النجوم البارزين في صفوف “الميرنغي”، وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ومع تقدم الكرواتي لوكا مودريتش في السن وتراجع مستوى الألماني توني كروس، ازداد سطوع نجم كريم بشكل واضح.
عودة بنزيمة للمنتخب الفرنسي خلال الفترة الماضية أعطته أيضا دفعة إضافية للتألق خلال هذا الموسم الذي يحطم فيه أرقام قياسية، واحدا بعد الآخر.
فها هو بنزيمة يتجاوز حاجز الأربعين هدفا في موسم واحد، وهذه هي المرة الأولى في حياته التي يكسر فيها كريم هذا الحاجز، ولم يسبقه لذلك من بين لاعبي ريال مدريد، خلال العقدين الماضيين، سوى ماكينة الأهداف رونالدو.
كما بات بنزيمة أبرز مهاجم في القارة الأوروبية هذا الموسم، فالأرقام تؤكد أنه الأفضل من حيث تسجيل الأهداف وتقديم التمريرات الحاسمة.
في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر سيتي الإنجليزي الثلاثاء الماضي، أحرز بنزيمة هدفين رائعين، أحدهما من ضربة جزاء نفذها بطريقة مميزة للغاية، ما أضاف نقطة جديدة لصالح المهاجم الفرنسي هذا الموسم.
ورغم خسارة ريال مدريد للقاء بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، إلا أن بنزيمة بدا متحمسا عقب المباراة في تصريحات لمنصة “موفيستار بلس”.
وقال “الهزيمة لا تكون جيدة على الإطلاق لأننا متحمسون للغاية بشأن دوري الأبطال، الشيء الأكثر أهمية هو ألا نستسلم أبدا، سنكافح حتى النهاية”.
وأضاف: “الآن سنلعب في البرنابيو وسنكون بحاجة إلى دعم جماهيرنا بشكل غير مسبوق، وسنقوم بشيء هائل وهو الفوز”.
وإن فعلها خلال مباراة الإياب وقاد النادي الملكي إلى التأهل إلى نهائي دوري الأبطال، فيمكن القول إن بنزيمة على بعد خطوات قليلة ليكون نجم الموسم بلا منازع.
ويحتفل بنزيمة بعيد ميلاده الـ35 في 19 دجنبر المقبل، أي في اليوم الذي يلي نهائي كأس العالم 2022، ما يعني أن الاحتفال سيكون بنكهة خاصة جداً في حال نجح في قيادة “الديوك” إلى لقبهم العالمي الثاني تواليا والثالث في تاريخهم.
لكن من الآن وحتى حينها، سيحاول بنزيمة تعزيز مكانته كأحد أفضل اللاعبين الذين مروا على النادي الملكي، إلى جانب أساطير مثل رونالدو سواء البرتغالي أو البرازيلي، ألفريدو دي ستيفانو وراؤول جونزاليس والمجري فيرينتس بوشكاش، ومواطنه الفرنسي زين الدين زيدان.