أرخت الأرقام الأخيرة حول الارتفاع الصاروخي في عدد الإصابات بفيروس كورونا بمدينة الدار البيضاء بظلالها على موسم الدخول الدراسي لسنة 2020-2021، حيث أغلقت جميع المؤسسات التعليمية أبوابها في وجه التلميذات والتلاميذ البيضاويين، والأمر نفسه يهم طلبة جامعة الحسن الثاني ومراكز التكوين المهني وإنعاش الشغل.
وتفاجأ التلاميذ والآباء بإغلاق المؤسسات التعليمية لأبوابها مباشرة بعد صدور بلاغ الحكومة بخصوص اعتماد التعليم عن بعد، وحظر التنقل الليلي ومنع التنقل من وإلى مدينة البيضاء، علاوة على مجموعة من التدابير الأخرى التي فرضها تدهور الوضع الصحي بالعاصمة الاقتصادية للمغرب.
وفي الوقت الذي كان يمني فيه التلاميذ النفس لاستئناف الموسم الدراسي بشكل عادي بمدينة الدار البيضاء، كان لكورونا رأي آخر مغاير للوضع، لاسيما وأن عدد الإصابات قفز بالمدينة بشكل مهول وصل إلى 1000، وهو ما اعتبرته الحكومة مؤشرا على التراخي في مواجهة الفيروس ومن ثم اهتدت إلى أخد القرار السالف الذكر لاحتواء الأزمة الصحية بالمدينة.
وتفهمت العديد من الأسر البيضاوية القرار خصوصا وأنه تم تحديد تاريخ محدد له (14 يوما)، من أجل حصر انتشار الفيروس والتحكم في تطوره، استنادا إلى التجربة التي أعطت نتائج إيجابية على مستوى مدينة فاس وطنجة، حيث انخفضت بهما عدد الإصابات بعدما كانت مرتفعة جدا.
ويبقى هذا القرار قاسيا على الوضع الاجتماعي والاقتصادي بمدينة الدار البيضاء، بيد أنه لا يمكن المخاطرة بصحة البيضاويين، على اعتبار المنظومة الصحية بالمدنية أصبحت عاجزة عن تغطية حاجيات جميع المصابين، خصوصا بالنسبة للحالات الحرجة التي في حاجة إلى أجهزة التنفس الاصطناعي.
وأجبر تلاميذ مدينة الدار البيضاء على إعادة عيش سيناريو التعليم عن بعد مرة أخرى، وذلك عقب سلسلة من الانتقادات التي أعقبت التجربة التي خيضت خلال فترة الحجر الصحي، والتي اتسمت بنتائج جد محتشمة بحسب العديد من المتتبعين للشأن التربوي بالمغرب.
وأدى هذا الوضع بمدينة الدار البيضاء إلى انكماش واضح فيما يخص الإقبال على اقتناء الأدوات المدرسية، والمناهج الدراسية، وهو ما اعتبره الكتبيون وضعا غير مسبوق في المدينة التي اعتاد الأسر بها على اقتناء حاجيات أبنائها قبل الإعلان عن تاريخ الدخول المدرسي.
ويأمل البيضاويون انخفاض معدل الإصابات بفيروس كورونا بالمدينة، من أجل فتح المجال للتلاميذ حتى يعودوا إلى مقاعدهم الدراسية من خلال التعليم التناوبي الذي تم اعتماده بالعديد من المدن المغربية التي تشهد إصابات قليلة بفيروس كورونا.
< يوسف الخيدر < تصوير: أحمد عقيل مكاو