دعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المواطنات والمواطنين إلى العودة السريعة والآنية إلى التدابير الوقائية والحاجزية ضد كوفيد 19 والى استكمال التلقيح تفاديا لانتكاسة وبائية. وتأتي هذه الدعوة حسب بلاغ للوزارة “أمام تخلي عدد كبير من المواطنات والمواطنين عن التدابير الوقائية الأساسية، في الأيام الأخيرة، ضد كوفيد 19، وبالنظر إلى تغير المنحنى الوبائي الوطني الذي تميز بتحسن سابق قبل أن تشرع الحالات في الارتفاع خلال الأسبوعين الأخيرين، وهو ما يدل على أن الفيروس لا يزال بيننا، وارتباطا بالوضعية الوبائية العالمية وخاصة بعد ظهور وانتشار متحور “أوميكرون” في عدد من دول العالم، وحيث إن بلادنا لا تزال في حالة الطوارئ الصحية”. ونبهت الوزارة بشدة إلى خطورة التهاون في احترام التدابير الحاجزية، داعية إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر تجنبا لأي انتكاسة وبائية.
وللحفاظ على المكتسبات الحالية التي تتميز بالتحكم في الوضع الوبائي، بالرغم من الارتفاع الملاحظ في عدد الحالات، دعت الوزارة في بلاغها، المواطنات والمواطنين إلى العودة السريعة والآنية إلى التدابير الوقائية البسيطة وغير المكلفة والتي ثبتت فعاليتها والمتمثلة في ارتداء الكمامة بشكل سليم والغسل المتكرر لليدين أو تطهيرهما بالمعقم وتجنب التجمعات غير الضرورية واحترام مسافة الأمان.
كما دعت إلى الإقبال السريع على مراكز التلقيح لتلقي الجرعات الأولى أو الثانية أو الجرعة الثالثة المعززة خاصة وأن التلقيح يعتبر، في الوقت الراهن، أهم التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية واللجنة العلمية الوطنية، خصوصا أمام الانتشار المتزايد لمتحور”أوميكرون” في العالم.
أما بخصوص جديد الحالة الوبائية المرتبطة بالجائحة بالمملكة وفقا لآخر أرقام ومعطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لأول أمس الثلاثاء، فلم تسجل خلال الـ24 ساعة الماضية، أية حالة وفاة، في حين تم رصد219 إصابة جديدة بالفيروس، وبلغ عدد المتعافين 234 حالة.
وارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثالثة من اللقاح ضد الفيروس، إلى مليونين و99 ألف و402 شخصا، فيما وصل عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 22 مليون و797 ألف و887 شخصا، مقابل 24 مليون و475 ألف و639 تلقوا الجرعة الأولى.
ورفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 951 ألف و 763 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 935 ألف و 592 حالة بنسبة تعاف تبلغ 98.3 في المائة، واستقر عدد الوفيات في حدود 14 ألف و798 بنسبة فتك وصلت إلى 1.6 في المائة.
وبلغ مجموع الحالات النشطة 1388 شخصا، فيما بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة حالتين خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 100 حالة، منها حالتين تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وبلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد، 1.9 بالمائة.
من جهة أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أول أمس الثلاثاء، أن متحورة أوميكرون الجديدة من فيروس كورونا، تنتشر بوتيرة غير مسبوقة وأصبحت على الأرجح متفشية في معظم دول العالم.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي إن “77 دولة أبلغت حتى الآن عن إصابات بأوميكرون، لكن الواقع هو أن أوميكرون موجودة على الأرجح في معظم الدول حتى لو لم يتم رصدها بعد، مضيفا: “أوميكرون تنتشر بوتيرة لم نر مثلها من قبل مع أي متحورة أخرى”.
وعلاقة بالأبحاث العلمية المتواصلة لمنع انتشار الفيروس، فقد أكدت شركة فايزر، أول أمس الثلاثاء، أن عقارها المضاد لكوفيد19 يخفف بنسبة 90 في المائة احتمال الاستشفاء والوفاة من الإصابة بالفيروس عند الأشخاص المعرضين للخطر، إذا أخذت الحبة في الأيام الأولى التي تلي ظهور عوارض المرض، بحسب الاختبارات السريرية.
وتستند النتائج على الاختبارات التي أجريت على كافة المشاركين، أي 2200 شخص، مؤكدة النتائج الأولية التي أعلنتها فايزر في مطلع نوفمبر الماضي.
ولم تسجل أي وفاة بين الذين تلقوا العلاج. وكان المشاركون غير ملقحين وعرضة لمخاطر عالية لتطور حالات خطيرة من كوفيد19.
وأشارت الشركة إلى أن علاجها الذي سيسوق تحت اسم “باكسلوفيد” يفترض ان يكون فعالا أيضا ضد متحورة أوميكرون.
وقال ألبرت بورلا مدير عام فايزر في بيان “هذا الأمر يؤكد قدرة هذا الدواء الذي من شأنه إنقاذ أرواح مرضى في العالم”. وأضاف أن “المتحورات المقلقة مثل أوميكرون زادت من الحاجة لخيارات متاحة أمام هؤلاء الذين يصابون بالفيروس”.
وتستخدم حبوب فايزر فئة من مضادات الفيروسات تسمى “مثبطات الأنزيم البروتيني” تمنع عمل إنزيم أساسي لتكاثر الفيروس.
في المقابل، يمكن وصف حبة أو قرص بسرعة للمريض الذي سيأخذها بسهولة في المنزل. وتتطلب علاجات فايزر ومجموعة ميرك – التي طورت ايضا حبة لمعالجة الإصابة بكوفيد- والتي تتسبب بآثار جانبية قليلة، أخذ عشر جرعات على مدى خمسة أيام.
سعيد ايت اومزيد
تصوير: عقيل مكاو