كلمة بيت الشعر المغربي: لا مهرب لنا من اللجوء إلى الشعر كي نتحدى به ظلامية الاحتراب والتدمير

لا شك في أنّ الحاجة إلى الشعر، بما هو قيمةٌ إبداعية خالدة، تحضرُ في كلّ زمانٍ و مكان. في زمن الشّدة، كما في زمن الرخاء، لكنها تكونُ في الأوّل أقوى من الثاني. و نحن إذ نحتفل، اليومَ، بهذا العيد العالمي للشعر، نلتمسُ فيه ملاذًا رحيما من شدائد تتناسل تباعا في راهننا. ذلك أنّ جائحة كورونا التي اعتصرتنا أزيد من سنتين، ما لبثت أنْ أسلمتنا إلى فظاعات الحرب في أكورانيا وإلى نُذُر اتّساع رقعتها و تداعياتها على السّلم و الأمن والاقتصاد، وكذا على الحياة الثقافية، في كل أنحاء العالم.
فلا مهربَ لنا، الآن، من اللجوء إلى الشعر كي نتحدّى به و برسالته المضيئة هذا الانحراف الحادّ بمسار البشرية نحو ظلامية الاحتراب والتدمير والفَناء، من أجل أنْ تستعيدَ الحضارات و الثقافات و اللغات عِطرَها و ألقها، و تطوّرَها. فالشعر كان، و مازال، صوتَ الشعوب وضميرَها. وهو، لدى الملدلهمّات، لمعةُ الأمل، وخفقةُ القلب، ورفّة الجناح. به تزهُو الأحلامُ، و به نسقي حدائقَ الروح.
ونحن، إذ نستحضرُ المنجز الشعريَّ الإنسانيَّ في مختلف لغاته وجغرافياته و أشكاله، وعبر كل العصور، بما يليق من شغفٍ ومحبّةٍ لا يخبُوان، في اليوم العالمي للشعر؛ يسرّنا أن نعلن أننا قد استعدنا – في بيت الشعر
في المغرب- بادرةَ تكريم الشعر ورموزه في العالم، بعد أنْ بَدَت تباشيرُ الانعتاق من قبضة وباء كوفيد… وذلك بإطلاق احتفاليتي تسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر إلى الشاعر المغربي محمد الأشعري (المكتبة الوطنية، الرباط، 18 مارس 2022) والشاعر الأمريكي تشارلز سيميك ( المعرض الدولي للكتاب و النشر، الرباط، يونيو 2022).
وهكذا، سنُشهر، من جديد، زهورَ الشعر والمحبة، مع مُبدع ملصقنا لعيد الشعر العالمي اليوم، الفنان جعفر عاقيل، في سماء كوننا الحزين الملتهب، وسننتصر دوما للشعر والجمال والحياة.

Related posts

Top