أصدرت لجنة التأديب التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، صباح أول أمس الاثنين، قرارات صارمة، بعد الأحداث المؤسفة التي شهدها مركب الرباط بعد نهاية مباراة فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي، وما تلاها من أعمال شغب وعنف، بالأحياء المؤدية من وإلى المركب.
فقد أسفرت هذه الأحداث، كما تابع الرأي العام الوطني، عن خسائر فادحة في الممتلكات الخاصة والعامة، وتسجيل إصابات متفاوتة الخطورة بين قوات الأمن والمنظمين، وأيضا داخل صفوف عدد من المشجعين، مما حتم على لجنة التأديب التي يترأسها رئيس النيابة العامة، وتضم بين صفوفها قضاة مستقلين، إصدار عقوبات في مستوى أعمال الشغب والعنف التي عرفتها اللقاء المذكور، رغم أن هذه المباراة مرت في ظروف عادية، إلى حين الإعلان عن النهاية بانتصار الفريق الزائر، نزل الجمهور إلى أرضية الملعب، وعات فسادا وتخريبا في ممتلكات المركب، واعتدى على رجال الأمن والمنظمين والمستخدمين بمختلف التخصصات.
وكما كان متوقعا، فالقرارات جاءت صارمة إلى حد منع جمهور الفريق العسكري من متابعة مباريات فريقه إلى نهاية الموسم، سواء داخل مدينة الرباط أو خارجها، مع فرض غرامات مالية ثقيلة على إدارة الجيش، وتحملها مصاريف الخسائر التي عرفها المركب.
نفس العقوبات طالت أيضا جانب الفريق الفاسي، إلا أنها جاءت أخف، واقتصرت على إجراء مقابلتين بدون جمهور وأداء غرامات مالية.
هكذا يتبين أن الفرق هي التي تؤدي عادة ثمن التجاوزات التي تصدر عن جمهور محسوب عليها، فعوض أن يشكل هذا الجمهور السند من الناحية المالية وتحفيز اللاعبين، فإنه يتسبب أحيانا في خسائر فادحة، وهذا درس للجمهور والمسؤولين عن الفرق على حد سواء.
المطلوب الآن، استمرار التعامل مع حالات الشغب، وأعمال العنف المصاحب للمباريات الرياضية، كواقع وليس ظاهرة عابرة، يتطلب الكثير من اليقظة والحزم، وتطبيق منهجية صارمة وقاعدة أساسية غير قابلة للتخفيف أو التجاوز.
فأحداث مركب الرباط يوم الأحد، أظهرت أن هناك تراخيا وعدم تطبيق كامل للإجراءات التي ينص عليها قانون الشغب، وأن المراقبة أمام أبواب المركب لم تكن بالشكل الذي يحول دون دخول القاصرين بمفردهم، ويمنع إدخال الشهب الاصطناعية والأسلحة البيضاء، وتمرير المواد المخدرة والمهلوسة، وغيرها من الممنوعات التي يجرمها القانون.
هكذا يتبين أن الشغب والعنف له جذور وأسباب مرشحة للانفجار في أية لحظة، وبالتالي لابد من عمل استباقي تفاديا لتكرار مثل هذه الأحداث خاصة خلال المقابلات التي تجمع بين فرق لجمهورها سوابق كثيرة، كالجمهور المحسوب – للأسف- على فريق الجيش الملكي.
وعليه، فإن التعامل المناسباتي مرفوض، ولابد من تطبيق صارم للقانون، لأن ما حدث بالرباط، يتطلب -فعلا- اتخاذ أقصى العقوبات الردعية …
محمد الروحلي